الحكومة غرقت في شبر مية في أول اختبار حقيقي لها بعد تسلمها المهمة بفترة قصيرة، هذا هو عنوان الأزمة الأخيرة التي عاشها أهالي الإسكندرية الأسبوع الماضي، فلا توجد استعدادات للكوارث والأزمات ولا الأحداث الطارئة وما أحزنني شخصيا هو ان مكان الأزمة له سمعة دولية ويتمتع بجذور تاريخية يونانية ورومانية وقبطية وإسلامية ويوجد به أكبر مكتبة في العالم اضافة لكونها العاصمة الثانية لجمهورية مصر العربية وأكبر مدينة سياحية وهي قبلة جميع فئات المجتمع المصرى أغنياء وفقراء ومحدودي الدخل من البسطاء وفي أحيان كثيرة معدومي الدخل الذين ظهروا علي الساحة عقب ثورة 25 يناير بعد تدهور العديد من الأنشطة الاقتصادية وتزايد البطالة بشكل مخيف يمثل ازعاجا لأي دولة في العالم مهما كانت قوتها الاقتصادية والبشرية. وما حدث ليس وليد الصدفة لكنه نتيجة إهمال وسوء تخطيط وعشوائيات انتشرت في حالة غياب رسمي من الدولة منذ سنوات طويلة أثرت بالسلب علي الشكل والطراز الجمالي للمدينة الساحلية الأولي في مصر بل والعالم إذا وضعنا في الاعتبار العصور التاريخية التي مرت بها. لذا لابد ان تعي حكومة المهندس شريف إسماعيل خطورة ما تمر به مصر من قضايا وصعوبات خلال المرحلة الأولي وحتي لا يتكرر ما حدث في الإسكندرية في مدن أخري ونحن علي أبواب فصل الشتاء رسميا ان تقوم جميع الأجهزة المعنية بدورها لإصلاح جميع مرافق المحافظات حتي يمر موسم الشتاء الحالي بلا مشاكل أو أزمات كحل مبدئي، وبعدها تفكر الحكومة الحالية أو الجديدة التي ستأتي عقب انتخابات البرلمان لوضع خطة شاملة لإصلاح ما أفسده إهمال أجهزة الحكم المحلي نتيجة الفساد والإهمال وسوء التخطيط.