الدوحة: قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل إن الحركة لم تعرض أي هدنة على إسرائيل، وإن مصر هي التي تسعى للتوصل إليها بين الطرفين، وأكد أن الجهود المصرية في هذا الموضوع تجري بعلم الإدارة الأميركية وبموافقتها سواء اعتُبرت موافقة ضمنية أو صريحة، مضيفا ليست حماس هي التي عرضت التهدئة حتى تقبلها إسرائيل أو ترفضها. وأشار مشعل في لقاء مع فضائية "الجزيرة" الإخبارية إلى أن الرفض الإسرائيلي للهدنة هو بمثابة قذف للكرة في وجه مصر صاحبة المبادرة ، وعندئذ يحق للحركة الدفاع عن الشعب الفلسطيني بالطريقة التي تجدها مناسبة. وصرح مشعل بأن حماس وافقت على التعامل مع الجهود المصرية الساعية إلى تهدئة تبدأ بغزة وتمتد لاحقا إلى الضفة بشرط أن تكون متبادلة ومتزامنة وأن يتوقف في ظلها العدوان الصهيوني بشكل كامل وأن تتضمن رفع الحصار عن القطاع وفتح جميع المعابر، بما فيها معبر رفح الحدودي مع مصر. وأضاف أن هذا العرض بالتهدئة "جاء بعد فشل المحاولات الإسرائيلية لاجتياح قطاع غزة وفي ظل انكسار الهجمة الإسرائيلية العدوانية على شعبنا، وفي زمن يمر فيه الفلسطينيون بمرحلة صعبة ودقيقة مفتوحة على كل الاحتمالات ميدانيا وسياسيا. وأوضح رئيس المكتب السياسي لحماس أن الحركة تشترط أن تكون الهدنة مع إسرائيل في إطار توافق فلسطيني وباتفاق بين كل الفصائل الفلسطينية. وقال "طلبنا من الإخوة في مصر أن يجيبونا بوثيقة مكتوبة تتضمن التزامات واضحة ومحددة من الاحتلال الإسرائيلي على موضوع هذه التهدئة، وسنحكم على أي اتفاق في ضوء برنامج الوفاق الوطني الفلسطيني. وأشار مشعل إلى أن حماس تجاوبت مع الجهود المصرية من موقع قوة وليس من موقع ضعف، ونحن في انتظار أن يضعونا في صورة الموقف الإسرائيلي الرسمي وبناء عليه سنعلن موقفنا. وحذر مشعل في الوقت نفسه من قرب انفجار الشعب الفلسطيني بسبب استمرار الحصار، مؤكدا أن الانفجار سيكون في وجه كل من قام بدعم إسرائيل في حصارها للشعب الفلسطيني الأعزل ، متوعدا بالمفاجات . وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كانت للرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر مساهمة في موضوع هذه الهدنة، قال مشعل إن كارتر عرض فقط وقف صواريخ المقاومة الفلسطينية من غزة لمدة 30 يوما "مبادرة من طرف واحد لعل ذلك يجعل إسرائيل توقف عدوانها على الشعب الفلسيطيني". وأضاف "رفضنا هذا العرض وقلنا إن الإخوة في مصر يسعون في تهدئة متبادلة"، مشيرا إلى أن حماس أعلنت تهدئة من طرف واحد عدة مرات لكن دون جدوى. وبخصوص احتمال التفاوض مع سوريا والانسحاب الإسرائيلي من الجولان مقابل السلام والتطبيع مع إسرائيل، ومدى تأثير أي تقدم في هذا الموضوع على حماس وقيادتها في الخارج، قال مشعل إنها ستكون "تأثيرات محدودة" لأن "نضال الشعب الفلسطيني هو أساسا في الداخل". واعتبر أن "إسرائيل ليست جادة في عرضها للانسحاب من الجولان"، مشيرا إلى أن استطلاعات رأي حديثة تظهر أن أغلبية الإسرائيليين يرفضون الانسحاب من الجولان. وفي موضوع صفقة تبادل الأسرى ومصير الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، قال مشعل إن هذه الصفقة مؤجلة لاعتبارات سياسية، مؤكدا أنه لا جديد في الموضوع بسبب ما أسماه "التعنت الإسرائيلي". واستطرد مشعل "استنتجنا أن هناك أطرافا في المنطقة لا تريد أن تتم هذه الصفقة حتى لا تفرج إسرائيل عن الوزراء المنتمين لحماس وكي لا يتغير المسار السياسي الفلسطيني ولا يتأثر المسار التفاوضي الذي يسير فيه الرئيس محمود عباس".