بدأ ساخناً وانتهي مشتعلاً الفقي نجح في تنقية هواء الفضائيات .. ووضع روشتة العبور الآمن للانتخابات { العام بدأ بقنبلة (رياضية).. ومر بكارثة أخلاقية.. وانتهي بهدنة مع فضائيات عربية { المشكلات الداخلية (مؤجلة) واليوبيل الذهبي أبرز المساوئ.. والفجوة بين القيادات سمة واضحة { 2011 ينطلق بشائعة تغيير رئيس الاتحاد وإقصاء رؤساء قطاعات وقنوات مع اقتراب عام 2010 من لفظ أنفاسه الأخيرة وقبل أيام من ميلاد عام 2011 لم يكن جائزاً السماح بوداع العام المنقضي دون التوقف أمام أبرز ظواهره علي مستوي الإعلام المرئي الذي أصبح عاملاً اساسيا لتحريك الأحداث بآثاره الإيجابية والسلبية علي الرأي العام بعد أن توافر له قسط وافر من الحرية غير المسبوقة التي جعلت السباق يشتد ويصل إلي حد التصادم بين القنوات المختلفة وإن ظلت الظاهرة الواضحة بقوة متمثلة في استحواذ ماسبيرو بقياداته وقنواته علي النصيب الأكبر من الاهتمام وتوجيه الأنظار ناحيته بعدما أصبح هو المحرك الرئيسي للأحداث وبعد الانتفاضة القوية التي قام بها أنس الفقي وزير الإعلام التي تعتمد علي عدم التفريق بين القنوات التابعة للدولة أو القنوات المصرية الخاصة وسعيه إلي وضع قيم ومبادئ وأسس تحكم خط سير عملية التناول الإعلامي علي مختلف الفضائيات.. وهو ما يجعلنا. نطلق علي العام الذي يودعنا بعد أيام بأنه عام (الفقي). استقبل ماسبيرو العام المنقضي بمشكلة غير متوقعة تمثلت في تفجير قنبلة غير متوقعة من القنوات الرياضية كادت أن تتسبب في حدوث أزمة سياسية بين ثلاث دول شقيقة (الجزائر والسودان ومصر) بسبب تصفيات كأس العالم.. ومعها بدأ الفقي يسعي لتشكيل لجان للتصدي للخطر المقبل مع توجيه تعليمات بضرورة التهدئة ومخاطبة الآخر بعقلانية دون مهاترات مع تشكيل لجان للمراجعة. قبل أن تنتهي الأزمة يفاجأ الفقي بأزمة مماثلة بسبب برنامج (مصر النهارده) وصلت تطوراتها إلي حد المناقشة في مجلس الشوري بسبب حلقة (مرتضي شوبير) ليبدأ ظهور لجنة تقييم الأداء الإعلامي. وفي نفس العام تظهر بصمات الفقي الذي فوجئ بحالة خروج واضحة عن النص من بعض الفضائيات بما يهدد أمن المجتمع وعقول ابنائه فيبدأ بمراجعة تقييم الفضائيات ورصد أخطارها وأخطائها ليشهد العام أقوي مرحلة للتصدي للفضائيات الخارجة عن النص وأغلبها من الفضائيات الدينية والدجل والشعوذة وتعد هذه المعركة من أكثر المعارك خلال العام والتي حدثت تحت شعار (تنقية الفضاء). أدرك الفقي صعوبة المرحلة وأن هناك ضرورة ملحة للمواجهة دون الخوف من الاتهام بأنه ضد الحريات وبمرور الوقت اتضحت الأهداف النبيلة وبعدما كان ينظر لوزير الإعلام علي أنه مسئول عن قنوات ماسبيرو فقط بدأ ينظر إليه بشكل حقيقي علي أنه مسئول عن الإعلام الخاص وإعلام الدولة لتظهر الثمار فيما بعد.. كيف؟. كانت مصدر تستعد لاستقبال انتخابات مجلس الشوري ثم الشعب وكان الفقي يسعي لأن يكون الإعلام الخاص والعام محايدين لأقصي درجة بعدما أدرك أن سيطرة المال علي بعض الفضائيات قد تتدخل للحيلولة دون حدوث هذا الحياد وبالتالي التدخل لمصلحة مجموعة بعينها وهو من شأنه تشويه عقلية المشاهد.. فبدأ الفقي يتحاور مع الفضائيات