تنسيق التمريض 2024 بعد ظهوره رسميًا.. دليلك الكامل للالتحاق وشروط التسجيل    القاهرة الإخبارية تعرض تقريرا بعنوان "الإخوان.. جماعة الدم والتطرف"    جامعة سوهاج: تكليف 125 أخصائي تمريض للعمل بمستشفيات الجامعة    محافظة الجيزة تنفي قطع الأشجار من حديقة المبدعين بالعجوزة    هيئة تحرير صحيفة نيويورك تايمز تدعو بايدن للانسحاب من السباق الانتخابى    وزير التجارة والصناعة: الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول لمصر.. و32.6 مليار يورو حجم التجارة خلال 2023    «شكري» يستقبل وزير خارجية الصومال    الشعراوي يقود تشكيل منتخب إيطاليا ضد سويسرا في ثمن نهائي يورو 2024    خالد الغندور يكشف عن مفاجأة: الدوري مهدد بالتأجيل لهذا السبب    طمعًا في فلوس البضاعة.. ضبط شابين تخلصا من زميلهما بالدقهلية    نشرة «المصرى اليوم» من الإسكندرية: تحذير عاجل من السياحة لمرتادى الشواطئ.. وتحقيقات في حريق الاستاد الرياضي    أدلة الثبوت.. تفاصيل صادمة في قضية مقتل طفل شبرا الخيمة (خاص)    اتحاد الغرف السياحية يعقد جمعيته العمومية ويعتمد الميزانية الختامية    انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية الموريتانية    المقاولون العرب يقبل اعتذار معتمد جمال عن تدريب الفريق    وفد من وزارة الصحة يتفقد منشآت طبية بشمال سيناء    رد من فابريجاس على إمكانية تدريبه ل ريال مدريد    الزمالك: قراراتنا عن قناعة والكرة المصرية تعيش فسادا ماليا وإداريا    إطلاق برامج تدريبية مجانية على الخياطة والحاسب الآلي لسيدات جنوب سيناء    حملات بيئية للتصدي لحرق المخلفات الزراعية والبيئية بالأقصر    عضو "طاقة النواب": مصر نجحت في عمل بنية تحتية جاذبة للاستثمار    ضحية إمام عاشور يطالب أحمد حسن بمليون جنيه.. و14 سبتمبر نظر الجنحة    بعد إحالته للمفتي.. تأجيل محاكمة متهم بقتل منجد المعادي لشهر يوليو    نسرين طافش تنشر فيديو أثناء لعبها التنس.. والجمهور: "صباح النشاط"    مهرجان المسرح المصري يكرم الفنانة سلوى محمد على خلال دورته ال 17    صراع السينما المصرية على شباك التذاكر.. "أولاد رزق وبيت الروبي وصعيدي في الجامعة الأمريكية" أفلام حققت أرقامًا قياسية بالإيرادات.. والشناوي: السيناريو ونجم العمل من أهم أسباب النجاح    محافظ المنيا يوجه بوضع آليات عاجلة والاستجابة الفورية لطلبات المواطنين    إصدار مليون و792 ألف شهادة صحية مؤمنة ب «رمز الاستجابة» للمقبلين على الزواج    سلمى أبوضيف: قصة حبي حصلت صدفة والضرب في "أعلى نسبة مشاهدة" حقيقي    مصر تدعو دول البريكس لإنشاء منطقة لوجستية لتخزين وتوزيع الحبوب    بيل جيتس: الذكاء الاصطناعى يمكنه إنقاذ البشر من تغير المناخ والأمراض    علامات مبكرة للذبحة الصدرية.. لا تتجاهلها واذهب للطبيب فورا    الصحة: اختيار «ڤاكسيرا» لتدريب العاملين ب «تنمية الاتحاد الأفريقي» على مبادئ تقييم جاهزية المرافق الصيدلانية    ماهو الفرق بين مصطلح ربانيون وربيون؟.. رمضان عبد الرازق يُجيب    مجلس جامعة الأزهر يهنئ رئيس الجمهورية بالذكرى ال 11 لثورة 30 يونيو    بدءا من اليوم.. فتح باب التقدم عبر منصة «ادرس في مصر» للطلاب الوافدين    أكرم القصاص: علاقات مصر والاتحاد الأوروبى تعتمد على الثقة وشهدت تطورا ملحوظا    الفريق أسامة ربيع: نسعى لتوطين الصناعات البحرية والصناعات الثقيلة وإعادة الريادة للترسانات