بعيداً عن الظلم التحكيمي الأهلي يكمل السقوط المصري إفريقياً.. و.الخوف. علي المنتخب لم يكن توديع فريق الأهلي لبطولة دوري ابطال افريقيا محض الصدفة او للظلم التحكيمي الذي وقع علي الشياطين الحمر في مباراة الترجي برادس في نصف النهائي، ولكن له تداعيات سابقة في العديد من الاتجاهات، وقد اشارنا في عدد سابق ان السقوط المصري في القارة الافريقية يتواصل في الفترة الاخيرة، وتوقعنا هزيمة الاهلي في تونس لعدة اعتبارات، اولها النجاح الباهر وغير المسبوق للجيل الذهبي في الكرة المصرية والذي تفوق علي كل كبار القارة السمراء في السنوات الست الماضية علي المستوي المنتخب الاول وايضا علي مستوي الاندية وبخاصة القلعة الحمراء التي حققت العديد من البطولات القارية في الفترة الاخيرة ووصولها الي كأس العالم للاندية مرتين، الا ان هبوط مستوي اللاعبين ادي الي هذا السقوط سواء من منتخبات او فرق افريقية مغمورة او من شمال افريقيا، والدليل خروج اربعة فرق مصرية من بطولتي الاندية الافريقية، بتروجيت ودع بطولة كأس الاتحاد من الدور ال16 " الثاني " علي يد الصفاقسي التونسي، وايضا حرس الحدود الذي خرج بلا اي فوز في دور الثمانية " دوري المجموعات" بالكونفدرالية وخسر ثلاث مباريات امام الفتح الرباطي المغربي "مباراتين" والصفاقسي التونسي، وتعادل في ثلاث مباريات اخري منها مباراتان امام زاناكو بطل زامبيا، وكان طبيعيا ان يودع الاسماعيلي دوري ابطال افريقيا من دور الثمانية بعدما خسر مباراتين امام شبيبة القبائل الجزائري ومثلهم امام الاهلي وهارتلاند النيجيري، واكمل الاهلي الخروج المصري امام الترجي التونسي، وبالارقام نجد ان الاندية المصرية ودعت البطولة علي يد الفرق التونسية والجزائرية والمغربية اي فرق شمال افريقيا. وبالتالي تنصب هذه النتائج المخيبة للامال علي المنتخب المصري الاول الذي تأثر بالسلب بتراجع مستوي لاعبي الاندية خاصة اللاعبين ذوي الخبرة الدولية، وبات المنتخب هو الاخر في موقف لا يحسد عليه ومهدد بعدم التأهل الي امم افريقيا بسبب نتائجه الضعيفة امام منتخبات مغمورة في التصفيات، حيث تعادل امام سيراليون 1-1 بالقاهرة وخسر امام النيجر بهدف دون رد. وكان افضل ما يميز المنتخب او الاندية المصرية في الفترة الاخيرة هو تحقيق النتائج الايجابية خارج الحدود، وتغير الثقافة في اسلوب لعب الاندية سواء من المدربين او اللاعبين انفسهم ادي الي نتائج سلبية غير طبيعية علي مستوي البطولات القارية، فالاهلي لم يحقق اي فوز خارج ارضه طوال مشواره في دوري الابطال، حيث لعب 6 مباريات خسر في خمس مباريات وتعادل في لقاء، ونفس الامر ينطبق علي باقي الاندية الاسماعيلي والحدود وبتروجيت. وستؤثر نتائج الفرق ومستوي اللاعبين في الفترة القادمة علي مسيرة المنتخب في افريقيا، لاسيما وان هذا التراجع قابله تفوق عربي اخر في مستوي الفرق والمنتخبات العربية، فنجد ان اربعة فرق عريبة في الدور نصف النهائي للكونفدرالية وهي الصفاقسي التونسي والاتحاد الليبي والفتح الرباطي المغربي والهلال السوداني، وايضا الترجي التونسي ممثلا للعرب في نهائي دوري الابطال، وعلي مستوي المنتخبات يؤدي منتخب تونس بشكل جيد في التصفيات المؤهلة الي امم افريقيا 2012، وصحح منتخبا المغرب وليبيا من اوضاعهما ولم يخسر منتخب السودان في التصفيات. كما فقد اللاعبون الكبار اصحاب الخبرة وعلي رأسهم لاعب الأهلي اهم ميزات في لاعب كرة القدم وهي التركيز والروح القتالية واللياقة البدنية، فنجد ان لاعبي القلعة الحمراء تحدثوا كثيرا مع حكم المباراة الغاني في لقاء الترجي الاخير علي حساب التركيز داخل المستطيل الاخضر وليس ذلك بسبب الظلم الواقع عليهم فقط في اللقاء ولكن يرجع الي فقد اللاعبين الثقة في انفسهم جراء كثرة النتائج السلبية التي شهدتها الكرة المصرية مؤخرا مع الاندية والمنتخبات فكانت فترة الانجازات مليئة بالظلم التحكيمي علي الفرق والمنتخبات ولكن اللاعبين كانوا يعبرون كافة الصعاب. وبصرف النظر عن خروج الأهلي من البطولة الافريقية والمبررات التي ساقها ويسوقها حسام البدري واللاعبون والجماهير من حكم سيئ ولاعبين توانسة خبراء في إضاعة الوقت وكذلك الأمطار التي سقطت طوال 90 دقيقة، نجد ان خبرة اللاعبين توقفت تماما في الفترة الاخيرة لاسيما في النادي الاهلي صاحب اكبر عدد من اللاعبين في المنتخب الاول، فجميع اللاعبين اصحاب الخبرة تجاوزوا الثلاثين من عمرهم وهم ابو تريكة ووائل جمعة وسيد معوض وبركات، فالخبرة كانت نتيجتها عكسية وبالسلب علي الاهلي وبالتالي علي المنتخب حيث فقد اللاعبون الكبار قدرتهم علي مجارات اللاعبين الشباب.