لم ينتبه كثيرون لدلالات الرقم الذى أعلنه وقتها المصرفى الكبير هشام رامز وهو يفصح عن ملحمة المصريين التى تجسدت خلف المشروع القومى لإنشاء قناة السويس الجديدة وكيف جمعت البنوك فى 8 أيام فقط 64 مليار جنيه ما يعادل 8,5 مليار دولار.. فى وقت ظلت فيه الدولة سنوات وشهوراً تتحايل على صندوق النقد الدولى فى أن يقرضنا 3 أو 4 مليارات دولار.. لم ينتبه كثيرون أن الذى دفع المصريين خصوصاً البسطاء والعامة إلى البنوك للاكتتاب فى »شهادات قناة السويس« هو »الثقة« فى القيادة السياسية النابعة من الثقة فى إدارة الدولة يعنى ببساطة الناس فى بر مصر »آمنت وأيقنت وتأكدت أن ما فيش حد حايضحك أو ينصب عليهم.. المشروع« حقيقى والضمانات حقيقية والثقة فى القائمين على أمر الدولة لا حدود لها. ومن وجهة نظرى - الاقتصادية - فأنا لم يذهلنى جمع ال 64 مليار جنيه بقدر ما أثارنى أن من بين ال 64 مليار جنيه هناك 27 مليار جنيه هى أموال كانت تحت البلاطة أى خارج خزائن البنوك والجهاز المصرفى.. لم يفتش أحد ولم ينتفض أحد لهذا الرقم وكيف إذا كنا نشكو ضعف وتصور ثقافة التعامل مع البنوك؟ كيف لنا أن تجتذب وتوظف أموال المصريين ونسحبها من »تحت البلاطة« إلى قنوات الإدخار والاستثمار والتوظيف الشرعية. لقد أفصحت بصريح العبارة أو بالبلدى »بالمستريح« أزمة المستريح وجمعه نحو مليارى جنيه من أهالينا فى صعيد مصر وغيرها أن »البلد« مليانة - والله العظيم فلوس - فحسب الدراسات الاقتصادية وتقريراتها فإن حجم الاقتصاد المصرى - الموازى للاقتصاد الرسمى - يدور فى المتوسط حول 2 و 2 تريليون جنيه أى 2200 مليار جنيه %40 من هذه الأموال هى فلوس وأموال سائلة تحت البلاطة مع شعبنا »الغلبان«. البنوك والجهاز المصرفى حتى الآن ورغم جهود الإصلاح والتطوير لم ينجح حتى الآن سوى فى جذب 1,6 تريليون أى 1600 مليار جنيه ودائع ولا تزال الفجوة خطيرة وصادمة بين الأموال فى البنوك والأموال خارج البنوك وحسب المؤشرات المصرفية فإن نسبة المتعاملين مع البنوك فى مصر لا تزيد على 13 أو %14 من سكان المحروسة - 90 مليوناً تقريباً - بل إن نسبة المتعاملين مع البطاقات الائتمانية والنقود الإلكترونية وبطاقات الدفع الإلكترونى يعنى »الفيزكارت مثلاً تتراوح بين 5 إلى %8 فقط من أصل من يتعاملون مع الجهاز المصرفى - لاحظ أن هناك مشروع حكومة إلكترونية - ومع تسليمنا فى النهاية ومن الآخر كده بأنه فيه فلوس مئات المليارات تحت البلاطة.. السؤال الذى يطرح نفسه كيف نسحب هذه الأموال من تحت البلاطة إلى خزائن البنوك.. نكمل غداً إن شاء الله.. حفظ الله مصر.