بدأ الدكتور محمود محيي الدين رحلته الشاقة مع التنظيم النقابي في لقاء تاريخي بنقابة النسيج بعد أيام من توليه المسئولية.. وانتهت الرحلة بلقاء التنظيم النقابي معه يوم 20 سبتمبر الماضي فكان وداعاً كله حب وتقدير بعد أن كلف بحمل أكبر حقيبة وزارية.. تنوء بحملها العصبة أولي القوة ذهب إلي مقر نقابة النسيج والتقي بقادة العمل النقابي العمالي.. وجاء في معرض حديثه قوله .علموني في كفر شكر أن الصغير يذهب إلي الكبير وليس العكس.. ولهذا جئت إلي الكبار المسئولين عن التنظيم النقابي العمالي.. وكانت هذه المقولة بمثابة الشعاع الكاشف الذي جذب انتباه النقابيين إلي الوزير الشاب الذي كان اصغر الوزراء سناً. وحينما بدأ يمارس العمل مع شركات قطاع الأعمال العام أعطي اهتماماً خاصاً للعمال.. من حيث المحافظة علي حقوقهم بل زيادتها ووفر الأمن للعاملين في هذا القطاع.. حيث كان الأمن مفقوداً بفعل من سبقوه. وقد رأي أن الإصلاح الهيكلي في الشركات هو السبيل القويم لإخراج الشركات من عثرتها. والدكتور محمود من عائلة محيي الدين التي نبتت في كفر شكر من أعمال محافظة القليوبية.. والتي تتوافر في اشخاصها الجوانب الإنسانية والاجتماعية فكان ذلك أحد مكونات شخصية الرجل. لقد قضي علي الصراعات العمالية.. التي كانت قائمة علي أساس الظلم من بعض القيادات الحاكمة في الشركات وفي المستويات العليا.. وواجه الاتهامات الحاقدة التي بثها البعض بحجة أنه جاء لبيع القطاع العام.. وثبت عكس ذلك. الرجل عنده من الأصالة والوطنية الكثير.. خلال ممارسته اكتسب العديد من مكونات الشخصية السياسية والاقتصادية كان ذواقاً للفنون والآداب.. وهو صاحب قلم.. وحينما يكون لرجل السياسة هواية عاطفية فإن هذه الهواية تجعل من مكوناته ما قد يكون عالقاً وتعيد صاحبها إلي الطريق القويم وذلك مثل الطبيب الجراح الذي يتمتع بهواية عاطفية مثل الموسيقي والرسم والشعر.. وغيرها وتنعكس هذه الهواية علي طريقة استخدام المشرط.. لذلك فإن هواياته الإنسانية التي اكتسبها من وحي القرية.. كانت بمثابة نافذة يتدفق منها عبق الحرية.. وتنساب من خلالها نسائم الخصب والنماء. لقد أثري الرجل كل المواقع التي عمل فيها سواء التنفيذية أو الحزبية.. حتي اصبح مناراً يهدي الضالين. عرفته عن قرب في مجالات كثيرة.. فكان نعم العقل المدير المتجدد والطموح وعاش في منصبه محباً لمصر والمصريين ولم يكن شخصية ثأرية. وحينما اهتم التنظيم النقابي بتكريمه لدوره في مجال الرعاية العمالية والتي كان سباقاً فيها.. وكان ينسق مع وزيرة القوي العاملة والهجرة ومع رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال.. فإن هذا اعتراف بفضل الرجل.. وتقديراً لمكانته. لقد بدأ الدكتور محمود محيي الدين رحلته الشاقة مع التنظيم النقابي في لقاء تاريخي بنقابة النسيج بعد أيام من توليه المسئولية.. وانتهت الرحلة بلقاء التنظيم النقابي معه يوم 20 سبتمبر الماضي فكان وداعاً كله حب وتقدير.. ونحن نودعه اليوم.. فإن مصر في انتظاره بعد خمس سنوات ليحتل المكانة اللائقة به علي أرض مصر فوداعاً للدكتور محمود وليس بوداع.