هو السني الوحيد في نظام يسيطر عليه العلويون في سوريا. وكان لعبد الحليم خدام تأثير كبير علي العلاقات الخارجية السورية في المنطقة خلال العقدين الأخيرين. ورغم اعتباره في السابق خليفة الرئيس حافظ الأسد، فقد تقلّص نفوذه السياسي بشكل كبير في الفترة الأخيرة. وُلد خدام عام 1932 في بانياس، المدينة الشمالية الواقعة علي شاطيء المتوسط. التقي خدام حافظ الأسد اثناء دراسته الحقوق في بداية الخمسينات، عبر الاتحاد الوطني السوري للطلاب والتحق بحزب البعث. بدأ مسيرته كمحام في دمشق حتي استلام البعث للسلطة عام 1963. وسرعان ما تقدّم في صفوف الحزب ليصبح في عام 1967 حاكم منطقة القنيطرة أكبر مدينة في الجولان- ثم وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية من 1969 إلي 1970. وبعد الانقلاب الذي قاده حافظ الأسد في نوفمبر 1970، تسلّم خدام منصب وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء إضافة إلي القيادة القطرية والوطنية لحزب البعث الحاكم. في مارس 1984، أصبح خدام أحد نواب رئيس الجمهورية الثلاثة. لعب خدام دورا أساسيا في عدة مبادرات خارجية أهمها التحالف الايراني السوري في الثمانينات وفي الملف السوري في لبنان منذ عام 1976. وقد اكتسب لقب "المفوّض السامي" في لبنان لقدرته وقتها علي بناء شبكة لاحكام القبضة السورية في البلاد. وفي أكتوبر 1983 شارك خدام في مؤتمر "المصالحة الوطنية" اللبنانية في جنيف مكرّسا حق سوريا في رفض أية تسوية مستقبلية لا تحفظ مصالح سوريا في لبنان. وكان خدام الراعي الأساسي للاتفاق الثلاثي عام 1985 بين زعيم حزب القوات وقتها ايلي حبيقة، وزعيم حزب أمل الشيعي نبيه بري، وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، والذي فشل بعد طرد حبيقه من بيروتالشرقية. كما كان دوره محوريا في اقناع مختلف الأطراف بالموافقة علي اتفاق الطائف عام 1989. إلا أنه وبعد استلام بشار الاسد للملف اللبناني عام 1998، تقلّص نفوذ خدام كثيرا ليصبح دوره في الفترة الأخيرة شبه شرفي داخل النظام السوري.