أحدى الاحتفالات السابقة برأس السنة محيط - أمل المصري
"مرحبا 2008 ووداعا 2007" بهذه اللافتات التي اعتدنا رؤيتها معلقة في أرجاء قاهرة المعز تستقبل شوارع وضواحي القاهرة سنة جديدة واحتفالية اعتاد عليها كل المصريين .
فنادق العاصمة المصرية العائمة منها والكبرى وحتى الصغيرة تتزين بما تعهده كل عام في مثل هذه الليالي الملاح لتقف كبرى المحال على قدم وساق استعدادا لليلة رأس السنة الميلادية.
خصومات على أسعار "شجرة الكريسماس" في محال الزهور.. وتخفيضات على تذاكر سهرات كبار المطربين في قاعات "الأوتيلات . مكاسب مالية كبيرة تدخل جيوب أصحاب التجارة وأموال كثيرة تخرج من جيوب أصحاب " الحظ والفرفشة "حقا إنه بيزنس الكريسماس في مصر.. !
" لكل حدث حديث " إعمالا بهذه المقاولة الشهيرة كان لابد أن نلقي الضوء على هذا النوع من البيزنس الموسمي في مصر خاصة وإنه بلغة الأرقام يعني أموالا طائلة وأرباحا كبيرة لقطاعات جمة داخل الاقتصاد المصري. تشير الدراسات إلى أن ما ينفقه المصريون في أعياد الكريسماس يتخطى ال 15.4 مليار جنيه سنويا أى ما يعادل 3 مليارات دولار أميركي، موزعة ما بين المطاعم والفنادق والهدايا وما خفي كان أعظم. وعلى اعتبار أن هذه الليلة تتكرر مره واحدة بالعام فستجد أن الفرد لا يترك كبيرة أو صغيرة إلا واستغلها.
"الجامبو" يكسب
و يحتفل العالم كله برأس السنة الميلادية حيث تبدأ الاستعدادات مع بداية شهر نوفمبر ولكل دولة طقوسها الخاصة في الاحتفال بينما هناك سمة عامة للاحتفال وهي شجرة الكريسماس وبابا نويل والسهر لاستقبال العام الجديد.
وفي مصر تبدأ أسعار شجرة الكريسماس من 2.5 جنيه لتصل إلى 500 جنيه للشجرة، بينما تبدأ أسعار شجر الليزر من 200 جنيه حتى 600 جنيه ، أما بابا نويل فيبدأ من 10 جنيهات ليصل إلى 700 جنيه سعر بابا نويل الجامبو، وكذلك يبدأ سعر التعاليق والزينة الخاصة بالشجرة من 2.5 جنيه لتصل إلى 10 جنيهات وكذلك الماسكات والطراطير والتي تعتبر هي الوحيدة من الصناعة المصرية وباقي الممتجات من الصناعة الصينية ، أما شبكة الإضاءة الخاصة بالشجرة فتبدأ من 15 جنيها لتصل إلى 100 جنيه.
ولم يعد الاحتفال برأس السنة الميلادية يأخذ الشكل العقائدي خاصة في مصر حيث يحتفل كل المصريين مسلمين ومسيحيين برأس السنة الميلادية الكل يشتري شجر الكريسماس وبابا نويل ويسهرون لاستقبال العام الجديد أملا أن يكون سعيدا .
ويلاحظ في مصر هذا العام إقبالا أقل من السائحين الأجانب إلا أن العرب توافدوا بشكل ملحوظ خاصة بعد ما شهدته لبنان من أحداث دامية هذا العام .
أما د.عائشة شكر الباحثة بمعهد الفنون الشعبية بأكاديمية الفنون فتعلق في جريدة الوطن " قائلة إن كل شعب من الشعوب يحتفل بالكريسماس بطريقته ونحن كمصريين نحتفل به احتفال كرنفالى ولكن ليس له خصوصية طاغية في مصر والاحتفال به كبداية للعام الجديد فليس له طقوس عقائدية منتشرة بين المصريين.
وتضيف عائشة أن الكريسماس في مصر ارتبط بالجاليات الأجنبية وهذه الخصوصية لم تتبناها الدولة حتى شجرة عيد الميلاد وبابا نويل وسانتا كلوز كلها مظاهر مستوردة من الغرب فنحن تبنينا بعضا من هذه المظاهر ودخلت بيوتنا وأصبح هناك تداخل في الممارسات الشعبية والثقافات.