الوطنية    محافظ الجيزة يهنئ الرئيس السيسي بذكرى 30 يونيو    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل جواهرجي بولاق أبو العلا ل28 يوليو    الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف طواقم الإسعاف والدفاع المدني    الاتحاد الأوروبي يعلن توسيع العقوبات المفروضة على روسيا    الصحة: الكشف الطبى ل2 مليون شاب وفتاة ضمن مبادرة فحص المقبلين على الزواج    كيف فسّر الشعراوي آيات وصف الجنة في القرآن؟.. بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت    جليلي وبيزشكيان يتنافسان في جولة الإعادة الرئاسية في إيران    السياحة تكشف حقيقة التحذيرات البريطانية والأمريكية لرعاياهما بشأن السفر إلى مصر    الوحدة السعودي ل«أهل مصر»: لم نفاوض ثنائي الأهلي    استعدادات أمنية لتأمين مباراة الزمالك وسيراميكا الليلة    شرح حديث إنما الأعمال بالنيات.. من أصول الشريعة وقاعدة مهمة في الإسلام    «التعليم» تحقق في مزاعم تداول امتحان التاريخ للثانوية العامة عبر «جروبات الغش»    مجلة جامعة القاهرة للأبحاث المتقدمة تحتل المركز السادس عالميًا بنتائج سايت سكور    اليوم.. محاكمة البلوجر نادين طارق بتهمة الفسق والفجور    الإفتاء: يجب احترم خصوصية الناس وغض البصر وعدم التنمر في المصايف    حظك اليوم| برج العذراء السبت 29 يونيو.. بشائر النجاح والتغيير بنهاية الشهر    لقطات من حفل محمد حماقي في «ليالي مصر».. شكر «المتحدة» وأعلن موعد ألبومه الجديد    حكم استئذان المرأة زوجها في قضاء ما أفطرته من رمضان؟.. «الإفتاء» تٌوضح    الأنبا باسيليوس يتفقد النشاط الصيفي بكنيسة مارجرجس ببني مزار    «غير شرعي».. هكذا علق أحمد مجاهد على مطلب الزمالك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ذكرى السقوط الخامسة..ليلة بكت فيها واشنطن وبغداد
نشر في محيط يوم 08 - 04 - 2008


الذكرى الخامسة لسقوط بغداد
ليلة بكى فيها العراقيون والأمريكيون
محيط - وكالات
عواصم: تظاهرة مليونية تلوح في الأفق, وإقتصاد أمريكي يترنح, وحنين عراقي لزمن صدام حسين, وحكومة اجتاجها الفساد, ومقتل 350 عالما نوويا على أيدي الموساد ..هذا هو حال المشهد العراقي في الذكرى الخامسة لسقوط بغداد, فالزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر يهدد بمسيرة مليونية لإخراج القوات الأمريكية من البلاد, وحكومة نوري المالكي أهدرت أكثر من أربعة مليارات دولار, وخسائر واشنطن بالعراق تجاوزت 1.3 تريليون دولار، فضلاً عن مقتل أكثر من أربعة الاف جندي وإصابة عشرات الآف بأمراض نفسية وعقلية, ومازال العراقيون الخاسر الأكبر حيث دفع مليون ومئتي ألف عراقي حياتهم ثمناً لعشرات الخطط الأمنية الفاشلة.
خسائر أمريكية
ورغم مرور خمس سنوات لم يهنأ الاحتلال ولاعملاؤه بالاستقرار الذى أرادوه، حيث لقي ستة جنود أمريكيين مصرعهم خلال 24 ساعة فقط في أربع هجمات متفرقة بالعاصمة بغداد ومحافظة ديالى، مما رفع عدد قتلى الجيش الأمريكي بالعراق منذ الغزو عام 2003 إلى 4023, وقال الجيش: إن جنديين قتلا في انفجار قذيفة "آر.بي.جي" شرق بغداد، وقتل ثالث إثر انفجار عبوة في المنطقة ذاتها, كما قتل جندي رابع كان ضمن دورية مراقبة شرق بغداد بينما قتل جنديان إثر انفجار استهدف آليتهم بديالى, وجاءت هذه الحصيلة بعد يوم من مقتل ثلاثة جنود وإصابة 31 في هجوم صاروخي استهدف قاعدة عسكرية في المنطقة الخضراء المحصنة.
