بوش يصل بغداد في زيارة "العشاء الأخير" محيط - وكالات عواصم: للقاء اخير مع القادة العراقيين وعلى راسهم رئيس الوزراء نوري المالكي، وصل الرئيس الأمريكي جورج بوش اليوم الاثنين إلى بغداد يرافقه وزير دفاعه ومستشاره للأمن القومي، مما يشير الى ان بوش بصدد اتخاذ قرارات مهمة حول اداء الحكومة العراقية، وتأتي الزيارة قبل أسبوعين من التقرير الذي سيقدمه قائد قوات الاحتلال ديفيد باتريوس للكونجرس الأمريكي لتقييم أداء القوات الأمريكية واحتمالات انسحابها من العراق. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع جيف موريل ان هذا اللقاء سيكون اخر لقاء كبير لمستشاري الرئيس العسكريين والقادة العراقيين قبل أن يقرر الرئيس الاجراءات اللاحقة التي ستتخذ بشأن العراق في اشارة الى مستقبل القوات الاميركية في هذا البلد، مضيفا انه اجتماع حاسم وسيتيح للرئيس الاميركي الاقتراب اكثر من اتخاذ قرار ما لم يكن قد اتخذه بالفعل". ومن المقرر ان يلتقي الرئيس الاميركي رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي اضافة الى وزراء في حكومته وزعماء عشائر. ويرافق الرئيس الأمريكي وزير دفاعه روبرت جيتس ووزيرة الخارجية كونداليزا رايس، إضافة الى مستشار الامن القومي الامريكي ستيفن هادلي، والجنرال دوغلاس لوتي، منسق شؤون العراق بالبيت الأبيض، مما يشير الى ان بوش بصدد اتخاذ قرارات مهمة حول اداء حكومة الاحتلال واخفاق قواته في العراق. واختار بوش محافظة الأنبار، والتي تُعد مركزاً لنشاط الجماعات المسلحة، خاصة المرتبطة بتنظيم "القاعدة"، ليعطي أعضاء الكونجرس الذين يطالبون بسحب القوات الأمريكية من العراق، انطباعاً بأن قوات بلاده تحقق تقدماً بالعراق. مواجهة ساخنة وتأتي الرحلة المفاجئة التي استغرقت 11 ساعة فيما يستعد البيت الأبيض لمواجهات ساخنة مع الكونجرس، الذي يسيطر الديمقراطيون على غالبيته، حول جدوى استراتيجيته الراهنة في العراق، والتي تتضمن زيادة القوات الأمريكية ب30 ألف جندي إضافي. كما تأتي قبل أسبوعين من موعد تقديم تقرير قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس، والسفير الأمريكي ببغداد رايان كروكر، الذي سيقيّم مدى فعالية تلك الإستراتيجية وبدء فصل جديد من الحرب في العراق. وعلى البيت الأبيض أيضا أن يعرض الوضع في العراق أمام الكونجرس في الخامس عشر من هذا الشهر لإقناع أعضائه بمواصلة تمويل نفقات هذه الحرب. وتسعى المعارضة الديمقراطية -ذات الأغلبية في الكونجرس- منذ أشهر عدة إلى وضع جدول زمني لسحب القوات الأميركية من العراق. إلا أن بوش مع القادة العسكريين الأميركيين طلب مزيدا من الوقت لتقييم نتائج الإستراتيجية الأخيرة. انسحاب بريطاني وتزامنت زيارة بوش للعراق مع إكمال القوات البريطانية انسحابها من آخر القواعد العسكرية في البصرة، للتمركز في ثكنة عسكرية في مطار المدينة. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون اليوم الاثنين ان الانسحاب البريطاني النهائي من البصرة يجب أن لا يعتبر هزيمة، وقال براون في حديث متلفز: إنها عملية مخطط لها وعبارة عن انتقال منظم من قصر البصرة الى مطار البصرة، واعدا بأن البريطانيين سيتقيدون بالتزاماتهم تجاه العراقيين وتجاه الاممالمتحدة. واضاف براون: ما يجري بشكل اساسي هو الانتقال من موقع كان لنا فيه دور قتالي في اربع محافظات الى اعتماد الاشراف، وهذا يعني بأننا سنكون قادرين على التدخل من جديد اضافة الى القيام باعمال تدريب. واعتبر انه حسب الوضع الجديد فإن القوات البريطانية ستكون قادرة على التدخل من جديد في بعض الظروف، مضيفا: إن الهدف هو نقل ادارة الامن من الجيش البريطاني الى قوات الامن العراقية. واضاف: إن عدد الجنود سيبقى بالاجمال على حاله في الوقت الحاضر، وتابع براون: أنوي الادلاء بكلمة امام مجلس العموم حول ما يجب علينا القيام به في المستقبل، وكان متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية، قد اعلن أن انسحاب القوات البريطانية من القصر الرئاسي في البصرة، تم بنجاح وانتهى عند الساعة الثامنة بتوقيت غرينتش من صباح اليوم الاثنين. وكان مصدر أمني عراقي في محافظة البصرة، اكد في وقت سابق اليوم، استكمال قوات الاحتلال البريطاني انسحابها من قواعدها من وسط مدينة البصرة، وقال المصدر: استكملت اليوم القوات البريطانية انسحابها من قواعدها في القصور الرئاسية في منطقة البراضعية وسط البصرة، وسلمتها الى السلطات العراقية، وأضاف: إن تلك القوات توجهت الى قاعدة خارج محافظة البصرة بحوالي 25 كيلومترا غربي المدينة، حيث تتواجد الآن في منطقة الشعيبة التي يقع فيها مطار البصرة الدولي. وكان أكثر من 500 جندي بريطاني يتواجدون في قصر الرئيس المخلوع صدام في البصرة, ثاني مدن العراق، وكانت الحكومة البريطانية قد قررت تخفيض عدد قواتها في العراق من 7500 جندي الى حوالى 5500. وقتل 159 جنديا بريطانيا في العراق منذ مشاركة لندن في الغزو الامريكي لهذا البلد في اذار/مارس عام 2003، وكان البيت الأبيض قد أعلن في وقت سابق، أن الرئيس الأمريكي غادر قاعدة "أندرو" الجوية في طريقه إلى سيدني باستراليا، لحضور المؤتمر الاقتصادي لمنطقة أسيا والباسفيك. ولكن المتحدث باسم البيت الأبيض، طوني سنو، قال إن ذلك جاء ضمن سلسلة من الإجراءات، التي جرى اتخاذها ل"أغراض أمنية"، ومن المقرر أن يلتقي بوش خلال الزيارة، المسؤولين العراقيين والقادة العسكريين الأمريكيين، ليبحث معهم آخر التطورات الميدانية والسياسية في العراق. وقام الرئيس الأمريكي بزيارتين لبغداد، قبل الزيارة الحالية، منذ غزو قوات بلاده للعراق في مارس/ أذار من العام 2003، حيث كانت آخر زيارة له في يونيو/ حزيران من العام الماضي، وسبقتها زيارة أولى بعد قليل من الغزو، حيث حضر احتفالاً مع الجنود الأمريكيين بعيد الشكر، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2003.