أطلقت الوكالة اليهودية حملة إعلامية واسعة من أجل حشد الدعم الدولي لإسرائيل وحربها الجارية ضد المقاومة الفلسطينية، وذلك بعد انتشار مخاوف من وصول عمليات المقاومة إلى أهداف حيوية داخل العمق الإسرائيلي والتي فجرتها العملية الفدائية التي استهدفت مدرسة يهودية متخصصة في تخريج الحاخامات شديدي التطرف الخميس الماضي. ووفق ما نشرته جريدة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم الأحد، فإن الحملة ستشمل قيام مئات من أفراد الوكالة اليهودية والمنظمة الصهيونية العالمية، التي تشارك أيضا في تنظيم الحملة، باستقبال مئات من الصور والأخبار عن عملية القدس وغيرها من عمليات المقاومة ضد أهداف إسرائيلية؛ لتوثيقها وتوزيعها على المنظمات الداعمة لإسرائيل لبثها في جميع أنحاء العالم. وتهدف الحملة، بحسب هآرتس، إلى مواجهة التعاطف الذي اكتسبه الشعب الفلسطيني جراء عملية "الشتاء الساخن" الإسرائيلية، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 120 فلسطينيا، وجرح عشرات آخرين في الفترة من 28-2 إلى 3-3-2008. وكان عملية القدس التي نفذها علاء هشام أبو دهيم، أحد سكان القدسالمحتلة، قد أسفر عن مقتل 8 إسرائيليين، وجرح 35 آخرين، خلال تواجدهم في مدرسة (هاراف) اليهودية والتي تخرج منها كبار زعماء المستوطنين واليمين الإسرائيلي المتطرف، بحسب تقارير إعلامية. يذكر أن الوكالة اليهودية، التي تشكلت في فلسطين عام 1922، تنشط في مجال تنظيم الحملات الدولية الداعمة للقضايا الرئيسية التي تتهم الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ومنها تنشيط الهجرة اليهودية إلى إسرائيل، وتأليب الرأي العالم العالمي على كافة حركات المقاومة العربية والإسلامية المناهضة لإسرائيل، وردع الشخصيات الأجنبية المؤيدة للحقوق العربية بوصمها بتهمة معاداة السامية. حملات متواصلة وعلى صعيد متصل، كانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد دشنت حملة دولية أخرى قبل أسابيع؛ لجذب الأنظار إلى ما تصفه ب"معاناة" أطفال مستوطنة "سديروت" المجاورة لقطاع غزة بسبب الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية على المستوطنة؛ ردا على الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع. وعن الهدف من الحملة التي تركز على مجال الإعلام والعلاقات العامة تحت عنوان "فلتحيا سديروت" قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية إنها محاولة لجذب الأنظار إلى سديروت في مواجهة ما عكسته تغطية وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية من تعاطف حول العالم مع نحو 1.5 مليون فلسطيني، هم سكان غزة، جراء معاناتهم من الحصار الإسرائيلي. يشار إلى أن عدد الشهداء الفلسطينيين جراء الاعتداءات الإسرائيلية وصل في عام 2007 إلى 454 شهيدا بالإضافة إلى أكثر من 4 آلاف جريح، وذلك في مقابل مقتل مستوطنة إسرائيلية وحيدة نهاية عام 2006 في قصف صاروخي لسديروت، بحسب مصادر فلسطينية وإسرائيلية حقوقية. وفصلت "يديعوت أحرنوت" بعض عناصر الحملة، ومنها إيفاد وفد من 10 فتيان إسرائيليين من سكان سديروت إلى مدينة لوس أنجلوس لشرح "معاناتهم" ومناقشة قضيتهم مع طلاب المدارس، وفي داخل التجمعات مثل مدينة "ديزني لاند" الشهيرة للألعاب والأستوديوهات العالمية، وذلك بدعم مالي من "نادي القيادة الإسرائيلية" في لوس أنجلوس. وفي وقت سابق، أعلنت اللجنة الأمريكية اليهودية، مقرها واشنطن، إعادة فتح ما أسمته "صندوق المساعدة الطارئة لإسرائيل"، بهدف جمع تبرعات من يهود العالم لدعم سكان مدينة سديروت الإسرائيلية في مواجهة صواريخ المقاومة وكانت اللجنة قد أسست الصندوق إبان العدوان الإسرائيلي على لبنان؛ دعما للقتلى والجرحى الإسرائيليين الذين سقطوا بصواريخ حزب الله على شمال إسرائيل.