ويأتي ذلك في أعقاب المواجهات العسكرية بين القوات الأمريكية وميليشيات شيعية بمدينة البصرة، وهي الأولى منذ أشهر بعد فترة هدوء نسبي شهدت تراجعًا ملحوظًا في العنف, مما جعل المسئولون الأمريكيون يعتقدون أن عملية البصرة لم تكن حاسمة عسكريًا، خاصة وأن المواجهات العسكرية لم تتوقف إلا بعد إجراء بعض النواب الشيعة مشاورات مع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في إيران.
ووسط فشله في مواجهة المشكلات المتصاعدة بالعراق, قرر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي استخدام سلاح الرشوة لاستقطاب قوات المهدي وفض أنصاره من حوله، وهو نفس السلاح الذي استخدمته قوات الاحتلال الأمريكي في دخول العراق عام 2003, متراجعاً عن تهديداته السابقة ضد الميليشيات والتي قال فيها لا تفاوض ولا حوار ولا لقاء ولا شروط ولا تراجع عن العمليات العسكرية، إلا بالاستسلام الكامل وإلقاء السلاح، وأعلن عن تقديم مكافاءات مالية لمن يسلم سلاحه الى السلطات الامنية.
حنين للماضي
ويتذكر العراقيون مع بزوغ فجر الأربعاء أيام الاستقرار والرفاه والوحدة الوطنية التى داس عليها تتار العصر الحديث "الأمريكيون وعملاؤهم المحليون", وأعربوا عن حنينهم لزمن العزة, والساعات التيى وقف فيها الرئيس السابق صدام قبل ساعات من سقوط بغداد على ظهر شاحنة صغيرة خارج مسجد أبو حنيفة النعمان فى وسط العاصمة ملوحا لمئات الذين تجمهروا فى المكان واعدا إياهم بمستقبل زاهر.
وما يزال العراقيون يتذكرون آخر كلماته التى قالها قبل خمسة أعوام قبل سقوط بغداد يوم التاسع من نيسان/ابريل 2003:" أعد شعب الاعظمية بإقامة نصب ذهبية بعد هزيمة الأمريكيين", ويقول أحد العراقيين:" ما تزال الصور تلمع فى عينى كما لو أنها تحدث الآن وكأنها مشاهد من فيلم سينمائي..كان ذلك يوم الأربعاء التاسع من أبريل/ نيسان.. فهذا التاريخ محفور فى دمى وصدام يسرى فى عروقي.. وقبل ساعات من وصول الدبابات الأمريكية، كان هنا فى الأعظمية معنا ولم يستطيعوا معرفة مكانه".
بكاء صدام
ويتذكر أحد العراقيين مشاهدته صدام وقت صلاة الظهر تقريبا, وقال:" حيث كنا نؤدى الصلاة فى مسجد أبو حنيفة عندما صرخ أحدهم بشكل مفاجئ قائلا: إن الرئيس فى الخارج, وسارعنا لرؤيته حيث كان واقفا على شاحنة صغيرة, وما يزال الكثير من العراقيين يجاهرون بحنينهم إلى زمن صدام, ولم نشعر بقيمة صدام الحقيقية إلا عند رحيله".
وأضاف:" كان هناك أمن واستقرار ووظائف وعدل ووحدة، أما الآن فلا أمن ولا استقرار، بل اقتتال يومى منظم ومدروس, ويضيف آخر إن الاحتلال أعادنا إلى القرون القديمة، حيث القتل على الهوية وهيمنة قطاع الطرق وفرق الموت والمليشيات، والمحسوبية والطائفية.. فيما علق ثالث آخر يا حسرة على عراق صدام".
ازهار كامل (عراقية) تقول:" لقد هجرنا من بيتنا في منطقة حي العامل بفعل الحرب الطائفية قبل عام تقريبا, وأخشى أنا وعائلتى العودة الى المنزل بعدما سرقت جميع محتوياته ..ومن هنا اسأل: هل وقت صدام أفضل أم هذا الوقت؟, الجواب تجدونه في هجرتنا وفي بيتنا المسروق".