ورؤسائها لوضع ميثاق يحكم تغطية الانتخابات وأن يتم تطبيقه علي جميع القنوات بحيث يضمن الحياد لمختلف الأحزاب والمرشحين. اثبتت التجربة نجاحها في انتخابات مجلس الشوري ووصلنا إلي مرحلة النضج مع أصعب انتخابات لمجلس الشعب ورغم المحاولات التي سعي أصحابها لتصوير طموحات الفقي علي أنها رغبة في التعتيم كثبت التجربة أنه أعاد للإعلام المرئي احترامه وحياده بدليل عدم انتقاد وسائل الإعلام المرئية فيما بعد الانتخابات.. لدرجة أن برامج الفضائيات نفسها كانت تشيد بالفقي واللجنة التي قام بتشكيلها ولأول مرة يخرج خبراء الإعلام عن صمتهم ويطالبون بتقنين ما تم السير عليه وقت الانتخابات. إذن هذه المظاهر والظواهر تشير إلي أن عام 2011 سيتم خلاله جني ثمار المجهودات التي بذلت خلال عام 2010 وأنه لن تكون هناك فوارق بين الإعلام الخاص وإعلام الدولة وهي منطقة انطلاق جديدة!! أما أخطر المناطق التي نفذ إليها الفقي في اللحظة الحاسمة فتمثلت في زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية وهي الزيارة التي وضعت كثيراً من الثوابت الإعلامية حيث كان الفقي يسعي لعدم ترك الساحة خاوية لكل من يريد أن يستغل الإعلام وتنقيته من أغراض أخري ومع نهاية العام يريد بدأ يظهر التقارب القطري المصري من جديد وبدأت قناة الجزيرة تسلك منهجاً جديداً تجاه القضايا المصرية.. وهي انتصارات قوية حققها الفقي. علي المستوي الداخلي في ماسبيرو ربما كانت الأمور تسير بشكل أسوأ حيث إن الأجندة الإعلامية القومية للفقي كان من الضروري أن تجعله يؤجل النظر في بعض الأمور وبالتالي لم يكن غريبا أن يكون الاحتفال باليوبيل الذهبي للتليفزيون دون المستوي حيث فشلت قناة التليفزيون العربي في الاستمرار مع الاكتفاء باحتفالية يتيمة دون الوصول إلي مرحلة تحقيق الآمال.. وعلي المستوي الداخلي ظهرت الانقسامات بين القيادات وجاءت سياسة المهندس أسامة الشيخ رئيس الاتحاد لتثير حالة من المتناقضات داخل المبني العريق وكانت هناك هوة كبيرة بين سياسته الإدارية وبين رضا أو عدم رضا رؤساء القطاعات والقنوات عنها ووصل الأمر إلي حد حدوث أزمات مالية عنيفة يقال إن السبب فيها كان الصرف علي مباريات كأس العالم 120 مليون جنيه وشراء مسلسلات ب 300 مليون جنيه و500 مليون للبرامج ووصول الأمور إلي حد الاعتماد علي مجموعة بعينها لإدارة ماسبيرو. أما أبرز القضايا فتمثلت في كثير من الملفات التي أحالها الفقي للتحقيق ومنها شرائط التراث. كانت السمة الواضحة وجود فجوة عميقة وعدم وجود (كيميا) بين قيادات المبني وكياناته ووجود صراعات بين الكبار وهي أمور أدركها الفقي دون التدخل فيها بسبب القضايا الملحة الأكثر أهمية ولكن تؤكد المؤشرات أن المرحلة المقبلة ستشهد تدخلا قويا من جانبه لحل كثير من هذه الأمور. لنصل إلي نهاية العام وسط مؤشرات قوية تشير إلي أن الفقي سيقوم بأحداث كثير من التغييرات الجوهرية داخل ماسبيرو وكياناته المختلفة وسط وجود شائعات قوية عن حدوث تغييرات في رئاسة الاتحاد ورؤساء القطاعات والقنوات وربما تكون هي أول قرارات الفقي مع بداية العام الجديد وهو ما نتابعه خلال الاعداد المقبلة. هشام زكريا