مساء الخير التاريخ بعافية أنا مش عارف إيه الحكاية بتاعة اليومين دول..! كل شوية يخرج علينا واحد من حبايبنا بتوع الذكريات والتاريخ ويقص علينا حكاية تقلب الموازين..!! قال إيه.. كل اللي درسناه في التاريخ في حقبة الستينيات مختلف تماماً مع حقائق التاريخ الواقعية..!! ليه بقي يا عم الحاج..؟! أصل اللي كتبوا التاريخ أيامها كانت الحماسة الثورية لثورة 23 يوليو متغلبة علي كل شيء في الوجدان والشعور ومش كده وبس فكانت هناك تعليمات أن تظهر كل إنجازات ما قبل الثورة علي انها صفقات علي حساب الشعب الغلبان أبرمتها الأحزاب مع الإنجليز للحصول علي مكاسب حزبية..!! ولكن يا إخوانا لما الواحد بيقرأ التاريخ من خلال كتاب محترمين أو عاشوا تلك الفترة تشعر أنك كنت تدرس في المدارس تاريخ سوق روض الفرج..!! أو تاريخ حارة السقايين!! إيه الحلاوة دي!! وإيه الجمال ده..!! معقولة شوية شمشرجية ومعاهم شوية أونطجية مصلحجية يشوهوا التاريخ ويقولوا للناس العلبة دي فيها عفريت..!! وأن ثورة 23 يوليو عام 1952 هي التاريخ الحقيقي للبلد وأن كل ما جاء معها مصدق وما عدا ذلك كذب وشغل أحزاب وإنجليز وملك..!! الثورة قامت وعملت إنجازات وحولت البلد من نظام إلي نظام وهذا عمل تشكر عليه! ولكن لا يجب علي البعض من أصحاب الهوي.. مؤلفين لروبابيكيا أن يشكلوا التاريخ علي مزاجهم! ولا هما فاكرين أن الشعب المصري غلبان ومش هايدور ويبحث عن الحقيقة؟! ومن فضل الله تأتي الحقيقة من خلال طباعة كتب لمؤلفين شرفاء عاشوا تلك الفترة وكتبوا التاريخ كما شاهدوه من خلال المشروع الجميل للسيدة الفاضلة سوزان مبارك.. الله يكرمها جعل من مشروع القراءة للجميع متنفسا لكل الشعب ليعرف الحقيقة كاملة دون تأثير من أصحاب الهوي والآراء المسمومة التي سممت اجسامنا سنوات طويلة!! والله العظيم ياست الكل ما فعلتيه سيكون صدقة جارية العمر كله.. يفهم منها الغني والفقير وكتب جيدة بسعره رخيص في متناول الجميع.. ومش أي كتب بسم الله وماشاء الله القائمون علي هذا المشروع العملاق رجالة ما جبتهمش ولادة..!! يختارون كتب تصحح التاريخ وتنصف المظلوم.. ويكفي أن هناك كتباً مطروحة في الأسواق لكتاب عظماء عاشور حقبتهم وكتبوها كما شاهدوها دون تخيز أو تضليل..!! فقد شهدت مصر كتاباً ومؤرخين فدائيين لم ترهبهم القوة أو بطش الحكام وكتبوا التاريخ والاحداث بما يرضي الله والوطن..!! فهؤلاء صححوا أفكارنا بأن مصر لم تحصل علي استقلالها عام 1952 ولكن الحقيقة أن الاستقلال مصر الأول بدأ عام 1922 مع تصريح 28 فبراير بإعلان استقلال المشروط وكان هناك أبطال ومعركة شرسة اشترك فيها جميع قوي الشعب من الإسكندرية حتي النوبة في أسوان..!! أبطال استشهدوا وراء الحصول علي هذا الاستقلال في ظل الحماية البريطانية والاحكام العرفية الجبارة! فرحمة الله علي البطل عدلي يكن وصدقي باشا وعبدالخالق ثروت ومحمد محمود ومعهم الكاتب الصحفي الكبير الدكتور محمد حسين هيكل والمناضل الشرس محمد توفيق دياب..!! هؤلاء هم الاحرار الدستوريون الذين وضعوا أول دستور مصري حقيقي في التاريخ انتخب علي أثر ظهوره حكومة سعد باشا زغلول رحمه الله هو ورفاقه من الوفديين العظماء..!! هؤلاء الاحرار الدستوريون لم يحصلوا علي شو إعلامي قوي مثل ما حصل عليه الوفديون.. رغم أنهم كانوا من خيرة رجال مصر في الفكر والشرف والفداء..!! فهؤلاء الأبطال لم يخلدهم التاريخ إلا باسماء شوارع عبدالخالق ثروت وشارع عدلي وشارع محمد محمود وشارع توفيق دياب ولا يعرف العامة من الشعب عن هؤلاء الأبطال الذين كان لهم عظيم الأثر فيما نحن فيه الآن من استقلال وحرية وديمقراطية بعافية شوية..!! رحمة الله هؤلاء الأبطال ورحمة الله علي من شوه تاريخهم ولكن لا نملك إلا أن نقول إنهم رجال أقوياء صدقوا ما عاهدوا الله عليه وتحية للقيادة السياسية الآن التي سمحت بطباعة هذه الكتب وشكراً للسيدة الفاضلة المحترمة سوزان مبارك علي تسهيل طباعتها..!!