بغداد: أعلن مرافق سابق للرئيس العراقي الراحل صدام حسين انه كان خطط لضرب القوات الأمريكية في الكويت في الأيام الاولي للحرب الأمريكية على العراق إلا ان قرار القادة المكلفين بذلك أعاق الخطة. ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن المرافق سلام عبدحسن التكريتي الذي كان ضابطًا برتبة مقدم في فريق الحماية الخاصة لصدام، وكان من القلائل الذين بقوا معه بعد سقوط بغداد كما انه ابن عم لبرزان قوله:" ان الرئيس العراقي كان يقضي جل يومه في الشهر الذي سبق الغزو في لقاءات مكثفة مع قادة الجيش وشيوخ العشائر ومجلس الأمن القومي الخاص. وكان لا ينام أكثر من ساعتين أو ثلاث في اليوم". وأضاف التكريتي:" من خلال مرافقتي له بشكل شبه مستمر كأحد (أفراد) حمايته الشخصية والبالغ عددهم نحو 34 شخصًا. أعرف ان الرئيس الراحل كان دائما ما يصغي ويستمع لغيره وخاصة قادة الجيش الذين كانوا استهانوا بقوة جيوش الغزو رغم ان التقارير التي تجلبها الاستخبارات العسكرية والمخابرات العامة والتي تسلمها الرئيس الراحل، كانت تشير إلي ان وضع المعركة إذا ما وقعت فهي معركة دفاعية بسبب الغطاء الجوي والأسلحة المحرمة دوليا". وتابع التكريتي:" أشارت تقارير الاستخبارات إلي انه لا يمكن تحقيق انجاز أو تقدم من دون تدمير القواعد الداعمة للغزاة في الكويت بواسطة الصواريخ. وبين التكريتي الذي تجاوز عمره العقد الخامس وبدت علية معالم التعب ان الرئيس صدام كان ليلة بدء الهجوم في بغداد مجتمعًا مع قيادات ميدانية من حزب البعث من داخل العراق يرافقه نائب مجلس قيادة الثورة عزة إبراهيم الذي كان يقود المنطقة الوسطي قبيل الهجوم. وفور سماع دوي الانفجارات طلب قصي من الرئيس الراحل الاستقرار في نفس المكان وتسجيل الخطاب الذي كتبه الرئيس بخط يده علي وجه السرعة من أجل تطمين الشعب والقوات المسلحة بانه بخير، خاصة وان تقريرًا أمريكيا نشر عبر وسائل الاعلام باحتمال مقتل الرئيس اثر الهجوم. وتابع التكريتي:" كانت لحظات حرجة للجميع إلا ان الرئيس كان يردد عبارة اللي زرعها هو يأخذها يا رب بردًا بردًا علي العراقيين ، ثم جلس وقام بقراءة القرآن الكريم وبكي بحرقة قرابة عشر دقائق. ثم أمر الجميع بالاستعداد من أجل الاطمئنان علي الوضع الداخلي في العاصمة خاصة والنزول إلي الشارع والاهتمام بالخطة الأمنية من أجل إضفاء الدعم المعنوي للمقاتلين، إلا انه كان ينتظر الاخبار التي وصفها بالسارة بعد القائه الخطاب لكن دون جدوي". وأشار المرافق الخاص للرئيس العراقي إلي جملة من الاخفاقات التي تسببت بعدم تدمير القواعد الامريكية في الكويت رغم وجود وقت ومجال للقيام بذلك. وبعد مرور يومين لم يحصل خلالهما هجوم علي القواعد في الكويت الأمر الذي ادهش الرئيس العراقي، وطلب من ابنه قصي ان يذهب بنفسة إلي البصرة من أجل التحقق من الامور وجلب تقرير خلال يومين أو معالجة الموقف، إلا ان قصي وجد حالة هروب جماعي من المختصين مما تطلب جلب غيرهم الأمر الذي اهدر وقتا طويلا دام اربعة أيام فقدت خلالها قرابة 30 وحدة اتصالات جراء القصف المركز عليها، واهمها كانت في منطقة الراشدية قرب بغداد والعمارة جنوب العراق، بالاضافة الي تدمير قرابة 100منصة لاطلاق الصواريخ. واضطر الرئيس العراقي ان يحل الخطة (باء) مكان الخطة (الف) في عملية مواجهة الغزو الذي استخدم عمليات الانزال خلف القطعات العسكرية واختراق المدن من الصحراء مما سهل عملية الوصول إلي مراكز المدن واشعار الناس بان العراق قد وقع تحت الاحتلال. وبعد ثلاثة أيام من بدء الغزو جري اجتماع عاجل وسري وسط بغداد مع ثلاثة من قادة الفيالق طلبوا خلاله دخول القطعات العسكرية الي داخل المدن الامر الذي رفضه ،معتبرا ان الامر يشكل ابادة جماعية. إلا انه اشار إليهم باستخدام نظام التوزيع النقطي من أجل مواجهتهم في كل مكان حتي وصول تعزيزات من قوات مساندة في الخلف للاشتراك في صد الهجمات البرية وانهاء محاولات دخولهم للمدينة". وقال التكريتي ان صدام كان يشعر بان الاتصالات مخترقة الامر الذي جعله يستخدم الاتصال الخطي المباشر بين القيادات لاصدار الاوامر باستثناء قيادة عمليات البصرة حيث كان الانترنت الوسيلة الوحيدة التي اقترحها جهاز المخابرات العامة. وأكد المرافق الخاص ان الرئيس العراقي الراحل وجد خلال الاسبوع الاول من الغزو ان بعض القادة العسكريين لا يطبقون الأوامر المطلوبة والمقررة مسبقًا وخاصة القطعات الآلية في منطقة العمارة التي كانت تعتبر قاعدة الاسناد للجبهات المحتملة في البصرة وذي قار، إلا انه رفض ان يعتبرها ناتجة عن الخيانة أو التخلي عن الدفاع". وقال التكريتي:" ان صدام سعي دون جدوي الي الاتصال بطارق عزيز ومحمد سعيد الصحاف ليصطحبهما معه الي الشمال في يوم سقوط بغداد". وأكد ان صدام تولي قيادة عدة فصائل مقاومة، وأشرف بنفسه علي عمليات ضد القوات الأمريكية، واجري اتصالات مع عزة إبراهيم الذي اعتمد عليه بشكل واسع في تكوين الفصائل المقاومة والأشراف عليها. وحول القبض علي صدام، اتهم التكريتي المرافق محمد الابراهيم بأنه هو من وشي بالرئيس الراحل، وانه اي صدام كان يصلي في الدار الملحقة بالمزرعة لدي اعتقاله وليس مختبأ في القبو كما زعم الأمريكيون.وأشار الي ان الابراهيم واحد من ابناء عمومة صدام.