واشنطن: ينتاب الخبراء مخاوف متزايدة من اعتماد الولاياتالمتحدةالأمريكية كلياً على روسيا في نقل رواد الفضاء من وإلى محطة الفضاء الدولية، على الأقل خلال العقد الحالي. ويقول المراقبون إن الوضع يثير القلق بصورة متزايدة، وذلك مع إعلان وكالة الفضاء والطيران الأمريكية ناسا تأجيل إطلاق المكوك "أوريون"، الذي يعتبر الجيل الثاني من مكاكيك الفضاء، إلى المحطة الدولية. ويعتقد الخبراء أن اعتماد "ناسا" على روسيا لنقل رواد الفضاء وضع الوكالة الأمريكية في موقف حرج. وقال مدير معهد السياسات الفضائية في جامعة جورج واشنطن، جون لوجسدون، في تصريح لشبكة CNN: "إنه سقوط.. ففي أي وقت تعتمد فيه على نظام واحد للقيام بمهام خطيرة، تكون عرضة للسقوط، وخاصة إذا كان النظام يعاني من مشكلات". وأضاف أن عدم وجود بديل لمكوك الفضاء في وقت سابق للمكوك "أوريون" يعد خطأ أمريكياً، الأمر الذي يضع روسيا في موقف قوي للغاية. وقال هاورد ماكوردي الخبير في علم الفضاء بالجامعة الأمريكية في واشنطن إن روسيا ستكون في المستقبل القريب الدولة الوحيدة القادرة على توفير إمكانية الوصول للطواقم البشرية، وليس الأمريكية فحسب، بل من كل الجنسيات للمحطة الدولية. وأوضح أن الأمر أشبه بالاحتكار الروسي، وحذر ماكوردي من أن الولاياتالمتحدة وضعت نفسها كلياً تحت رحمة روسيا للوصول إلى المحطة الفضائية الدولية حتى عام 2015، معتبراً أن هذا قد يشكل ضغطاً على الحكومة الأمريكية من ناحية اتخاذ إجراءات دبلوماسية بحقها، لكن ناسا تقول إنها واثقة من أن الشؤون الدبلوماسية بين البلدين لن تعرض اعتماد الولاياتالمتحدة على روسيا في الوصول إلى الفضاء للخطر. ويأتي اعتماد "ناسا" على الصواريخ ومركبات الفضاء الروسية "سيوز" لنقل رواد الفضاء إلى المحطة الدولية في الفضاء الخارجي نتيجة للفجوة الزمنية المقدرة بخمس سنوات المقررة لتقاعد مكوك الفضاء عام 2010 وتصنيع البديل في العام 2015. وتأمل "ناسا" أن تتمكن من تقليص الفجوة الزمنية عن طريق تسريع موعد الإطلاق المبدئي للمكوك البديل في العام 2013، لكن الإعلان الصادر عنها الاثنين الماضي بتأجيل عملية الإطلاق بسبب مسائل تتعلق بالتمويل غير الملائم ومسائل فنية أخرى، فإن برنامج "كونستليشن" الفضائي الجديد لن يكون جاهزاً للاختبار قبل سبتمبر عام 2014.