السؤال: هل يجوز اصطحاب ابني معي لاداء مناسك الحج؟ وهل تسقط عنه الفريضة خاصة وان عمره لايتجاوز عشر سنوات؟ يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر: لقد دعا الإسلام الي الاهتمام بالابناء لانهم هم الغرس الطيب الذي نتركه بعدنا مصداقا لقول المعصوم - صلي الله عليه وسلم - "إذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث. صدقة جارية. أو علم ينتفع به. أو ولد صالح يدعو له". ومن المعلوم ان الفقهاء قد وضعوا للحج شروطا وأركانا لا يتم الحج إلا بها ولا يصح الا بتوافرها ومن هذه الشروط للوجوب "البلوغ" فلا يجب علي من هو دون سن البلوغ لما رواه أبو داود: أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "رفع القلم عن ثلاثة: عن الصبي حتي يبلغ وعن النائم حتي يستيقظ وعن المجنون حتي يفيق". وبناء علي ذلك اختلف فقهاء الاسلام في حج الصبي فذهب مالك والشافعي واحمد الي جواز ذلك لحديث جابر بن عبدالله قال: "حججنا مع رسول الله - صلي الله عليه وسلم - ومعنا النساء والصبيان فلبينا عن الصبيان ورمينا عنهم". وذهب أبو حنيفة إلي ان الصبي لا يصح احرامه ولا يلزمه شيء من محظورات الاحرام وانما يندب الحج بهم علي جهة التدريب والتعليم لحديث النبي - صلي الله عليه وسلم - "رفع القلم عن ثلاث..". وأري أن ما ذهب اليه الجمهور هو الراجح وهو ان الصغير دون العاشرة يصح حجه ولكن مع عدم سقوط الفريضة عنه الا إذا حج بعد البلوغ مرة ثانية لخبر ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي - صلي الله عليه وسلم - "ايما صبي حج ثم بلغ الحنث فعليه ان يحج حجة أخري" اي بلغ مبلغا ويكتب عليه اثمه وذنبه فعليه ان يؤدي الفريضة مرة أخري لانه قد بلغ سن التكليف وهذا مع ثبوت الأجر للوالدين المصاحبين لهذا الصبي في رحلة الحج. المصدر: جريدة " المساء " المصرية .