أم محمد (عراقية) عندما سُألت, إذا كان زمن صدام حسين هو الافضل أم الآن, فقالت:" الله يرحمه.. كنا نشعر بالامان، كنا نشعر بان هناك من سيقتص ممن يعتدي على حرمة بيوتنا، الان نخاف حتى ان نوجه شكوى ضد احد خوفا من أن يكون منتميا لأحد الاحزاب المتنفذة.. يا ريت تعود أيام صدام حتى لو عشنا برغيف خبز واحد يوميا".
المأزق العراقي
ويقول أحد المحللين إن الأزمة الأمريكية فى العراق معقدة، ففضلا عن الجوّ الخانق بالداخل وتأثيراته على الانتخابات الرئاسية القادمة التى تهدد مصالح الجمهوريين، هناك أزمة تكاليف بشرية ومالية باهظة، فضلا عن تدنى صورة الولايات المتحدة بالعالم, أما العملاء الذين راهنت عليهم ووظفتهم فى احتلال أراضيهم وإسقاط عاصمة بلدهم فهم غارقون فى الصراعات المذهبية والسياسية وخاصة المصلحية حيث اشتعلت معارك البصرة أياما لفرض الهيمنة عليها وعلى شبكات تهريب النفط.
وفيما يحاول الجمهوريون الإيهام بالاستقرار الأمني، يتمثل الديمقراطيون بالانسحاب وإنقاذ ما يمكن إنقاذه, وقد وعد السناتور باراك أوباما والسناتور هيلارى كلينتون اللذان يتنافسان للفوز بترشيح الحزب الديمقراطى لخوض انتخابات الرئاسة القادمة بالبدء فى سحب القوات الأمريكية من العراق فى حال وصول أى منهما الى البيت الأبيض. ووعد أوباما ببدء الانسحاب فورا بينما قالت كلينتون إن خفض القوات يمكن أن يبدأ خلال 60 يوما من توليها الرئاسة.
تظاهرة مليونية

وأكد صلاح العبيدي المتحدث الرسمي باسم التيار الصدري أن التظاهرة المليونية المزمع انطلاقها غدا في بغداد ألغيت بأمر من السيد مقتدى الصدر زعيم التيار, وقالت مها الدوري نائبة بالبرلمان عن الكتلة الصدرية:" إن مبادرة الصدر بوقف اطلاق النار كانت واضحة لحقن دماء العراقيين إلا ان الحكومة هي التي تصعد"، مشيرة إلى ان جيش المهدي ليس ميليشيا فهو يحمل السلاح بوجه الاحتلال ،الميليشيا لها أجندة خارجية ونحن أجندتنا داخلية".
وتشير المعلومات والاحصائيات المتوفره عن انجازات حرب بوش في العراق خلال الخمس سنوات الماضيه الى سقوط اكثر من مليون ومئتي ألف قتيل، وأضعاف هذا العدد من الجرحى.. وعشرات آلاف المفقودين، وتهديم أو إحراق عشرات الاف من المنازل السكنيه والمتاجر .. وتشير سجلات مقبرة الجثث المجهولة الهوية الى نحو 10 آلاف قبر..
كما تشير الاحصائيات الى وجود أكثر من أربعة ملايين مهجّر خارج العراق ، ثلثهم في سوريا، وحوالى الربع في الأردن، ومئتا ألف يتوزعون على أقطار الخليج، وأكثر من خمسين ألفاً في لبنان، وعشرات الآلاف يهيمون على وجوههم في بعض دول أوروبا، في انتظار أن تمنّ عليهم بالإقامة، إضافة إلى مَن سبقهم فحظي بمثل هذه النعمة, فضلاً عن وجود أربعة ملايين مهجر داخل العراق، في أوسع وأبشع عملية تهجير عرفها أي شعب، في أي زمان ومكان.
قتل العلماء
وتشير إحصاءات الوقف السنّي الى حرق وتدمير نحو 1000 مسجد, واحصاءات الوقف الشيعي تشير الى إحراق نحو 1000 حسينية وجامع, كما أعلنت نقابة الصحافيين مقتل 233 صحافياً واعلامياً في أسوأ مجزرة للأسرة الصحافية, وتم خلال السنوات الخمس الماضية إغتيال 5500 عالم وخبير وطبيب ومهندس، والكفاءات العلمية الاخرى في حملة كشفت وزارة الخارجية الأمريكية نفسها ان جهاز الموساد الإسرائيلي هو الذي ينظمها في العراق.
