أعلنت الأحزاب والقوى السياسية المختلفة حالة الاستنفار القصوى استعداداً لأشرس معركة انتخابية سوف تشهدها مصر خلال العقود الأخيرة، حيث تجرى انتخابات مجلس النواب والذى منحه الدستور الجديد العديد من الصلاحيات التى لم تكن موجودة فى دستور 1971 وفى مقدمتها المشاركة فى اختيار رئيس الوزراء. كل المؤشرات والشواهد تشير إلى ان الانتخابات البرلمانية هذه المرة سوف تكون مختلفة تماماً عن سابقيها .. انتخابات بدون تزوير وشفافية على مستوى عال تنافس فيها جميع القوى من التيارات السياسية المتعددة . إلا أن المشهد السياسى الآن يتبلور فى اتجاهين الأول فى التحالفات التى تجرى بين الأحزاب السياسية والثانى خلافات وانقسامات بين كتل سياسية متحالفة مثل جبهة الانقاذ ولكن سوف تتنافس أحدث التحالفات الانتخابية التى تم تدشينها أمس الأول فيما يمكن ان نطلق عليه تيار الوسط، ويقوده حزب الوسط حيث يضم سبعة أحزاب.. غد الثورة والحضارة والفضيلة والأصالة والصحوة والتيار المصرى والإصلاح والنهضة. ولو نظرنا إلى هذا التكتل السياسى سنجد أنه قائم، قوائم على قواسم مشتركة تتمثل فى الاعتدال والوسطية فى التوجهات السياسية بالرغم من أنه يضم أكثر من حزب ينتمى إلى التيار السياسى الإسلامى، وهذا يفسر لنا ما أكده البيان الذى صدر عن التحالف بأنه سيفتح الباب على مصراعيه للأقباط والمرأة والشباب لتولى مناصب قيادية فيه وأنهم لن يضموا الأحزاب والحركات التى تصنع حالة الاستقطاب داخل المجتمع. وهذا «التكتل» لن يكون من أجل الانتخابات فقط، ولكنه سوف يستمر داخل البرلمان لتحقيق برنامجه على أرض الواقع. ان هذا التحالف السياسى .. كما أعتقد فرص نجاحه أكثر من أى تحالف آخر لأن المصريين بطبيعتهم يميلون إلى الوسطية فى كل شىء ويكرهون التشدد والتطرف مهما كان موقفه أو مبرراته.. وهذا يكشف لنا تأكيد قيادات هذا التيار بأنهم لن يضموا إليهم أى حزب يعمل على صنع حالة الاستقطاب، وفى هذا اشارة إلى عدد من الأحزاب والحركات المنضمة تحت مظلة «تحالف الإنقاذ» حيث عانى المصريون خلال الشهور الماضية من تداعيات عمليات الاستقطاب السياسى. إلا أن هذا التكتل السياسى سيواجه تحديات صعبة فى الانتخابات البرلمانية والمتمثلة فى أكبر قوتين سياسيتين منظمتين فى مصر وهما الإخوان وأحزاب السلفيين والذى من المحتمل ان تدخل فى تحالف انتخابى أيضاً.. إلا أننى أرى ان هذا التيار سيحصد عدداً لا بأس به من المقاعد البرلمانية . المهم كل المعطيات تشير إلى أن المعركة الانتخابية ستكون شرسة بل تكسير عظام والذى سيفوز فيها القوى السياسية الأكثر التصاقاً بالشارع السياسى الذى بدأ فيه المواطن فرز الصالح من الطالح.