البابا يتصدي للمزايدين علي الوحدة الوطنية تحقيق : محمد زيان رحب سياسيون ومفكرون بقرار البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بمنع التظاهر في الكنائس، معتبرين ان هذا القرار يمثل صوت الحكمة وقول العقل في مواجهة المحاولات المستمرة من جانب البعض للزج بمصر في مستنقع الطائفية الخطر الداهم الذي يتحرك نحوها لجرها في حرب أهلية بين المسلمين والمسيحيين. الخبراء أكدوا علي حنكة البابا الذي أدار أحاديث الفتنة في المرحلة المنقضية باتزان وبعقل الحكيم الفاهم لمجريات الأمور والمؤامرات التي تحاك ضد مصر وشعبها واستقرارها، الأمر الذي جعله يضع القانون فوق الجميع ويعلي من قيمته في مواجهة الخارجين عليه. السطور التالية تطرح المزيد من آراء الخبراء في قرار البابا بمنع التظاهر داخل الكنائس. " استقرار" بدوره رحب الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية بالقرار الذي أصدره البابا بمنع التظاهر في دور العبادة المسيحية، معتبراً أن البابا شنودة يعرف تماما أن الاستقرار شيء هام في الوقت الذي تدبر فيه جهات خارجية مؤامرات للنيل من مصر واثارة المسلمين والاقباط من خلال اللعب بهذه الورقة حيث تحركها جهات خارجية تتربص بالبلاد. يشير مفيد شهاب إلي أهمية صدور هذا القرار من جانب البابا رئيس الكنيسة ليدعو الشعب المسيحي للالتزام بكلامه لأنه يعرف تماماً ان مصر تمر بمرحلة خطرة الجميع يتربص بها ويحاول الايقاع بوحدتها الوطنية، وأن البابا شنودة قفل الباب بصدور هذا القرار علي التظاهرات التي تم الرد عليها في الفترة الماضية بمظاهرات مضادة حتي بات الأمر مظاهرات في مظاهرات والخاسر الوحيد في هذه المعركة هو وحدة واستقرار البلاد. وأشار شهاب إلي أن هذا القانون يؤكد امتثال الكنيسة للقانون وأنه لا أحد فوقه والتزامها بإعلاء قيمته في مصر وهو الأمر الذي يقطع الطريق علي الممارسات والمزايدات غير المحسوبة. " قانون " و يشير الدكتور جهاد عودة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة حلوان إلي أن البابا شنودة رجل يفهم القانون جيدا ويلتزم بتطبيقه ولا يعارض في ذلك أبدا وهو الأمر الذي ظهر واضحا في قراره منع التظاهر داخل الكنائس لأن البابا هنا يهدف إلي إرسال رسالة للجميع مفادها انه لا أحد فوق القانون وهو بالتالي يقطع الطريق علي الادعاءات بأن الكنيسة تستقوي بالخارج وتخالف القانون وتتمرد عليه. الأمر هنا من وجهة نظر الدكتور عودة يعني ان الكنيسة بهذا القرار أكدت للجميع انها تحترم القانون وتعلي من قيمته وبالتالي فلا أحد يجرؤ علي خرقه أو التطاول عليه وكسره وهو دعوة صريحة في الوقت ذاته من جانب قداسة البابا للشعب المصري كله بالالتزام بصحيح القانون وتطبيقه وإلا فالعقاب الحتمي لمن تسول له نفسه مخالفته. " حكيم " المسيحي ان البابا شنودة الثالث رجل حكيم لم يجود الزمن بمثله ويحتكم إلي العقل لحل كل المسائل الخلافية والدليل علي ذلك ان الكنيسة المصرية ضربت أعظم الأمثلة في التعايش مع الاسلام طيلة العقود الماضية وهو الأمر الذي يقدم ترجمة عملية علي حكمة القيادة الكنسية في هذه الفترة، ناهيك عن أن البابا شخصياً له من المقومات القانونية ما يجعله مهتما بموضوع تطبيق القانون علي الشعب المسيحي وهو ما بدا واضحا عندما أصدر البابا تعليماته المشددة بحظر مظاهرات الكنائس. ويدل هذا القرار علي أن القيادة الكنسية قيادة واعية وتعرف تماماً أنه لا أحد فوق القانون في مصر وتدعو في ثناياها إلي التطبيق العملي والصحيح للقانون دون الخروج عليه، في وقت تدعو فيه مسألة حظر التظاهر في دور العبادة إلي حظر مماثل أو وقف للتظاهرات التي تتم علي الجانب الآخر لكي تستقر الأمور وتصبح المسألة مجرد مظاهرات ورد عليها. يبعث أيضاً قرار البابا برسالة واضحة إلي الشعب المصري علي العموم بضرورة احترام أحكام القانون وتكريس صلاحية الضرب بيد من حديد علي يد كل من يخالف، بالاضافة إلي قفل الباب علي الدعاوي التي تطلق بين الحين والآخر أن الكنيسة لا تنفذ قانون الدولة وما الي ذلك. " السلام الاجتماعي " ويذهب الدكتور جمال زهران عضو مجلس الشعب إلي التأكيد علي حكمة البابا شنودة عندما أصدر هذا القرار بما يقفل الباب علي المزايدين الذين يرون في المظاهرات شو إعلامياً لهم يحقق لهم مصالحهم الشخصية الضيقة علي حساب مصلحة الوطن. ويري زهران أن قرار البابا شنودة يؤكد أهمية السلام الاجتماعي بالبلاد وعدم تعريضه للخطر في الوقت الذي تبدو فيه المؤامرات واضحة امام الجميع وتحاك ضد مصر، ناهيك عن أن قداسة البابا له من الرأي ما يدل علي الحكمة وأن صدور هذا القرار يبعث برسالة أن مقاليد الأمور بيد القيادة الكنسية الوطنية التي تحرص علي الاستقرار وأنه لا أحد يقدر علي قلب موازين الاستقرار. ويبعث زهران لقداسة البابا بتحية علي حبه للوطن وضبط الأمور بهذه الحكمة التي تجعل المجتمع يعيش في سلام.