ليس هناك ما هو اكثر خطأ وخطراً من القول .بعنصري الامة. وهو التعبير الشائع بين بعض الكتاب والمفكرين لوصف سكان مصر من مسلمين ومسيحيين فليس هناك في تاريخ الامم معاصرة او قديمة امة تتكون من عنصرين او اكثر.. ليس فقط للتناقض الواضح مع كلمة أمة التي تعني التجانس بين سكانها ولكن لمخالفة ذلك للواقع الديموغرافي والتاريخي الذي يشهد به الكثير من الباحثين في علوم الانثروبولوجي علم الاجناس وعلوم التاريخ البشري. ولعل القول بعنصري الامة هو ما يستند اليه دعاة الانعزالية من بعض الاخوة الاقباط الذين ينادون بطرد المسلمين من مصر باعتبارهم ينتمون الي الجنس العربي بينما ينتمي المسيحيون للجنس الفرعوني، وهذا من اكبر الاخطاء التي لاتستند الي أدلة تاريخية او انثروبولوجية بل علي العكس من ذلك يقول غالبية هؤلاء العلماء بوحدة الجنس والاصول العرفية لكل من المسلمين والمسيحيين علي السواء. فالفرعونية ليست جنساً من الاجناس البشرية التي يعرفها علماء الاجناس بل هي مجرد نظام للحكم بمعني ان الحاكم في مصر القديمة كان يسمي وحده بالفرعون وهو اسم المنصب وليس اسمه شخصيا وهو الاسم أواللقب الذي يساوي لقب الرئيس أو الملك أو الامبراطور في عصرنا وليس من المعقول أو المقبول ان يسمي كل المصريين بالفراعنة لمجرد ان اسم او لقب حاكمهم هو الفرعون فلم يكن كل المصريين ملكيين لان حاكمهم لقبه الملك، ولسنا كلنا جمهوريين لان حاكمنا اسمه رئيس الجمهورية ولم يكن كل الرومان قياصرة لان حاكمهم اسمه القيصر أو الامبراطور.. وهكذا. حتي وإن كان المصريون القدماء يستحقون لقب الفراعنة نسبة الي اللقب الذي يطلق علي حاكمهم فقد كان العرب في شرق مصر وجنوبها يستحقون ايضا ان يسموا بالفراعنة حين حكمهم في فترات طويلة من التاريخ فرعون مصري. كذلك فقد حكم مصر فراعنة من العرب وكانوا يطلقون علي كل منهم ايضا اسم الفرعون مثل اسرحدون السوري او اشور هنيبعل او ششنق الليبي أو بعنخي النوبي وهكذا حكم مصر فراعنة من شرق مصر وغربها ولم يطلق احد علي سكان تلك المناطق اسم الفراعنة رغم ان الفرعون الحاكم كان منهم. واذا كان البعض من دعاة الفرعونية وكراهية العروبة والعرب لايصدقون العلماء أو المؤرخين العرب الذين شهدوا بذلك فيمكن ان نحيلهم الي العلماء والمؤرخين الاجانب او المسيحيين الذين يقرون بتلك الحقيقة الواضحة دون تحيز أو شبهة عنصرية يقول هنري بريستد صاحب كتاب .في العصور القديمة. ان سكان وادي النيل كانوا خليطا من الوافدين علي مصر من غرب آسيا ليؤلفوا المجموعة البشرية المعروفة باسم قدماء المصريين وهذا هو ايضا ما تقوله دائرة المعارف البريطانية وهي ليست بعيدة علي ايدي هؤلاء المتفرعنين. ويؤكد العلامة سليم حسن وهو استاذ الاجيال في علوم المصريات تلك الحقيقة بل ويقول مؤكداً ان مينا موحد القطرين كان ينتمي الي القبائل العربية التي وفدت الي مصر من شرق البحر الاحمر وهو ما يؤكده ايضا فيليب حتي وجيرلاند وبزنتون وكين وايليت سميث وسيجلمان وغيرهم من علماء الانثروبولوجي والتاريخ البشري. أما .شانتر. عالم الاجناس الالماني الشهير فقد اخضع الاقباط وعرب سيناء وسكان الصعيد وفلاحي الدلتا للفحص العلمي فخرج بحقيقة اقرها معه جميع علماء الاجناس بأن جميع سكان مصر هم من العرب الاقحاح منذ الفراعنة وحتي العصر الحديث. من كل تلك الابحاث والدراسات التي قامت علي الفحص والاستكشاف والتحليل يتبين بوضوح مؤكد اكذوبة عنصري الامة التي يقول بها البعض اما جهلاً بحسن نية او تجاهلاً بسوء نية الغرض من ذلك هو توسيع الهوة بين المصريين وايجاد مبررات حتي وان كانت تتصادم مع العلم للانعزال والانفصال والشقاق.!!