من الذي جعل الناس في الغرب يرون في الإسلام سيفاً وسكيناً وقنبلة وحزاماً ناسفاً؟! نحن! من الذي جعل الغرب يري في الدين الإسلامي هدفاً للمعاداة بديلاً عن الشيوعية؟!.. نحن! من الذي جعل صورة الإنسان المسلم قبيحة.. كريهة.. منفرة أشبه بصور المتسولين والقراصنة؟!.. نحن! من الذي وضع في أيدي رسامي الكاريكاتير الذين تطاولوا علي نبي الرحمة.. فرشاة الإهانة وألوان الإساءة وفكرة التهجم علي النبي الكريم؟!.. نحن! نحن.. هذه هي الحقيقة.. لولا أننا لا نحترم أنفسنا ولا نحترم قواعد ديننا الحنيف.. ولولا أننا نتكلم عن الأخلاق ولا نمارسها.. وعن الحرية ولا نعشقها.. وعن الصلاة ولا نؤديها.. ما رآنا الغربيون قوماً كذابين. إن آفة الغرب هي الكذب.. يمقتونها لحد الموت.. ونحن أيضاً.. يمقت ديننا الكريم تلك الآفة اللعينة.. لكن الإسلام شيء والمسلمين شيء آخر. الإسلام يكره الكذب.. والمسلمون يؤدونه خمسين مرة في اليوم الواحد.. ويتنفسونه كما الهواء تحت دعوي أنها كذبة بيضاء! الكذبة البيضاء تكون بين الرجل وزوجته.. ولا تكون بين الشعوب وحكامها!.. الكذبة البيضاء تكون بين الصاحب وصاحبه.. ولا تكون بين العبد وربه. الكذبة البيضاء تكون بين الصديق وصديقه.. ولا تكون في مواجهة الأمم! حين نتخلف ونمعن في التخلف.. ينسبون إلي إسلامنا هذه السُّبة. حين نسقط ضعفاء في مواجهة القوة.. وحين نتسول الحقوق علي النواصي الدولية.. فإنهم ينسبون هذا الهوان إلي الإسلام.. حين يتدافع ملايين المسلمين في أداء شعائر الحج ويسقط قتلي.. فإن الغرب لايري ذلك ولعاً بالله.. إنما يروننا نعشق الفوضي.. ونمارس طقوس العبادة خلالها! عشرات الأسلحة القاتلة وضعناها في أيدي الذين سمحنا لهم بالاساءة إلي النبي.. صحيح أن القلب يدمع والنفس تثور للدفاع عن كرامة الرسول.. لكن ليس بالدمع ولا بالثورة ولا بالحرائق نرد الاعتبار إلي الدين الإسلامي وإلي رسول الله إلي العالمين.. إن أحسن وأعظم رد علي هؤلاء الذين استباحوا ازدراء المقدسات هو أن نكون عقلاء لاموتورين. أن نعمل لا أن نتكلم.. أنتتحاور لا أن نشعل الحرائق.. أن يري فينا الغربيون الصورة المثالية للرسول.. أن نكون قدوة لهم.. يرون فيما نقول وفيما نفعل الثوابت الأساسية للديانة الإسلامية، لقد رأي الغرب سيوف الإرهاب المنتسب للإسلام وهي تهوي علي رؤوس الابرياء تقطع الأعناق باسم الله.. كأنهم دجاج أو خراف! لقد رأي الغرب مصعب الزرقاوي وأسامة بن لادن وأبو حمزة المصري.. وشكري مصطفي وغيرهم ممن يعلنون القتل أو الكراهية تحت عباءة الإسلام.. المسلمون أساءوا قبل أن يسئ الغرب.. وعلينا أن نواجه أنفسنا وأن نرفض هذه القلة الخارجة علي سماحة الدين الإسلامي وعلي رقي ونبل نبي الاسلام. المطلوب الآن وفوراً.. تكثيف الحوار العاقل الموضوعي مع الغرب ومع المجموعات المدنية من صحافة وحقوقيين ونواب وممثلين للحكومات والكنائس.. نتكلم معهم عن الاسلام وعن اهدافه.. وعن النبي وعن رسالته.. مطلوب ان نعرف كيف نحول هذه الغَضْبة الهائلة إلي قوة قانونية من خلال تشريعات يحترمها الأوروبيون عبر برلمان الاتحاد الأوروبي وعبر الأممالمتحدة.. تحظر الاهانة او الاساءة إلي أي دين أو أي رمز ديني. ان الرسول الكريم يفرح بنا اكثر حين يرتفع معدل النمو القومي لكل دولة اسلامية الي 6% و 10%.. ان الرسول الكريم يسعد كل السعادة حين نتداول السلطة وحين نحترم الضعفا.. وحين نحفظ الاعراض من الصفع والركل والاهانة.. ان الرسول الكريم سيري رد اعتباره الحقيقي، قد تم ووقع حين يواجه المسلمون حضارة الغرب بحضارة اسلامية جديدة ناهضة علي السماحة وإعمال العقل والأخذ بالتجريب لا بالتخريب.. وبالجدية لا بالبهلوانيه.. لن يباهي الرسول بنا الامم.. ونحن كالخراف! ان الرسول لم يبعث لامة من الضعفاء ولا المتسولين للحق او للخبز! ليس محمد رسول الله الي الخائفين.. ولا المترددين.. ولا المشعوذين سياسيا او دينيا. انه نبي قوي لأمة قوية.. بالاخلاق وبالعلم وبالعمل.. لا بالسيف ولا بالقنابل الناسفة للابرياء تحت اي دعوي. لنبدأ الآن.. بأن نعرف عيوبنا.. ونعالج انفسنا قبل ان نطلب من الآخرين علاج أنفسهم.. لحسابنا!