زيارة سريعة إلي .المقبرة الأثرية. الجماعية للمدفونين أحياء: الصعيد! لاشك ان من حازوا شرف المشاركة في حرب رمضان/ اكتوبر المجيدة ورأوا عن قرب شجاعة ورجولة الصعيدي المصري يختلفون تماما عمن سمعوا فقط عن الحرب الخالدة، او شاهدوا افلامها .الباردة. ونتج عن هذا اختلاف النظرة لصعايدة مصر فمن عرفوهم في الحرب المقدسة يعتبرونهم آباء شرعيين للبطولة والكرم، اما من كانوا وقت الحرب .عيالا رضع. كالقطط المغمضة فالصعايدة الان مادتهم الخصبة للتندر والسخرية اما بوضوح كعمل مسرحي كوميدي مشهور مثل: .الصعايدة وصلوا. الذي تحول اسمه لعدة سنوات من مجرد عنوان تجاري لمسرحية خائبة، الي مصطلح مؤقت للسخرية ولكنه استقر الآن بمقبرة النفايات تاركا مكانه ومهمته لمصطلح سخرية آخر مجهول المصدر كالسلع المضروبة هو: .بلدياتنا. الدال علي نقص وعي مستخدميه بمزايا نادرة واصيلة في الصعيدي. فمن المزايا المشهورة لبلدياتنا طول البال والقدرة اللانهائية علي الاحتمال ولو كان لدي الساخرين من الصعيد عشر صفاته الاصيلة لتغير حال البلد من الرقص الحالي علي سلم الآهات الي انطلاقة كبري في كل المجالات فمثلا يمتاز اقل صعيدي اصيل بقدرته الهائلة علي بلع الظلط وهضمه ايضا سواء ظلط احبابه او دقشوم الخصوم فإذا كان بلع ظلط الاحباب شيئا عاديا كابتلاع العيش الظلطي الحكومي فالشيء غير العادي هو ابتلاع ظلط الخصوم فمثلا قد يأتي غريب لإحدي قري بلدياتنا فبمجرد وصوله يمنح لقبا صعيديا محترما من فئة: ضيف ايا كان سبب مجيئه وبالذات اذا كانت ضيفة ومن المتعارف عليه صعيديا ان للضيف حقوق ضيافة مقدسة ملزم الجميع باحترامها وتأديتها في جميع الاحوال، حتي لايقع المخالف تحت طائلة قانون العقوبات الصعيدي الذي تنص مادته السابعة بعد المائة علي مقاطعة الصعيدي وحرمانه من الاحترام لمدة لاتقل عن سنة ولاتزيد علي عشر سنوات عند ثبوت ارتكابه جناية عدم اكرام ضيف حل بالقرية، حتي وإن كان ضيفا لاعدائه مع مضاعفة العقوبة الي سنتين كحد ادني وعشرين كحد اقصي اذا ارتكبت الجناية المذكورة بحق ضيفة انثي فإن كانت الضيفة شحرورة ملهلبة من فئة لاتقل عن ستة من عشرة . وثبت عند ارتكاب جناية عدم اكرامها كضيفة حدوث اقل زغللة او بربشة لعين الجاني لكون الضيفة بحراوية او من فئة ملهلبة كالتي لاتري بالعين المجردة الا ببنادر الصعيد وعواصم اقاليمه تطبق عليه المادة تسعة مكرر وتقضي بمعاقبته بمنع دخوله بيوت القرية مع حرمانه من لهط البط والوز المحمر في مآدبها بجانب العقوبة المشددة. والعجيب في مبلوعات الصعيدي من ظلط خصمه انها لاتقتصر فقط علي اكرام ضيف الخصم وانما يجبره القانون الصعيدي ايضا علي تأجيل تنفيذ خطة اخذ ثأره من قاتل ابيه لتزامن وقت تنفيذها مع مجيء ضيف الخصم ويحظر بقوة القانون الصعيدي المحترم اطلاع ضيوف القرية علي عداوات اهلها كما يوقف اي صراع مسلح صعيدي فور وصول ضيف اثناء الاشتباكات خاصة ان كانت ضيفة شحرورة او كاشورة ويحدد القانون القروي الصعيدي مراحل اكرام الضيف الاول فورية كإجباره بمجرد وصوله بشرب الساقع أو الساخن المجاني علي حساب صاحب المحل ويتوالي لها الضيف للساقع والساخن علي حساب مستقبليه فور وصوله واجباريا ايضا. اما الخطوة الثانية المحددة بقانون الكرم الصعيدي فمماثلة لطريقة الكبس في البوكس المتبعة حاليا مع من لهفوا اللوحة اذ يؤخذ الضيف بالقوة الجبرية لاقرب بيت من المكان الذي لهط فيه الساقع والشاي الفوريين لتناول الطعام سواء بيت مضيفة أو أحد اقاربه او حتي بمنزل خصمه وفي الخطوة الثالثة يجبر الضيف للإقامة الكاملة ببيت مضيفة لمدة لاتقل عن ثلاثة ايام بلياليها.