حين كان الرئيس عبد الفتاح السيسي وزيرا للدفاع العام الماضي، أرسل برقية تهنئة في الاحتفال بالذكرى ال 50 لتأسيس شبكة القران الكريم، ووفق تصريحات محمد عويضة "مدير الشبكة قوله: "قدمنا له برقية شكر على لفتته الرقيقة، كما طلبنا منه أن تكون تهنئته العام المقبل صوتية، أي عبارة عن حديث للإذاعة، واستجاب لطلبنا هذا العام وقد أصبح رئيسا". أدلي السيسي بحديث إلى إذاعة القرآن الكريم في الذكرى رقم 51 لتأسيسها. وأشاد كما تابعنا ، بالدور الذى تقوم به، منذ أكثر من نصف قرن، لبث آيات الذكر الحكيم، بمختلف القراءات القرآنية، ولمشاهير وشيوخ القراء المصريين، داعيا شبكة القرآن الكريم، إلى إعادة بث ما تزخر به مكتبتها من كنوز تراثية، والاستعانة ببرامجها المتخصصة، لصالح نشر قيم الإسلام السمحة، والتعريف بصحيح الدين. لم يكن السيسي، هو أول رئيس يتعامل مع الإذاعة، من أجل توجيه كلام إلى الشعب، فقد كان السادات، هو أول رئيس يخطب من إذاعة القرآن الكريم ، الفرق الوحيد فقط ، أن السيسي هو أول من أجري فيها حواراً إذاعيا. أما السادات، فقد وجه كلمة للشعب المصري عبر إذاعة القرآن الكريم في 31 مايو سنة 1976، ووفق الخطبة الموجودة بالموقع الخاص به، والذي دشنته مكتبة الإسكندرية، فقد جاء في بعض نصها: " تكمن مسئولية هذه المحطة وغيرها من محطات وأجهزة إعلامنا العصري ، إن الاسلام ليس مجرد عبادات ومناسك ومواعظ خلقية وتلاوة آلية لكتاب الله .. لا .. إن قرآننا موسوعة كاملة لم يترك جانبا من الحياة أو الفكر أو السياسة أو المجتمع أو الأسرار الكونية أو الغوامض النفسية أو شئون المعاملات والأسرة إلا قالت فيه رأيا وحكما". كنت قد أشرت في مقال أمس، الي أن الرئيس عبد الناصر، كان قد وافق علي انشاء محطة االقران الكريم الذي بدأت ارسالها في 25 مارس 1964. وفي مشهد مهم ينبغي ألا يفوتنا ابرازه، يصور المرحوم الإمام الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر، رد الفعل الجماهيري، ب"انطلاق صوت الوحي من محطة إذاعة القرآن الكريم"، فيقول في الاحتفال بالعيد العاشر لإذاعة القرآن الكريم : "فإني لا أزال أذكر، أننا كنا ذات يوم في مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية، وجاءتنا البشري، بأن الدولة قررت إنشاء إذاعة خاصة بالقرآن الكريم ، و سرنا هذا النبأ سروراً عظيماً ، لكننا لم نقدر أثره في نفوس المؤمنين حق قدره ، وتبين ذلك في صورة واقعية يوم أن بدأت المحطة تذيع ، لقد كان يوماً مشهوداً ، في ذلك اليوم الأغر، سمعنا القرآن المرتل، في كل شارع مررنا به ، و كان أصحاب المحلات التجارية يستمعون إلي الإذاعة في متاجرهم ، وربات البيوت يستمعن إلي الإذاعة في بيوتهن ، والجميع في فرح غامر ، وفي استبشار واضح". علي منوال هذه السابقة المصرية، توالى إنشاء عدة إذاعات للقرآن الكريم داخل العالم العربي، وخارجه، تصديقاً لقوله تعالي "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون". This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.