في محاولة للضغط على المالكي تحالف سني كردي لتغيير المعادلة السياسية في العراق محيط - وكالات بغداد: في محاولة للضغط على حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وبعد فشل محادثات وفد حكومة اقليم كردستان مع الحكومة المركزية في بغداد حول قضية كركوك وقانون النفط ، اطلق الرئيس جلال طالباني ونائبه السني طارق الهاشمي ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني تحالفا سنياً - كردياً، قال الهاشمي إنه سيغير الكثير في المعادلات السياسية، لكنه ليس بديلا لتحالف الاحزاب الكردية مع أحزاب شيعية.
وأعلن طالباني في مؤتمر صحافي في منتجع دوكان بمشاركة الهاشمي وبارزاني تحالفاً سياسياً جديداً يضم "الحزب الاسلامي" والحزبين الكرديين، مؤكداً ان الأطراف الثلاثة وقعت وثيقة التحالف وناقشت الأزمة السياسية وستعلن خلال الأيام المقبلة آليات عمل لمعالجة الوضع.
يوم تاريخي
وبدوره قال الهاشمي ان الاجتماع تمخض عن قرارات سياسية مهمة، وهذا اليوم تاريخي في العملية السياسية وستكون له استحقاقات، وعلى رغم ان القادة الثلاثة لم يعلنوا بنود الاتفاق الموقع، غير ان الهاشمي أكد التفاهم على قضية كركوك عبر تطبيق المادة 140، مشيراً الى ان عودة جبهة التوافق السنية الى الحكومة مرتبطة بالاتفاق الموقع مع الاحزاب الكردية.
واعتبر مراقبون توقيت اطلاق التحالف الجديد مؤشراً الى تصاعد الخلافات بين الاكراد من جهة، والحكومة العراقية التي يقودها الشيعة من جهة أخرى. واكد بارزاني التحليل بتأكيده ان محادثات وفد اقليم كردستان مع الحكومة حول القضايا الخلافية وأبرزها مسألة كركوك وقانون النفط والموازنة فشلت.
وكان القادة الأكراد وقعوا مع حزب الدعوة بزعامة رئيس الحكومة نوري المالكي والمجلس الاسلامي الأعلى بزعامة عبدالعزيز الحكيم، اتفاقاً رباعياً لتنسيق المواقف، لكن التحالف فشل في استقطاب طرف سني يكمل المعادلة الطائفية.
ومن جهة ثانية أعلن جلال الطالباني إلغاء اتفاقية الجزائر الموقعة بين العراق وايران عام 1975 لاقتسام مياه شط العرب. وقال ان الاتفاقية ملغاة من قبل قوى المعارضة العراقية سابقاً وهي القوى نفسها التي تحكم العراق، ووصفها بأنها كانت اتفاقاً بين الرئيس الراحل صدام حسين وشاه ايران وليست بين العراق وايران، مؤكداً ان العراق يريد علاقات جيدة مع طهران لكنه يرفض اتفاقية الجزائر.
وكشف انه رفض التوقيع على العديد من البيانات المشتركة مع ايران بسبب ادراج الاتفاقية في نصوصها، وكانت صفقة سياسية تنص على اقتسام مياه شط العرب، بعدما كان العراق أعلن عام 1969 ان مياهه تعود اليه بالكامل عبر خط القعر. في المقابل تعهدت ايران محاربة التنظيمات الكردية المتمردة على بغداد آنذاك.
وألغى صدام الاتفاقية مع بدء الحرب العراقية - الايرانية عام 1980، لكنه عاد الى العمل بها عام 1990 بعد دخول القوات العراقية الى الكويت، وشط العرب يتشكل بالتقاء نهري دجلة والفرات عند مدينة القرنة، ويبلغ طوله حوالي 190 كم، ويصب في الخليج العربي ويصل عرضه في بعض مناطقه إلى كيلومترين.