نبه مسئول سوداني إلي احتمال عودة الحرب الأهلية إن لم يتم التوصل إلي تسوية بشأن منطقة أبيي، قبل إجراء استفتاء تقرير مصير جنوب السودان المقرر في يناير المقبل، في حين تأجل اجتماع كان من المقرر أن يجمع شريكي الحكم لبحث الاستفتاء المقرر ومنطقة أبيي وقضايا أخري. وحذر السفير السوداني بالأمم المتحدة دفع الله الحاج علي عثمان أمام مجلس الأمن من احتمال اندلاع الحرب، ما لم تُحسم المسائل المتعلقة بترسيم الحدود بين شمال البلاد وجنوبها في هذه المنطقة. كما اعتبر أن زيادة عدد قوات حفظ السلام الأممية ببلاده .يونميس. ستكون "فكرة سيئة"، فما بدا ردا علي سفيرة واشنطن الأممية سوزان رايس التي قالت إن هناك احتمالا لزيادة مؤقتة لقوات يونميس البالغ قوامها عشرة آلاف حتي تكون بوضع أفضل لمراقبة نقاط التوتر علي الحدود بين شمال السودان وجنوبه. وبعد اجتماع مجلس الأمن، أبلغ عثمان الصحفيين أن من المهم للغاية التوصل لاتفاق بشأن القضايا السياسية التي لم تحل مثل ترسيم الحدود حيث تمثل "قنبلة موقوتة" للسودان، مؤكدا أنه إذا لم تحل القضايا المعلقة فستكون هناك فرصة لاندلاع الحرب. وفي السياق نفسه قال الأمين العام المساعد لعمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة ألان لوروي: إن قوات حفظ السلام الدولية لا تستطيع وقف أي عمليات عسكرية يمكن أن تندلع بين الجيشين الشمالي والجنوبي. وأضاف لوروي في جلسة مجلس الأمن أن أي زيادة في عدد قوات يونميس لن تتمكن "من احتواء أي اشتباك بين الجيشين" مؤكدا أن التوتر زاد هذا الشهر مع تبادل الاتهامات بين الشمال والجنوب بحشد القوات علي الحدود بينهما. وأكد أن القوات الأممية زادت من عدد دورياتها علي طول الحدود بين الشمال والجنوب وعززت من قواتها في أبيي التي كانت نقطة توتر السنوات القليلة الماضية، لكن "أفضل وسيلة متاحة لنا للحيلولة دون عودة الحرب تظل التزامنا للتوصل إلي اتفاق سياسي للأطراف .المعنية. بشأن القضايا الأساسية العالقة". ومن جهة أخري أجل شريكا الحكم .الحركة الشعبية لتحرير السودان وحزب المؤتمر الوطني. اجتماعا كان مقررا انعقاده غداً في أديس أبابا لمناقشة الاستفتاء والحدود بين الشمال والجنوب وقضايا أخري. وقال رئيس لجنة حكماء أفريقيا بشأن السودان ثابومبيكي، للصحفيين عقب لقائه الرئيس السوداني عمر البشير مساء الاثنين: إن الجميع رأي أهمية التحضير الجيد لاجتماع أديس أبابا كونه سيناقش قضايا مهمة. وأكد أن الأمر ترك لمؤسسة الرئاسة السودانية للتشاور وترتيب برنامج الاجتماع "ومن ثم سنحدد موعدا آخر له" مستبعدا أن يؤثر تأجيل الاجتماع علي تحضيرات الاستفتاء التي قال إنها تسير وفقا لما أعلنته مفوضية الاستفتاء من جداول زمنية. وكان رئيس وزراء إثيوبيا ملس زيناوي قد وجه دعوة رسمية إلي الرئيس البشير ونائبه الأول سلفاكير ميارديت لعقد لقاء في أديس أبابا غداً لحسم القضايا العالقة والمختلف بشأنها حتي الآن. وفي السياق ذاته رفض رئيس إدارة منطقة أبيي دعوات من الولاياتالمتحدة للتوصل لتسوية بشأن مستقبل المنطقة يمكن أن يتم بموجبها تقسيمها دون إجراء استفتاء. ويقول مسئولون شماليون أنه يجب حل النزاع بشأن أبيي قبل المضي قدما في استفتاء الجنوب، لكن عضوالشعبية دنق أروب كول أكد رفض هذه التسوية قائلا "إن كل من في أبيي يرفضها". وقال كول: إن التسوية التي في ذهن الأمريكيين هي أن يتفق الجانبان علي تقسيم أبيي بين الشمال والجنوب دون استفتاء، وهذا ما يؤيده حزب المؤتمر الوطني الذي يريد مجددا تقسيم منطقة أبيي وأخذ الجزء الشمالي الذي يوجد به النفط والنهر والأرض الجيدة، علي حد قوله. وأضاف أن سكان أبيي خسروا ما يكفي من الأراضي جراء حكم أصدرته محكمة التحكيم الدولية في لاهاي سلم حقولا نفطية وأراضي أخري للشمال العام الماضي، موضحا أن هذه التسوية لوحدثت فهي كمن يقول للناس احزموا أمتعتكم وارحلوا. وفي تحذير من حدة الأزمة وما يمكن أن ينتج عنها، قال زعيم حزب الأمة السوداني المعارض الصادق المهدي، في كلمة بالمجلس المصري للشئون الخارجية، الأحد الماضي إن إجراء الاستفتاء بدون توفير ضمانات لنزاهته يمكن أن يدفع بالبلاد إلي كارثة. الذي تولي رئاسة الوزراء في ستينيات وثمانينيات القرن الماضي- أن استفتاء جنوب السودان تحول إلي "بقرة مقدسة" لا يمكن لأحد في البلاد المساس بها، وأن الولاياتالمتحدة فقط من يمكنها المطالبة بتأجيله.