بقلم:جمال حسين فوجئنا بتطاول رئيس الوزراء التركي أردوغان على مصر ممثلة في شخص الرئيس السيسي والذي يعد تدخلاً سافراً في الشأن المصري ..هذه الوقاحة الأردوغانية أثارت غضب واستنكار الشعب المصري وجاء الرد سريعًا من وزير الخارجية سامح شكرى، الذي أكد أن تصريحات أردوغان مرفوضة تامًا لأنها تخرج عن إطار اللياقة، والأعراف الدبلوماسية. وحتى تسير الأمور في نصابها يجب أن نضع نصب اعيننا ان أردوغان لازال يعيش تحت سكرة نجاح الشعب المصري فى إسقاط دولة الإخوان.. ويجب أن ندرك في مصر أن أردوغان فقد صوابه منذ سقوط دولة الإخوان في مصر بعد ثورة 30 يونيه.. ويجب أن نعلم أن رئيس الوزراء التركي لم يتوقف لحظة عن دعم جماعة الإخوان رغم إرهابها وتورطها في دماء المصريين ..كما أنه ينفذ بكل دقة أجندة التنظيم الدولي للإخوان الذي يحاول بدعم تركي قطري تدمير مصر وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء. يجب ان نعلم أيضا أن أردوغان يعيش في عزلة عن شعبه بعد الاضطرابات الأخيرة ويحاول ان يستعيد شعبيته الضائعة قبل الانتخابات بإظهار أنه مع الفلسطينيين ضد الاحتلال رغم عمق العلاقات الاستراتيجية بين تركيا وتل أبيب. لكن المؤكد أن أردوغان فقد صوابه بعد أن أيدت دول العالم مبادرة مصر لإيقاف حمامات الدم الفلسطيني التي تراق في غزة.. لذلك سعى بكل ما يملك لإفشال المبادرة المصرية وتهميش الدور المصري في وقف العدوان على غزة عن طريق حلفائه في حركة حماس الذين يقبلون بكل ترحاب إملاءات أردوغان بشأن المبادرة التركية القطرية. الغريب في الأمر تلك التناقضات الأردوغانية حيث إنه في الوقت الذي يهاجم مصر ويتهمها بدعم إسرائيل نجده يقيم علاقات متميزة مع إسرائيل في كافة المجالات وأن هذه العلاقات تتسم بالعمق لدرجة أن أردوغان حصل على وسام شرف إسرائيلي. يا سادة مصر أرادت بمبادرتها حقن الدماء حيث سقط حتى الآن أكثر من 340 شهيدًا فلسطينيًا لكن حماس ترفض الاستماع لصوت العقل الذي طرحه الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنقاذ الآلاف من المواطنين الأبرياء في القطاع وتجنيبهم الحرب، لكن يبدو أن أباطرة حماس وتركيا وقطر يريدون المتاجرة بالقضية واستثمار دماء الفلسطينيين في تحقيق مكاسب خاصة.