مطالب حقوقية فلسطينية بتحرك دولي لاغلاق معتقل النقب الصحرواي
معتقل النقب الصحراوى القدسالمحتلة : طالب نادي الاسير الفلسطيني اليوم الاحد ، بأوسع تحرك دولي لأغلاق معتقل النقب الصحراوي ، وقال قدورة فارس رئيس نادي الاسير انه بالرغم من افتقار معتقل النقب إلى أدنى مقومات حقوق الإنسان ووقوعه في الصحراء في موقع معزول عن العالم ، فإن سلطات الاحتلال عمدت إلى تشديد عزلته وقامت خلال الأعوام الأخيرة ببناء جدران بين مختلف أقسام السجن بحيث بات الأسرى يعيشون الآن في أقفاص معزولة عن بعضها البعض، إضافة إلى وجودهم في موقع معزول في الصحراء.
وقال مركز الاسري للدراسات فى تقرير له ان الأسرى يقيمون في خيم تتسع ل 26 معتقلا وينامون على أسرة مكونة من لوح خشبي ومرتبة من الإسفنج بسمك 5 سم، يعانون من العديد من الأمراض وخاصة آلام الظهر.
معتقل النقب الاجرامي
وسجن النقب الصحراوي او أنصار ( 3) كما يسميه الفلسطينيون من أكثر ما توصلت اليه العقلية الاسرائيلية الاجرامية لكسر ارداة النضال والمقاومة لدى ابناء الشعب الفلسطيني ولقد ارتبط اسمه منذ افتتاحه عام 1988 بالانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وقد أنشأ الجيش الإسرائيلي في مارس/ آذار 1988 هذا المعسكر الذي يقع في صحراء النقب قرب الحدود المصرية، لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الفلسطينيين الذين اعتقلهم في الضفة الغربية وقطاع غزة مع اندلاع الانتفاضة الأولى (1987-1994).
ولم تلبث إسرائيل التي أغلقت المعتقل عام 1996 في أعقاب قيام السلطة الوطنية الفلسطينية ، أن أعادت فتحه في أبريل/ نيسان 2002 لاستيعاب آلاف الفلسطينيين الذين اعتقلتهم لمشاركتهم في الانتفاضة الثانية التي اندلعت عام 2000.
ونقل الإشراف على السجن من سيطرة الجيش الإسرائيلي إلى مصلحة السجون في عام 2006.
2200 أسير في النقب واستنادا إلى احصائيات نادي الاسير فإن إسرائيل تحتجز حاليا قرابة 2200 أسير في النقب (كتسيعوت) من أصل سبعة الاف وخمسمائة معتقل تعتقلهم في سجونها ومعتقلاتها المختلقة.
وحسب إحصائيات نادي الاسير فإن نحو 120 ألف معتقل فلسطيني دخلوا سجن النقب بين عامي 1988 و1996. ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل اعتقلت أكثر من 700 ألف شخص في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ احتلالهما عام 1967.
ظروف انسانية صعبة
يقول الاسير المحرر أشرف شديد والذي قضى اربع سنوات في الاعتقال الاداري:" الاكل قليل جدا والماء غير نقي ومتسخ والاسرة متعبة في النوم ولايوجد ملابس بسبب منع ادخالها من قبل ادارة السجن وقائمة الممنوعات كثيرة جدا وعلاج المرضى فقط حبة الاكامول السحرية لعلاج كافة انواع الامراض واقتحامات يومية لكافة الاقسام تحت حجج امنية واهية الهدف منها زعزعة الاستقرار بين الاسرى اضافة الى ذلك الجو الصحراوي القاتيل وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير لتحرق اجساد الاسرى وهو يتقلبون على ظهر هذه الصحراء القاحلة أما في فصل الشتاء فجو الصحراء معروف حيث تنخفض درجة الحرارة ليلا وتكون برودة قاتلة في ظل نقص كبير في الاغطية بسبب منع ادخالها من قبل ادارة السجون".
الاهمال الطبي وراء استشهاد خمسة اسرى
وبسبب سياسة الاهمال الطبي ( الموت البطيء ) التي تنفذه مديرية السجون ضمن خطة حكومية اجرامية والهدف منها اعدام الاسرى فهناك ستة من الاسرى استشهدوا بسبب سياسة الاهمال الطبي وفارقت ارواحهم سجن النقب وهم ينتظرون ان يقدم لهم العلاج وهم محمد صالح حسن الريفي مواليد 1933 ، من سكان مدينة غزة استشهد بتاريخ 10/8/1989م وحسام سليم هاني قرعان مواليد 1966 وهو من قلقيلية واستشهد بتاريخ 28/8/1990م أحمد ابراهيم بركات من مواليد 1966 وسكان مخيم عين الماء القريب من نابلس واستشهد بتاريخ 5/5/1992م و أيمن ابراهيم برهوم من مواليد 1969 وسكان رفح واستشهد بتاريخ 27/1/1993م وجواد عادل عبد العزيز ابو مغصيب مواليد 1987من دير البلح بغزة واستشهد بتاريخ 28/7/2005 وجمال حسن عبد الله السراحين مواليد 1970 بلدة بيت أولا –شمال الخليل واستشهد بتاريخ 16/1/2007.
يقول قدورة فارس ان استشهاد تسعة أسرى منذ افتتاح هذا المعتقل الرهيب مدعاة حقيقية لكافة مؤسسات حقوق الانسان و الصليب الاحمر الدولي وكافة مؤسسات التحرك بشكل حقيقي وفاعل لاغلاق هذا المعتقل الاجرامي الذي يتعرض فيه الاسرى لسياسة عزل جماعي في صحراء معزولة عن البشر .
وطالب لجنة حقوق الانسان في الاممالمتحدة اتخاذ قرار حقيقي وارسال لجنة حقوقية لزيارة هذا المعتقل لكشف الجريمة التي ترتكب بحق المئات هناك في هذه الصحراء القاتلة.