"ميدو" في إنجلترا يختلف تماما عن ميدو الذي نعرفه عندما يشارك مع منتخبنا الوطني في أية مباراة ودية أو رسمية.. في إنجلترا النجم المصري متألق ومتوهج ويصول ويجول ويهز الشباك وسط عمالقة الكرة في أوروبا وإنجلترا.. وعندما يصل إلي مرمي الخصوم بالكاد، وقد ينجح في هز الشباك وهو ما حدث قليلا وقد لا ينجح وهي عادته مع المنتخب. "ميدو" استطاع أن يلفت أنظار واهتمام جماهير توتنهام ومسئوليه بمستواه الرائع معه منذ انتقاله له علي سبيل الإعارة من روما الإيطالي.. الأمر الذي جعل مسئولي توتنهام يفكرون في شرائه نهائيا ليصبح لهم بعد تألقه في مباراة توتنهام وبلاكبيرن أصبح ميدو معشوق إنجلترا كلها.. لأنه قاد توتنهام إلي فوز مستحق علي منافسه، سجل هدفا وصنع اثنين.. وتقدم بفريقه ليتحل أحد المراكز الأربعة الأولي.. لتكون خطوة مهمة لتوتنهام بميدو للاشتراك في دوري الأبطالي الأوروبي العام المقبل. صحيفة "الصنداي تايمز" الإنجليزية لمست مدي تأثير ميدو مع فريقه الإنجليزي أجرت معه حوارا مطولا.. صفحة كاملة.. وصفته ب "جوهرة النيل" وهو ما لم يحدث من قبل مع أي لاعب أجنبي أو محلي في إنجلترا.. ليحقق ميدو انفرادا لم يسبقه إليه أحد. وتحدث ميدو في الحوار عن قصة احترافه منذ أن خرج من نادي الزمالك إلي أن وصل إلي مرتبته الحالية. ملعقة ذهب ميدو الذي بلغ عامه الثالث والعشرين منذ أسبوعين فقط قال إنه لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب وأن مستوي عائلته المعيشي لم يكن مرتفعا للغاية ولكنه كان جيدا ومن اللحظات الحاسمة في حياته هي انتقاله للفريق الأول في نادي الزمالك عندما كان عمره فقط خمسة عشر عاما ورغم تألقه في الدقائق القليلة التي شارك فيها إلا أن إدارة النادي لم ترض بالتعاقد معه رغم المبلغ الزهيد الذي طلبه منهم، ولذلك ومنذ ذلك الموقف قرر وبدون رجعة أن يبحث عن مستقبله في أوروبا وكانت أول محطة له هي نادي جينت في بلجيكا. حياة صعبة ويكمل ميدو كلامه أن أول عامين له في مشوار الاحتراف كانا في منتهي القسوة لأنه كان صغيرا في السن وواجه حياة صعبة عندما وجد نفسه مجبرا علي العيش في غرفة فندق بمفرده والتنقل والخروج بمفرده ولكنه لم يخف تأكيده أن تلك الوحدة الرهيبة التي عاش فيها كانت سببا رئيسا في نضوج شخصيته بصورة أسرع وعلي نحو أفضل لأنه تعود علي الاعتماد علي نفسه في كل شيء وتعلم الكثير من تلك التجربة القاسية. مدرسة أياكس أما عن تألقه في نادي جنيت فإنه لعب دورا رئيسيا في تحقيق أفضل مركز له في تاريخ الدوري البلجيكي وهو المركز الرابع وشارك بعدها في دوري الأبطال الأوروبي بعدما أحرز ميدو عدة أهداف مؤثرة للغاية، مما جعله ينتقل إلي ناد أكبر هو أياكس الهولندي السبب الذي جعل ميدو يوافق علي اللعب له دون غيره بعد تلقيه عدة عروض مغرية كما صرح أنه يعتبر نادي أياكس أكاديمية كروية شاملة متكاملة وأن ذلك النادي مدرسة كبيرة تخرج فيها العديد من الأسماء اللامعة الذين لعبوا بعد ذلك في أندية أكثر