أحوال الدنيا قمة الأمن والتعاون الأوروبي أكدت مصر علي محوريتها ودورها المركزي في المنطقة من خلال مشاركتها في قمة الأمن والتعاون الأوروبي التي ترأسها كازاخستان والتي اختتمت جلساتها في العاصمة استانا حيث شهدت الكثير من القضايا التي تمس أمن المنطقة. وكان وزير الخارجية أحمد أبوالغيظ قد سلم رسالة من الرئيس مبارك إلي الرئيس نور سلطان نازارباييف رئيس كازاخستان ورئيس القمة تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع الإقليمية، وتطرقت الرسالة إلي الأهمية التي توليها مصر لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي التي تضم 56 دولة ويتبعها حلف الناتو والمنظومة الأمنية التي يسير عليها العالم بقيادة أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية. وأشادت الرسالة بالروابط العميقة بين البلدين واشارت كلمة الرئيس مبارك التي ألقاها أبوالغيظ إلي علاقة مصر بالمنظمة منذ انضمامها كشريك متوسطي ، كما تطرقت الكلمة إلي رؤية مصر بالنسبة لقضايا نزع السلاح ومنع الانتشار النووي حيث تطالب مصر باخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وطالبت بأن يكون للأمن الإقليمي أو الدولي بعداً انسانيا وضرورة التعامل علي قدم المساواة مع كل أشكال الكراهية والتمييز خاصة ضد المسلمين وتصاعد ظاهرة الاسلاموفوبيا. والشيء المهم أن انعقاد تلك القمة التي لأهم منظمة بعد الاتحاد الأوروبي يعد نجاحاً لكازاخستان فهي المرة الأولي التي تعقد علي أراض إسلامية وهي دولة كازاخستان التي تعد جسراً بين آسيا وأوروبا والشرق والغرب، كما أن اعلان استانا الذي صدر في ختام القمة يؤكد نجاحها رغم الخلافات علي قضيتي جورجيا وقاراباغ المحتلة من ارمينيا حيث وصف الرئيس نور سلطان نازارباييف اعلان استانا بأنه نجاح تاريخي وأن النتيجة التي انتهت اليها القمة تفتح صفحة جديدة في حياة منظمتنا مشيراً إلي نتائج أول قمة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا منذ 11 عاماً وأكد الاعلان علي مبادئ المنظمة التي تأسست عام 1973 ونبه الرئيس الكازاخي إلي أن شعوبنا تنظر الينا بأمل كبير وأن التاريخ منحنا فرصة فريدة ولن يغفر لنا إذا لم نغتنمها. وتشير كل التقارير إلي أن انعقاد تلك القمة مع نهاية الرئاسة الكازاخية للمنظمة يعد نجاحاً للرئيس نور سلطان نازارباييف حيث إن آسيا الوسطي لم تنظم ابدا حدثا سياسياً ودبلوماسيا بهذه الأهمية وإن كان يأتي بعده في الأهمية مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية الذي يعقد كل ثلاث سنوات في كازاخستان. ورغم الشد والجذب في القمة وما اشيع عن عدم خروجها بخطة عمل إلا أن قضيتين بارزتين سيطرا علي مناقشات القمة أولها قضية جورجيا، حيث تصدت روسيا لكل المطالبات الداعية إلي وحدة الأراضي الجورجية حتي ولو كان الاتحاد الأوروبي نفسه فقد أصبح هناك واقع جديد علي الأرض بعد الحرب التي اندلعت بين روسيا وجورجيا 2008 وانفصال أوسينيا وأبخازيا بتشجيع واعتراف من روسيا الأمر الذي عارضته أمريكا وأوروبا وحلف الناتو وكان سبباً في الخلافات بين اعضاء المؤتمر. أما القضية الثانية فهي احتلال ارمينيا لخمس أراضي اذربيجان فيما يعرف بمنطقة كاراباغ الجبلية وسبع مناطق حولها واتهم الرئيس الاذربيجاني إلهام علييف ارمينيا بأنها غير جادة في الانسحاب من الأراضي الاذرية وأنها تسوف وتماطل وترغب في مفاوضات لا نهاية لها وهذا أمر غير مقبول وإذا لم تسفر المفاوضات التي ترعاها لجنة منسك فإن اذربيجان تستعيد أراضيها المحتلة بالقوة. ولا نفهم لماذا تري أوروبا الحق بشكل ضبابي فقد خرجت صيحات تربط بين الحل لقضية قاراباغ واعلان هلسنكي بينما أربعة قرارات من مجلس الأمن لصالح اذربيجان تتفافل عنها وأن وحدة أراضي اذربيجان تتقدم علي الاعلان الهلامي لما يسمي بجمهورية قاراباغ، حيث لم يعترف بها احد واقيمت علي أرض محتلة وما بني علي باطل فهو باطل ولا يعرف ما يسمي بحق تقرير المصير علي أرض محتلة ادينت من العالم كله. الشيء الإيجابي في القمة أن بيلاروسيا اعلنت تعهدها بالتخلص من مخزون اليورانيوم العالي التخصيب بحلول عام 2012 اسوة بما فعلته كازاخستان وتخلت عن الأسلحة النووية طواعية وتنازلت عن مكوناتها تحت إشراف الأممالمتحدة. نجاح انعقاد قمة الأمن والتعاون الأوروبي في كازاخستان شهادة نجاح أيضاً للعالم الإسلامي والعربي ولكازاخستان شخصياً.