لدي السيد "مايكل إي. تنور" رئيس اللجنة الانتخابية الفيدرالية نصيحة ودية لمن يرغبون في ترشيح أنفسهم لخوض التنافس الانتخابي الرئاسي في وقت مبكر من عام 2008. وتتلخص هذه النصيحة الودية الثمينة في كلمات قليلة هي: تأكد من إحضار محفظة نقودك. كيف لا وقد ازدادت احتمالات رفع رسوم الترشح للمنصب الرئاسي في الولاياتالمتحدةالأمريكية إلي 100 مليون دولار بحلول نهاية العام المقبل 2007، وهو تصريح منسوب للسيد "تونر" في أحد اللقاءات الصحفية التي أجريت معه مؤخراً. هذا وقد بدأت حمي الاستعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة سلفاً، في كل من الحزبين الرئيسيين الجمهوري والديمقراطي. هذا ويكشف التنافس الحزبي علي الترشيح في صفوف "الجمهوريين" بنهاية الأسبوع الجاري، مدي الخطوات العملية التي قطعها "الجمهوريون" في هذا الاتجاه. يجدر بالذكر أن هذا التنافس سيتم خلال مؤتمر القادة "الجمهوريين" في الولايات الجنوبية الذي ينعقد في مدينة ممفيس. لكن وحتي هذه اللحظة، فإن جبهة التنافس الرئيسية إنما هي المال والتمويل. ذلك أن كل التحليلات والمؤشرات، تؤكد أنه يتعين علي المتنافسين توفير أموال طائلة لتمويل حملاتهم الانتخابية، تفوق كثيراً كل الاحتياجات المالية التي كانت تلزم المرشحين في المعارك الرئاسية السابقة. ولا يعني ذلك شيئاً آخر بالطبع سوي أهمية استعداد المرشحين قبل عام من موعد الانتخابات علي الأقل، لحملة انتخابية تكسر كافة الأرقام القياسية السابقة في جبهة التمويل، ويتعذر خوض الانتخابات أصلاً دون مواجهة الضغوط المالية والتحديات الكبيرة التي تفرضها عليهم الانتخابات الرئاسية المقبلة. غير أنه ليس صحيحاً القول باتفاق جميع خبراء التمويل السياسي وناشطي الحملات الانتخابية مع السيد تونر، علي أن رفع رسوم الترشح للمنصب الرئاسي إلي 100 مليون دولار خلال الاثنين وعشرين شهراً المقبلة، هو الإجراء الصحيح والأنسب لاعتماد ترشيح كافة المرشحين الرئاسيين الجادين، ممن يتمتعون بالمصداقية، خاصة إن كان لجميع المرشحين أن يخوضوا تلك المنافسات علي قدم الندية والمساواة. يجدر بالذكر أن مبلغ ال100 مليون دولار المشار إليه، يكاد يعادل ثلاثة أمثال ما كانت عليه رسوم الترشيح في المعركة الانتخابية الأخيرة. ولكن يبقي مفهوماً في الوقت ذاته، أن جملة من العوامل والظروف قد تضافرت معاً لتجعل الأفكار السابقة عن تمويل الحملات الانتخابية الرئاسية وتكلفتها، أمراً غير ممكن من الناحية العملية في الوقت الحالي. ويحتم هذا السباق المبكر والمحموم في مضمار تمويل الحملات الانتخابية، علي المرشحين الذين لا يتمتعون بسمعة شعبية واسعة في البلاد، أو الذين يفتقرون إلي شبكات جمع الأموال علي النطاق القومي، أن يبدأوا حملة تنقل وترحال مستمر من الآن عبر مختلف الولايات، بهدف بناء علاقات مع الأثرياء ومع الولايات الغنية المانحة، مثل ولايات نيويورك وكاليفورنيا وفلوريدا. غير أن مديراً انتخابياً "جمهورياً" رفض ذكر اسمه قال إنه ليس من المسئولية في شيء، أن يخطط مرشح ما، حملته الانتخابية في المرحلة الأولية وحدها، دون أن يضع في الاعتبار المفاجآت المالية التي يمكن أن تفرضها عليه هيلاري كلينتون في المرحلة التالية للجولة الأولية. ومن رأي المتحدث أن الذي سيحدث في مثل هذه الحالة، هو إدارة المرشح المعني لاهتمامه كله إلي كيفية التعامل مع حملة هيلاري كلينتون، بدلاً من صب الاهتمام علي حملته هو وقياداتها سياسياً. ومهما يكن فإن من رأي خبراء ومديري الحملات الانتخابية أن المحك الجدي الذي يواجهه كافة المرشحين لانتخابات 2008، هو القدرة التنظيمية المؤهلة لحشد الطاقات والجهود، وجمع الأموال اللازمة لخوض التنافس الانتخابي المقبل.