الرياض: بعدما أثار إمام لصلاة التراويح في أحد المساجد السعودية جدلاً بين المصلين، بسبب قراءته للقرآن الكريم خلال الصلاة من جواله الخاص بعد أن قام بتحميلها عليه، أصدر وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالسعودية الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ أمس الأحد قرارًا بمنع الأئمة من قراءة القرآن الكريم، في صلاتي التراويح والقيام، عبر جهاز الهاتف الجوال. ويرى الدكتور علي بن حمزة العمري، رئيس جامعة مكةالمكرمة المفتوحة وأستاذ الفقه الإسلامي، أن "الجوال ليس مصحفًا ولا يدخل في حكم المصحف"، مشيرًا إلى جواز الدخول بهذا الجهاز إلى دورة المياه وكذا حمل الحائض له مما يجعل حكمه مختلفًا عن حكم المصحف. وأضاف العمري أن "جهاز الجوال يعد في أساسه وسيلة لتذكر الآيات والنظر إذا احتاج الإمام إليه واضطر لحمله فيحمله من باب التذكر فقط، موضحًا أن "المنصوص عليه في الفقه هو حمل المصحف في الصلاة حيث إن له خصوصية ليست موجودة في غيره". وأشار إلى أن "بعض الفقهاء كرهوا حمل المصحف والقراءة منه أثناء الصلاة لاحتياج حمله إلى نوع من الحركة"، مبينًا أن "حمل جهاز الجوال يحتاج إلى نفس الآلية من حركة المصلي، وهذا ما يوقع حمله في حكم المكروه". وبيّن العمري أن الفقهاء يرون بعمومهم أنه ينبغي للجماعة أن يقدموا للإمامة في الصلاة أقرأهم لكتاب الله تعالى وهم إن فعلوا ذلك استغنى الإمام عن الحركة في حمل المصحف أو غيره ونحو ذلك في الصلاة. ومن جانبه اعتبر الدكتور علي بن سعيد الغامدي، أستاذ الفقه بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، أن حمل جهاز الجوال والقراءة منه أثناء الصلاة جائز شرعًا. وقال الغامدي: إن "الأولى أن يقرأ الإمام القرآن الكريم من المصحف أثناء الصلاة"، مشيرًا إلى أنه "لا شيء عليه إن قرأ آيات القرآن من جهاز الجوال". وأضاف: "لا مانع من الاستعانة بالمصحف أو الجوال في القراءة في الصلاة"، مشيرًا إلى جواز الاستعانة بالجوال ولا تبطل صلاته سواء كان يحفظ القرآن أم لا". واوضح الشيخ سامي بن عبد العزيز الماجد أستاذ الفقه وعضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: هذا المنع هو تحوط من وزير الشؤون الإسلامية، بهدف منع الأخطاء التي قد تقع بسبب الأخطاء التي تضمها هذه المصاحف الإلكترونية مثل الأخطاء في الرسم العثماني أو في عدم وجود بعض الكلمات. وأضاف الماجد " أن الاعتماد على هذه الأجهزة قد يصرف الأئمة عن حفظ القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن ذلك المنع يؤكد على الأئمة حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب". وتابع أن هذا المنع هو سياسة شرعية أكثر من كونها مخالفة شرعية، مشيرًا إلى أن تلاوة القرآن من المصحف الإلكتروني لا يعد محظورًا شرعيًا. وأوضح بأن المصاحف الإلكترونية أو الأجهزة الإلكترونية التي تضم آيات القرآن الكريم لا تعتبر مصحفًا في ذاتها ولا تأخذ حكم المصحف؛ لأن إذا أغلق الجهاز أو تم انتهاء البرنامج ينتهي ظهور الآيات، وبالتالي لا يأخذ حكم المصحف المعروف لدى الناس وهو المحسوس الورقي.