الرياض: وسط إقبال المستثمرين العالميين والسعوديين الباحثين عن ملاذ آمن، على شراء الذهب بسبب انخفاض الأسهم في الأسواق العالمية والمحلية، توقع خبير مصرفي أن يقفز سعر الذهب إلى أعلى مستوى لها على الاطلاق خلال الأسابيع المقبلة ليصل إلى 1264 دولاراً للأوقية. وأشار الخبير إلي أن مشكلات الديون الأوروبية دفعت الذهب للارتفاع إلى مستويات قياسية، مع توجه المستثمرين إلى ملاذ آمن وتزايد الطلب على المعدن الأصفر والمعادن الثمينة الأخرى. وجاء الارتفاع في سعر الذهب مع بقاء القلق مسيطراً على المستثمرين بشأن انتعاش الاقتصاد العالمي، والذي لايزال هشاً، في ظل استمرار مشكلات الديون السيادية الأوروبية. وعوضاً عن ذلك، توجه المستثمرون إلى الذهب والاستثمارات الأقل مخاطرة، والتي تصبح جذابة خلال الأزمات الاقتصادي. ومع الارتفاع الأخير في سعره، يكون الذهب قد حقق مكاسب فاقت 14% عن سعره منذ بداية العام الجاري 2010، كما حصل الذهب على دفعة قوية أخرى من المستثمرين الذين يعتقدون أن المشكلات المالية الأوروبية ستحظى بالدعم، فأصيبوا بالقلق جراء احتمال ارتفاع الأسعار، إضافة إلى القلق الآخر الناجم عن احتمال حدوث التضخم. وأوضح الخبير أنه مع إستمرار حالة عدم اليقين في أسواق المال العالمية وتراجع قيمة العملات الأساسية ، شددّ الدكتور جون اسفيكياناكيس، مدير عام وكبير الاقتصاديين في البنك السعودي الفرنسي، أن أسعار الذهب إستفادت من فوضى الأسواق وتنامي الأخبار السيئة حول إقتصاديات منطقة اليورو وأمريكا لتسجل بذلك مستويات أسعار قياسية في العام الجاري . وأرجع الدكتور جون في تصريحاته لصحيفة "الرياض" السعودية أسباب الارتفاعات القياسية لأسعار الذهب،إلى إقبال المستثمرين على طلب الحماية من عدم اليقين في الأسواق المالية وانخفاض قيمة العملات العالمية الأساسية ، متوقعاً ان تواصل اسعار الذهب خلال الأسابيع القليلة المقبلة الارتفاع إلى مستويات قياسية جديدة، حيث قد تلامس مستوى سعري جديد يصل إلى 1264 للاوقية، وهو ما سينعكس أيضاً على أسعار الذهب في السعودية. وأضاف أن القلق الناجم أيضاً عن احتمال حدوث تضخم في الأٍسعار، دفع أسعار الذهب للوصول إلى هذه المستويات، هذا إلى جانب رغبة المستثمرين في التحوط ضد التقلبات الاقتصادية العالمية والمخاوف من الديون السيادية. وأشار اسفيكياناكيس إلى أن المستثمرون يفضلون الآن الذهب على الأسهم أو السندات والاختيار المفضل بالنسبة للمستثمرين في هذه الأوقات هو امتلاك الذهب رغم الارتفاع القياسي في الأسعار، مشيراً إلى أن إنتاج روسيا من الذهب قد انخفض بنحو 6%، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي "يناير/كانون الثاني إلى مايو/آيار"، الأمر الذي يشكلّ دعماً مهماً لسوق الذهب. وقال إن الذهب يظل الملاذ المثالي في مواجهة التضخم، وعندما يفقد الدولار جزء من قيمته، فإن الذهب يظل "العملة البديلة" لأنه يحتفظ بقيمته، لافتاً إلى سعر الذهب سيظل مرتفعاً بناء على النظرة المتعلقة بالتضخم.