انتقدت المعارضة الموريتانية الأوضاع المعيشية في البلاد وانتشار البطالة في صفوف الشباب، وحذرت من أن تجاهل الأوضاع الاجتماعية للسكان يؤذن بعدم الاستقرار، ودعت إلي أخذ العبرة مما يجري من احتجاجات في تونس. وجاءت تحذيرات المعارضة في مسيرة شعبية نظمتها وانتهت بمهرجان خطابي وسط العاصمة نواكشوط، وذلك بعد يوم واحد من مهرجان نظمته أحزاب الأغلبية الحاكمة خصصته لاستعراض ما تعتبره إنجازات للحكومة الحالية. وكان رئيس مجلس النواب الموريتاني مسعود ولد بلخير أول المتحدثين في مهرجان المعارضة، إذ حذر من انتشار البطالة في البلاد ودعا النظام إلي انتهاج سياسات وتوجهات تخدم الشعب الموريتاني وتحقق طموحاته. ورفض ولد بلخير بشكل خاص ما اعتبره "الحملة الساقطة" التي تشنها أحزاب الأغلبية الموالية للرئيس محمد ولد عبد العزيز لتشويه المعارضة، ودعاها إلي التوقف عن النيل من قياداتها وتجريحهم والإقبال علي العمل بدل الكلام. ورأي أن الشعب الموريتاني يتطلع إلي إجراءات حقيقية تتمثل في تخفيض أسعار المواد الأساسية والقضاء علي البطالة ومخلفات ظاهرة الرق، إضافة إلي ضمان الحريات العامة. وأكد ولد بلخير في الوقت ذاته أن سياسات النظام القائم لن تضمن له الاستقرار في الحكم ما لم يعدل عنها إلي سياسات تخدم الشعب وتحقق مطالبه وطموحاته. أما زعيم المعارضة الموريتانية أحمد ولد داداه فقد اتهم السلطات "بالتلاعب" بالمواطنين من خلال شعارات الانحياز إلي الفقراء ومحاربة الفساد. واتهم ولد داداه السلطات بأنها ظلت مكتوفة الأيدي أمام "الارتفاع المذهل" للأسعار، وامتازت خطواتها بالتخبط وغياب التخطيط. ومن جانبه دعا رئيس حزب اتحاد قوي التقدم المعارض سلطات بلاده إلي أخذ العبرة مما يجري في تونس من احتجاجات اجتماعية، وأن تراجع بسرعة ما وصفها "بالسياسة العرجاء" بما يخدم ضمان العدالة واستحداث وظائف للعاطلين وضبط الأسعار. واتهم محمد ولد مولود الحكم القائم بالفساد، معتبرا أن الأموال العمومية تتحكم فيها مجموعات صغيرة ممن وصفهم "بالفاسدين" لا تلقي بالا للأوضاع السيئة التي تعيشها غالبية السكان. ودعا ولد مولود بشكل خاص إلي التحقيق في الأموال التي أنفقتها السلطات علي إقامة عدد من الطرق في العاصمة نواكشوط، قائلا إن فسادا كبيرا يشوب منح صفقاتها. وتزامنا مع احتجاجات المعارضة كانت الحكومة تجتمع بالقصر الرئاسي في نواكشوط، وقال بيان صادر عنها إن الرئيس محمد ولد عبد العزيز دعا حكومته إلي "اتخاذ إجراءات عاجلة للتحكم في الأسعار وضمان بقائها في مستوي يجعلها في متناول جميع السكان علي كافة التراب الوطني". وأوضح البيان الحكومي أن تلك الإجراءات جاءت "في ضوء الارتفاع الملاحظ في أسعار بعض المواد الغذائية". وجاء البيان الحكومي واحتجاجات المعارضة بعيد ساعات من اندلاع مظاهرات محدودة قادها تلاميذ المدارس في حي "عرفات" بالعاصمة نواكشوط مطالبة بخفض أسعار المواد الأساسية. وقد تدخلت قوات الشرطة والدرك لتفريق تلك المظاهرات، وسط مخاوف من انتقال عدواها إلي المؤسسات التعليمية الأخري. الجامعة الحكومية الوحيدة في البلاد- بسبب إضرابات طلابية مطالبة بحل مشاكل النقل الجامعي وتحسين ظروف الإعاشة في المرافق الجامعية وتطوير المكتبات.