وقد كشف تقرير أعدته الخارجية الأمريكية أن جهاز الموساد الإسرائيلي، تمكن بالاشتراك مع القوات الأمريكية في العراق، حتى الآن من قتل 350 عالما نوويا عراقيا، وأكثر من 200 أستاذ جامعي في المعارف العلمية المختلف, وتم رفعه الى الرئيس جورج بوش أن وحدات الموساد والكوماندوز الإسرائيلية تعمل في الأراضي العراقية منذ الغزو، وأشار إلى أن هذه الوحدات تعمل خصيصا لقتل العلماء النوويين العراقيين وتصفيتهم، بعد أن فشلت الجهود الأمريكية منذ بداية الغزو في استمالة عدد منهم للتعاون والعمل في الأراضي الأمريكية.
وأضافت أن التقرير أكد أنه رغم أن البعض منهم أجبر على العمل في مراكز أبحاث حكومية أمريكية، إلا أن الغالبية الكبرى من هؤلاء العلماء رفضوا التعاون مع العلماء الأمريكيين في بعض التجارب، وأن جزءا كبيرا منهم هرب من الأراضي الأمريكية إلى بلدان أخرى, كما أوضح أن العلماء العراقيين الذين قرروا التمسك بالبقاء في الأراضي العراقية خضعوا لمراحل طويلة من الاستجواب والتحقيقات الأمريكية والتي ترتب عليها إخضاعهم للتعذيب، إلا أن إسرائيل كانت ترى أن بقاء هؤلاء العلماء أحياء يمثل خطرا على الأمن الإسرائيلي في المستقبل.
وأكد أن إسرائيل رأت أن الخيار الأمثل للتعامل مع هؤلاء العلماء هو تصفيتهم جسديا، وأن أفضل الخيارات المطروحة لتصفيتهم هو في ظل انتشار أعمال العنف الراهنة في العراق, وأضاف التقرير الأمريكي أن البنتاغون كان أبدى اقتناعه منذ أكثر من 7 أشهر بوجهة نظر تقرير الاستخبارات الإسرائيلية، وأنه لهذا الغرض تقرر قيام وحدات من الكوماندوز الإسرائيلية بهذه المهمة، وأن هناك فريقا أمنيا أمريكيا خاصا يساند القوات الإسرائيلية في أداء هذه المهمة. وأكد كذلك، أن الفريق الأمني الأمريكي يختص بتقديم السيرة الذاتية الكاملة وطرق الوصول إلى هؤلاء العلماء العراقيين وأن هذه العملية مستمرة، وأنه ترتب على ذلك قتل 350 عالما نوويا و200 أستاذ جامعي حتى الآن، خصوصا في الشوارع العراقية بعيدا عن منازلهم
وأشار التقرير إلى أن أسر هؤلاء العلماء تعتقد أنهم قتلوا أو ماتوا في عمليات إرهابية، وأن المسلسل مازال يتواصل حتى الآن, وتستهدف هذه العمليات وفقا للتقرير الأمريكي أكثر من 1000 عالم عراقي، وأن أحد أسباب انتشار الانفجارات في بعض شوارع المدن العراقية يكون المستهدف منه قتل العلماء.
مستقبل ضائع
ويقول العالم العراقي الدكتور نور الدين الربيعي الأمين العام لاتحاد المجالس النوعية للابحاث العلمية، ان الغزو الامريكي للعراق عمل على تدمير مستقبل العراق بمثل هذه الجرائم وخاصة اغتيال العلماء وحرق المجلدات العلمية في مراكز الابحاث التي تشكل خلاصة الابحاث العلمية التي انفق عليها اكثر من 10 مليارات دولار، وان 80 من عمليات الاغتيال استهدفت العاملين في الجامعات ويحمل اكثر من نصف القتلى لقب استاذ واستاذ مساعد، واكثر من نصف الاغتيالات وقعت في جامعة بغداد، تلتها البصرة، ثم الموصل، والجامعة المستنصرية، و62 من العلماء المغتالين يحملون شهادات الدكتوراه، وثلثهم مختص بالعلوم والطب.
