افتتح مؤخرا معرض التصوير الفوتوغرافي للفنان هيثم نوار في أتيلية القاهرة الذي أقامه تحت عنوان شيال مصر. يعد هذا المعرض ألبوم صور بالعامية المصرية لشيالين مصر، حيث يعرض الفنان مجموعة من الصور الفوتوغرافية لشيالي مصر غير ملونة "أبيض وأسود"، والتي تتدفق تعبيرات وجوههم الشاحبة بالكثير من المعاني التي يستشفها المتلقي فور تقع عينه على هذه الصور، فيرى أبعاد تلك الشخصية، وهذه الطبقة الفقيرة من الأشخاص، فبالرغم من شقائها إلا أننا نلمح بها أحيانا الأمل والسعادة، بينما تصور بعض الوجوه الأخرى الحزن والأسى والصبر، فهي ممتلئة بالعديد من المشاعر والأحاسيس التي تختلف من شيال إلى آخر. يقول الفنان هيثم نوار: بداية الحكاية هي كلمة "شيال مصر"، تلك الكلمة الكبيرة "شيال مصر كلها مرة واحدة.. كل البلد.. ده حمل ثقيل قوي"، فمصر لم تكن بلدا صغيرا، يصل عدد سكانها إلى 75 مليون تقريبا. لمحت على ثوبهم شارة من الألمونيوم المضغوط "بادج" مكتوب عليها بخط ديواني ثلث "شيال مصر" وعليها رقم "...."، ومترجمة بالإنجليزية "porter" شيال ولم أجد كلمة "Egypt" ولا حتى مصر بحروف لاتينية، وعندما بحثت عن حكاية هذه الشارة، عرفت أنها كانت رخصة الشيال في محطة مصر، تحمل رقما، فهذه الشارة من هيئة السكة الحديد وتعني شيال في محطة مصر، فتختصر إلى "شيال مصر". يضيف: حسب أرقام الهيئة القومية لسكك حديد مصر أو وزارة النقل والمواصلات، أن محطة مصر الشهيرة بميدان رمسيس سابقا يزورها يوميا مليون وربعمائة ألف مواطن من وجه قبلي وبحري، بمعنى أنه خلال شهر ونصف تقريبا يزورها عدد سكان مصر بأكمله 75 مليون شخص، إسكندراني، طنطاوي، أسيوطي، منياوي، أسوان والواحات، أي المصريين كلهم، كل منهم يحمل حقيبته ذات الحمل الثقيل، وإن كثرت الحمول كثرت الهموم، هموم الكثير من الأشخاص، ومشاكل شعب بأكمله، "شعب رايح وشعب جاي، وهموم رايحة وهموم جاية". يتابع: هنا يظهر الشيالون، دائما جاهزون لرفع الحمل الثقيل على الأكتاف، يحملون هموم الناس، لا فرق في لون ولا طول ولا شكل في حر الصيف أو برد الشتاء، فهذه الهموم يحملها الشيالون بلا كلل ولا ملل كي يحصلون على لقمة العيش "البقشيش".. طعام لأطفالهم.. مصروفات الحياة و"حق الشاي". هؤلاء الشيالين عددهم ستين شيالا يقدمون العمل صباحا ومساءا. يواصل: أقدم هذا المعرض كي يلقي الجمهور نظرة على الناس الطيبين، ليعرفوا من هم الشيالين، وجوههم منحوتة، يحملون الملامح المصرية، ابتسامتهم غير مصطنعة، عيونهم لامعة كحد السكين... أنظر في عيونهم يمكن أن تكون واحدا منهم