شهرة، مثل إدجار ديفيد وفرانك دي بوير وكلارنس سيدروف وبالفعل فقد فاز مع النادي الهولندي ببطولات الدوري والكأس وكأس السوبر، وأحرز في الدوري 12 هدفا خلال 24 مباراة. ويقول ميدو تركت نادي أياكس بعد ذلك بسبب المدير الفني رونالد كومان والذي كان من أفضل المدربين الذين عملت معهم وتعلمت منه أشياء كثيرة ولكنه لم يكن يعامل اللاعبين بالشكل اللائق، وكان يعتبرني طفلا صغيرا أو لاعب كرة ناشئ ويتعامل معي علي هذا الأساس رغم أن تصرفاتي كانت ناضجة ولم أكن متهورا أو طائشا يوما ما، ورغم تلك المعاملة فإني كنت احترمه حتي بدأ يتحدث كثيرا للصحافة ووسائل الإعلام عن شخصيات لاعبيه وطيش تصرفاتهم وقصورهم الفكري الذي سيودي بحياتهم الاحترافية مما أثر علي شعبية اللاعبين لدي الناس ونظرتهم لهم. سلتا فيجو ويقول ميدو عن مرحلة احترافه في سلتافيجو الإسباني إنها من أفضل المراحل في مشواره لأنه وجد في إسبانيا شعبا ودودا وأناسا لا يختلفون كثيرا في طبائعهم عن طبائع الشعب المصري الكريم الطيب ولذا فإنه تمني في كثير من الأوقات التي كان يقضيها أثناء احترافه في نادي سلتافيجو أن يقضي بالدوري الإسباني أطول وقت ممكن ولكن بعد أن انتهت فترة الإعارة التي استمرت لأربعة أشهر وأحرز خلالها أربعة أهداف في ثماني مباريات ومنها هدف التأهل لدوري الأبطال الأوروبي لم يستطع مسئولو النادي الإسباني إتمام صفقة شرائه بشكل نهائي من أياكس نظرا لأنهم لم يمتلكوا وقتها المال الكافي لشراء ميدو حيث كان يبلغ سعره حوالي 7 ملايين يورو! مارسيليا يقول ميدو إن أكثر ما أفاده في اللعب في فرنسا هو اللعب بجوار لاعبين رائعين أبرزهم دروجبا الذي وصفه ميدو بالصديق الشخصي وكذلك فابيان بارتيز حارس المنتخب الفرنسي بجانب أنه كان يلعب في مراكز أخري في الهجوم غير مركز رأس الحربة مما طور كثيرا من أدائه داخل الملعب. توتنهام يعتقد ميدو أنه إذا وصل توتنهام إلي دوري الأبطال الأوروبي فإنه سينتقل إلي مرحلة أخري أكبر ستزيد شعبيته وقوة اسمه أضعاف ذي قبل لأن تلك البطولة ستصقل الكثير من مواهب لاعبي توتنهام خاصة أن أغلبيتهم شباب صغار السن، وأضاف أحمد حسام سعدت للغاية عندما علمت بقرار مسئولي توتنهام بالتفاوض مع نادي روما الإيطالي لشرائي نهائيا نظرا لأنه منذ رحل رودي فولر مدرب روما السابق وأنا ليس لي مكان أساسي في هجوم الفريق لأنه كان مقتنعا للغاية بإمكانياتي. حسن شحاتة وتحدث ميدو للصحيفة الإنجليزية عن مشكلته مع حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر قائلا إن الإعلام دائما يضخم تلك الأحداث الصغيرة وأن موقفه العصبي من مدربه كان وليد اللحظة وشعر بعدها بالندم ولكن يلتمس لنفسه العذر بغيرته الشديدة علي منتخب بلاده، وأجاب ميدو عندما سأله الصحفي عن مدي أهمية منتخب مصر لديه؟ أجاب حسام: "المنتخب لدي أهم بكثير جدا من أي ناد ألعب له وسوف ألبي نداء بلادي مهما كلفني ذلك في مشوار احترافي، وأنا مثل أي مصري مخلص مرتبط جدا بوطني الأم".