وتشير احصاءات وزارة التربية العراقيه الى ان نحو 40 % من التلاميذ لم يتسن لهم اكمال دراستهم او تخلفوا عنها، واحصاءات وزارة العمل تشير الى نسبة 65 % من العاطلين عن العمل, كما تقول تقارير صدرت عن منظمة حقوق المرأة في العراق، إن هناك مليون أرملة، وان ما بين 90 إلى 100 امرأة عراقية تترمل يوميا نتيجة أعمال العنف والقتل الطائفي. وتشير المنظمة إلى أن هناك 300 ألف أرملة في بغداد وحدها
اغتصاب النساء
وقد أصبح اغتصاب النساء أمرا مألوفا، الى حد ان العديد منهن صرن يفضلن الإنتحار بحرق أنفسهن بالنفط، او بإطلاق النار، على أن يتم سوقهن الى المعتقلات. بل وتحول بعضهن غالبا أمهات فقدن أولادهن الى انتحاريات، وذلك في واحدة من أكبر المنعطفات في الوضع الإجتماعي للمرأة في العراق
ولكن، ليس هذا هو كل وجه الجريمة. فأعمال التعذيب والإغتصاب شملت عشرات الآلاف ممن يعتلقون عشوائيا بتهمة الإرهاب. ولئن كان سجن ابو غريب قد أغلق بعد الفضيحة الشهيرة، فلكيْ يتم فتح العشرات من مراكز إعتقالات والتعذيب . ويقدر عدد الذين مروا على السجون التابعة لقوات التحالف بنحو 120 ألف إنسان، وتقديرات الذين مروا على المعتقلات التابعة للمليشيات تتراوح بين 300000 و500000 إنسان ألقيت جثث الآلاف منهم في الشوارع، وقرب المزابل، وتعرض معظمهم لأعمال التعذيب، بوسائل من قبيل المثاقب الكهربائية، وما يزال هناك نحو 150000 معتقل، من دون تهمة او محاكمة، لا تعترف حكومة المنطقة الخضراء بوجودهم في سجونها.
انتشار الفساد
ومن جهة أخرى انتشر الفساد في ابشع صوره, حيث يقول راضي حمزة الراضي رئيس هيئة النزاهة السابق في العراق:" لقد نجحنا في التحقيق في أكثر من 3000 قضية للفساد واحالتها الى المحاكم للفصل فيها، ووفقا للسجلات فإن 241 حالة فقط تم الفصل فيها حتى الآن. وأضاف ان تكلفة الفساد التي كشفت عنها اللجنة حتى الآن عبر جميع الوزارات في العراق، قُدرت بحوالى 18 مليار دولار، وتقف على رأسها وزارة الدفاع حيث بلغ حجم الفساد 5 مليارات دولار، ثم التجارة 3 مليارات، فالكهرباء 3 مليارات، تليها التقل ملياري دولار، فالصحة ملياري دولار، تليها الداخلية مليار دولار، فالاتصالات مليار دولار، فالإسكان مليار دولار، ثم المالية 500 مليون دولار، فالنفط 500 مليون دولار. وأكد الراضي أن تلك البيانات لم تستوعب قضايا الفساد جميعها فهناك قضايا كثيرة لم يتم إدراجها لأسباب متعددة منها عدم اكتمال الأدلة، ومنها اختفاء ملفات.
وقبل الاحتلال الأمريكي لم يكن في العراق أي وجود لتنظيم القاعدة في حين أنه اليوم يكاد يكون جيشاً تتحرك مجموعاته علناً في أنحاء مختلفة من العراق، بما في ذلك العاصمة بغداد ذاتها,
لكن الرئيس جورج بوش أكد أن كل ذلك كان يستحق التضحيات وأن الحرب كانت خياراً صائباً, وأعترف بأن المكاسب التي تحققت ما زالت هشة, لكنه شدد على أن الانتصار الاستراتيجي الكبير ممكن, والسؤال الذي يطرح نفسه حتى الآن هل سقطت بغداد؟ , أم سقطت القوى الأكبر في العالم في مستنقع ليس لديها القدرة على الخروج منه؟!!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.