فوز معنوى من جهة وخسارة محققة من جهة أخرى.. هذه هى النتيجة التى تلخص أحداث المباراة الودية التى جرت أمس بين منتخبنا الوطنى ومنتخب عمان الشقيق، حيث حقق منتخبنا فوزاً معنوياً بهدفٍ نظيف أحرزه محمد أبو تريكة، قبل أيامٍ من مواجهة نظيره الجزائري في 7 يونيو المقبل ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثالثة للتصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم وإفريقيا عام 2010. ومن الجهة الأخرى خسر جهود نجميه محمد أبو تريكة وعمرو زكي اللذين تعرضا للإصابة خلال المباراة. حيث تعرض زكي نجم الهجوم إلى إصابة غريبة للغاية لا تحدث مطلقا في ملاعب الكرة؛ فبعد تسجيل أبو تريكة لهدفه انطلق وراءه زكي وقفز فوقه في اللحظة التي طار فيها اللاعب أحمد خيرى من الجهة الأخرى ليصطدم الاثنان معا وتسيل الدماء من وجه زكي يخرج على أثرها من الملعب، والغريب أنه فور الإصابة سارع حسن شحاته بتغيير زكى وإشراك من أصابه بدلاً منه، كمحاولة منه لتهدئة دكة البدلاء، التى خرج زكى إليها ثائراً من الإصابة التى جاءت بنيران صديقة! ويستعد المنتخب المصري لمواجهة الجزائر يوم ال7 من يونيو المقبل ضمن الجولة الثانية من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم، بينما يستعد المنتخب العماني "بطل الخليج" للتصفيات الأسيوية المؤهلة لكأس أسيا 2011. أما الهدف الوحيد فجاء في الدقيقة ال49 من المباراة أحرزه محمد أبو تريكة من كرة سيد معوض العرضية قابلها بوجه قدمه الخارجي في سقف مرمى حارس عمان ليخرج بعدها بدقائق مصابا بعد تعرضه لكدمة خلال اللقاء. وخرج الشوط الأول فاترا ولم يشهد أية سخونة، بينما شهد الشوط الثاني ندية كبيرة خاصة من جانب المنتخب العماني الذي دفع بكل قوته للتعديل إلا أن الحارس المتألق عصام الحضري حال دون اهتزاز شباكه. ونجح الوطني حسن شحاتة مدرب الفراعنة في التفوق على الفرنسي كلود لورا المدير الفني لعمان، خاصة أن شحاتة نجح في الوصول إلى هدفه من اللقاء بالفوز من أجل رفع معنويات لاعبيه وطمأنة الجماهير المصرية على فريقها قبل مواجهة الجزائر. وافتقد منخبنا جهود أحمد حسن وأحمد فتحي لمشاركتهما مع الأهلي في مباراته أمام سانتوس الأنجولي في إياب دور ال 16 من بطولة كأس الاتحاد الأفريقي، إلى جانب مهاجم ويجان الإنجليزي أحمد حسام "ميدو" الذي تم استبعاده من قائمة الفريق في هذه المرحلة. وقد ظهر من سير اللقاء أن شحاته سيعتمد فى مباراته مع الجزائر على نفس الخطة التى سبق وأن اتبعها البرتغالى مانويل جوزيه فى مباراته مع الإسماعيلى، واعتمدها هو نفسه فى مباراة عمان، وهى فرض أسلوب دفتع المنطقة الذى يعتمد على تكثيف الوجود فى منطقة نصف الملعب، والاعتماد على الهجمة المرتدة. غير أن المباراة كشفت عن تألق واضح للحارس عصام الحضرى، كما شهدت ثباتاً فى مستوى سيد معوض وحسنى عبد ربه ووائل جمعة وعمرو زكى، مع عودة هانى سعيد ومحمد زيدان لحالة التوهان، واجتهاد من أحمد سعيد أوكا وأحمد المحمدى. أما عن تفاصيل المباراة فقد سيطر المنتخب العماني على مجريات اللعب في الشوط الأول وكان الأكثر وصولاً إلى المرمى والأكثر إهداراً للفرص، فأنقذ عصام الحضري حارس سيون السويسري مرمى "الفراعنة" من عدة أهداف محققة. وجاءت أخطر فرصة لأصحاب الأرض عندما تهيأت الكرة لعماد الحوسني داخل منطقة الجزاء ليسددها خلفية مزدوجة مباشرة ولكن الحضري كان له بالمرصاد (28)، قبل أن يتصدى الحارس المصري لتسديدة أخرى من فوزي بشير ويحرم المنتخب العماني من تسجيل هدفٍ محقق. وفي الدقيقة 39 مرر حسني عبد ربه كرة متقنة لعمرو زكي داخل منطقة الجزاء ليسددها الأخير في المرمى مباشرة ولكن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل. وتحسن أداء الفريق المصري في الدقائق الخمسة الأخيرة من الشوط الأول، فوصل إلى المرمى العماني أكثر من مرة دون ان ينجح في التسجيل. وبدأ "الفراعنة" الشوط الثاني بشكل مختلف تماماً وتقدموا بهدفٍ بعد مرور 3 دقائق فقط عن طريق محمد أبو تريكة الذي تسلم تمريرة زميله سيد معوض داخل منطقة الجزاء وسددها مباشرة في الشباك محرزاً هدف السبق. وتعرض عمرو زكي لإصابة في الرأس بعدما اصطدم بأحد زملائه خلال احتفاله بهدف أبو تريكة ليغادر الملعب ويشارك أحمد خيري بدلاً منه. ثم حصل حسني عبد ربه على بطاقة صفراء لتدخله على مهاجم الفريق العماني، قبل أن يسحب حسن شحاتة مدرب المنتخب المصري نجمه أبو تريكة ويدفع بأحمد عيد عبد الملك. وأنقذ الحضري مرماه من هدف محقق إثر تسديدة بعيدة المدى أطلقها عماد الحوسني، لترتطم الكرة بيد الحارس المصري ثم العارضة وتخرج إلى ضربة ركنية. ومرت الدقائق الأخيرة وسط محاولات من جانب الفريق العماني لإدراك التعادل، لكن صافرة الحكم جاءت سريعاً لتعلن نهاية المباراة بفوز المنتخب المصري بهدفٍ نظيف.