وترى عائشة شكر أن مصر هي ملتقى الشرق والغرب وتفاعلت مع كل الثقافات، ولكن يبقى لنا شكلنا المميز فالمصريون من أكثر الشعوب تسامحا واستيعابا للثقافات الأخرى، موضحة أن الجاليات اليونانية في الإسكندرية وبورسعيد كان هناك طقوس للاحتفال بالعام الجديد مثل إلقاء الزجاج في الشوارع سواء زجاجات البيرة الفارغة أو أطباق الصيني ولكن مع انحصار هذه الجاليات تراجعت هذه المظاهر، وتضيف إنه على الرغم من المد الديني الموجود حاليا إلا أنه مازالت هناك مشاركة كبيرة في مظاهر الاحتفال الذي لم يأخذ الشكل العقائدي.
بورصة " السهر والفرفشة"
أجور الفنانين تشعل مع رأس السنة ولا يتوقف الموضوع على نفقات الهدايا والحفلات بل امتد ليشمل أجور الفنانين والفنانات والراقصات، ويكفي أن نعرف أن بورصة نجوم الفن في مصر ترتفع عاما بعد التالي فالمطربون المصريون يتنافسون مع الخليجيين في الأجور فمثلا يصل أجر المطربة شيرين عبد الوهاب عن حفلها في تونس 45 ألف دولار وهو أعلى أجر لمطربة مصرية خارج مصر بينما تقاضت 200 ألف جنيه مقابل حفلين تعاقدت عليهما بمصر.
ووقع عمرو دياب عقدا لإحياء حفل رأس السنة في مصر مقابل 75 ألف دولار كما يقوم بإحياء حفل بدبي نهاية الأسبوع المقبل لمدة ثلاث ساعات ويتقاضى عنه 87 ألف دولار بواقع 29 ألفا عن ساعة الغناء الواحدة فيما يعد الاجر الاكبر بالنسبة لمطرب عربي عن حفلات عربية.
أما المطرب المصري تامر حسني فقد تقاضى 140 ألف جنيه عن حفل ليلة رأس السنة في مصر ولم يسمح له بالسفر لإحياء حفلتين بالخارج مقابل 40 ألف دولار عن الحفل الواحد بسبب مشاكل قضائية وعدم إنهاءه فترة التجنيد عقب خروجه من السجن مؤخرا بتهمة تزوير أوراق رسمية.
أما الفنان العراقي كاظم الساهر فقد تعاقد على جولة غنائية تضم سبع حفلات بالولايات المتحدة مقابل 700 ألف دولار عن الحفلات السبع بواقع 100 ألف دولار عن الحفل الواحد حيث يعد الساهر المطرب العربي الأغلى في الخارج حتى الآن. وشاركت المطربة نيكول سابا المطرب عمرو دياب حفله بالقاهرة مقابل 35 ألف دولار
وامتدت احتفالات رأس السنة إلي القنوات الفضائية والمصرية أيضا فإذا بقناة النيل للمنوعات تعلن عن مفاجأة وهي ظهور هيفاء وهبي لأول مرة في التليفزيون المصري. واعتبرالمسئولون عن القناة هذه المغنية مفاجأة خلال الاحتفال باستقبال العام الميلادي الجديد.
وهو الخبر الذي تم إرساله للصحف، ويعد منشوراً رسمياً أرسلته إدارة القناة للصحف بل وأخذت القناة تحتفل" بسعة صدر " هيفاء وهبي وموافقتها علي إحياء ليلة رأس السنة كما وافقت علي إجراء حوار خاص لقناة المنوعات تكشف من خلاله عن جوانب شخصية من حياتها التي لم تذع من قبل .
وعلي المستوي المحلي فنجد أن البيوت المصرية تعلن حالات الطوارئ نظرا لامتحانات الجامعات والمدارس والتي تعتبر أول أحداث في السنة الجديدة ولعل هذه الطوارئ تقلل من كم النفقات في هذه الليلة .
وبعيدا عن حفلات فنادق الخمس نجوم يفضل شباب الطبقة المتوسطة حفلات النوادي الاجتماعية والمقاهي المطورة المعروفة باسم "الكافيه" المنتشرة بضواحي مدينة نصر والمهندسين ومصر الجديدة .
أما فقراء "شعب" القاهرة فيقضي ليلته أمام شاشات التلفزيون على شاطئ النيل والكباري المقامة على النهر واشهرها "قصر النيل" و"عباس" و"الجامعة" مكتفين بقضاء الليلة على النيل وهم يتناولون "الفول السوداني"و"اللب" و"حمص الشام" الساخن .