سألتنى إحدى الصحفيات: لماذا تفشل القوى والأحزاب فى تكوين التحالفات الانتخابية؟ ولماذا حتى الآن لم يتم الإعلان النهائى عن التحالفات؟ نعم حتى الآن وحتى كتابة هذا المقال مازلنا نشاهد مسلسلا ممجوجا مملا بالألوان الطبيعية والإثارة اليومية حول تكوين تحالف ما ثم خروج البعض منه أو دخول البعض إليه، ثم مناقشات، خلافات، وثائق، أوراق، برامج، أسماء...الخ. فكرت كثيرا فى هذا السؤال، ووجدت أن ما بنى على باطل فهو باطل. ما بنى على أطماع ومصالح سرعان ما ينهدم. فالبناء الذى يبقى هو الذى يتم تشييده على أساس قوى. ومن وجهة نظرى أن الأساس فى بناء تحالفات سياسية انتخابية أو سياسية فقط أو حتى انتخابية فقط لابد أن يكون لها اتفاق على مبادئ وأهداف وبرامج مشتركة يستطيع أعضاء التحالف بعدها عندما ينجحون فى الدخول إلى البرلمان تحقيق هذه الرؤية حول المبادئ التى سيقومون بتشريع عدد من القوانين تتفق معها، وأولوية هذه التشريعات. مثلا: كيف يمكن تحويل مبادئ الدستور فى أبوابه المختلفة، والتى أجمع عليها المصريون إلى تشريعات تقر وتصون حق المواطنة وعدم التمييز والحفاظ على ثروات البلاد وإنجاز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لفقراء الشعب المصرى وهم الغالبية مثل الحد الأدنى والأقصى للأجور، والتأمين الصحى الاجتماعى الشامل، وحق الغذاء والتعليم، وأيضا إنجاز القوانين اللازمة لتحقيق الحريات وصون الحرية الشخصية، وحق التعبير السلمى بكل وسائله وأشكاله، وحرية الفكر والإبداع؟ ما هى قدرة النواب فى تحقيق الرقابة على السلطة التنفيذية لتفعيل وتنفيذ هذه القوانين؟ هذا فى تصورى هو دور مجلس الشعب الذى يجب أن يكون محورا تدور عليه التحالفات السياسية. وبناء على ما تقدم هى يمكن "لم الشامى على المغربى" فى تحالف ما يضم أحزابا تختلف كل الاختلاف فى رؤيتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟ اعتقد أن هذا سوف يكون أحد الأسباب الرئيسية فى إفشال هذا التحالف، إلا لو تم الاتفاق على حد أدنى من الأفكار والأهداف؟ وهناك سبب آخر لفشل التحالفات، وهو إصرار مكونات التحالف، سواء أحزاب أو منظمات أو أشخاص على المحاصصة بمعنى أن يفرض كل حزب شروطه فى عدد الأعضاء الذى سينضم إلى القائمة أو عدد الأعضاء الذين سيتنافسون على المقاعد الفردية دون الالتزام بوضع معايير يتفق عليها أعضاء التحالف لاختيار المرشحين والمرشحات، ومن ينطبق عليهم المعايير ينضم لقائمة المرشحين دون النظر إلى مصالح حزبية أو شخصية ضيقة على حساب إعلاء مصلحة الوطن التى تحتاج فى هذه الفترة إلى شخصيات مشهود لها بالكفاءة والمصداقية، وذات تاريخ من العمل العام فى دائرتها، عندها القدرة على المواجهة وخوض المعارك البرلمانية، عندها قدر كبير من الشعبية. المحاصصة والمحسوبية وتضخم الذات أحد الأسباب الرئيسية لفشل إتمام التحالفات. تقف هذه العوامل أمام تشدق التحالفات جميعها بأن كل منها هو الوحيد الشريف والعفيف والذى يدافع عن مبادئ ثورتى يناير ويونيو، وأنه لن يكون بين صفوفه فلول أو إخوان. هذه دردشة بصوت عال مع القراء، وربما تكون إجابة على السؤال.