جهات عربية وإسلامية تشتري للفلسطينيين عقارات بالقدس محيط وكالات القدسالمحتلة : يبدو أن الصراع "العربي الإسرائيلي" سيتخذ منحى جديداً في الفترة القادمة, بعد مزاعم إسرائيل بأن هناك معركة حقيقية على العقارات بالقدس، وأن جهات عربية وإسلامية تمول امتلاك الفلسطينيين شقق وأراضي بالقدس، كرد على نشاط الجمعيات الاستيطانية اليهودية التى تعمل على تهويد المدينةالمحتلة. وفي المقابل قوبلت هذه المزاعم بالنفي التام من الجانب الفلسطيني، واعتبرت أنها تأتي بهدف استغلالها لتوفير المزيد من الموارد المالية للمستوطنين لتوسيع رقعة الاستيطان بالقدس، من خلال استنفار المتمولين اليهود ودفعهم إلى تقديم الموارد المالية من أجل توسيع شرائهم للأراضي لمواجهة شراء العرب. جماعات يهودية وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه بعد سنوات عملت فيها جمعيات يهودية بتمويل من أصحاب رؤوس الأموال على تهويد مبان وأراض بالقدسالشرقية، ظهر في الفترة الأخيرة هيئات إسلامية بدعم من أصحاب رؤوس الأموال بالخليج، وهيئات مسيحية رأسمالية مرتبطة بالكنيسة. وأشارت الصحيفة إلى أن فلسطينيين أغنياء من الضفة الغربية، وبمساعدة أموال النفط من السعودية ودول الخليج، يحاولون شراء بيوت كثيرة وأراض بالقدسالشرقية، وخاصة البلدة القديمة، وذلك من أجل إبعاد الجمعيات اليهودية إلى خارج المدينة، وخاصة تلك التي تعمل بتمويل الملياردير اليهودي الأمريكي أروين موسكوفيتش. وأوضحت أن الجهات العربية تدفع أسعارا تزيد بضعفين أو ثلاثة أضعاف السعر الذي تعرضه الجمعيات اليهودية, وتذكر في هذا السياق المليونير النابلسي منيب المصري كما تدعي أن دولا إسلامية، بالإضافة إلى مصارف إسلامية، وحتى جمعيات مرتبطة بحركة حماس، تقدم تمويلا أيضا من خلال قروض سكنية بشروط مريحة. قروض مالية وأوضحت الصحيفة أنه في الآونة الأخيرة جددت "لجنة المساكن" التابعة لبيت الشرق نشاطها مؤخرا، وتعمل على تقديم قروض ومساعدات مالية لمن يقوم بشراء وترميم شقق في البلدة العتيقة, كما تمكنت شركات العربية من امتلاك 12 شقة سكنية في البلدة القديمة, وهناك صفقة تنتهي قريبا يتم فيها امتلاك 4 شقق سكنية في الربع الإسلامي، كانت تسعى الجمعيات اليهودية لامتلاكها. كما أمتلكت الشركات المذكورة شققا في بيت حنينا وشعفاط، وقطعة أرض كبيرة في جبل الزيتون/ الطور، بالإضافة إلى قطعة أرض تصل مساحتها إلى 20 دونما في منطقة قرية شرفات جنوبالقدس، حيث سيتم بناء حي فلسطيني جديد بين مستوطنة غيلو والقطمون. وزعمت بأن تركيا تساعد في عملية الامتلاك، وذلك من خلال منع وصول الجمعيات اليهودية إلى أرشيف تسجيل الأراضي العثماني لمنعها من محاولة إثبات الملكية اليهودية على البيوت والأراضي بالمنطقة, مشيرةً الى أن الجمعيات اليهودية سجلت "نجاحات كثيرة" في السنوات الأخيرة، وعلى سبيل المثال في قرية سلون، حيث قامت جمعيتا "عطيرت كوهانيم" و"إلعاد" بشراء أملاك كثيرة. دعم أمريكي وفي هذا السياق، تشير الصحيفة إلى أن أرييه كينج الناشط اليميني المقرب من الملياردير اليهودي الأمريكي موسكوفيتش، قام في الشهور الأخيرة بتشكيل جمعية جديدة تدعى "الصندوق لأراضي إسرائيل"، تهدف إلى محاولة شراء المزيد من الشقق والأملاك في القدس, زاعماً بأن الفلسطينيين يضخون عشرات ملايين الدولارات في القدسالشرقية. وقال راسم عبيدات، رئيس اللجنة الثقافية بالمؤتمر الوطني الشعبي المقدسي، إن هناك قصورا واضحا من قبل الجهات الرسمية الفلسطينية، فيما يتعلق بمدينة القدس، والتي تتعرض لحملة تهويد وأسرلة منظمة وممنهجة، وكان آخرها الاستيلاء على 11 منزلا في بلدة سلوان، من قبل الجمعية الاستيطانية "عطيرت كوهانيم". وأضاف أن هناك حملة استيطانية مكثفة وواسعة في داخل البلدة القديمة والقرى العربية المحيطة بالقدس؛ سلوان والمكبر وأبو ديس والشيخ جراح, كما أن هناك عمليات حفر وشق أنفاق وطرقات لربط الأحياء الاستيطانية في القدسالشرقية مع بعضها البعض من أجل إحكام السيطرة على المدينة وإخراجها من أية مفاوضات مستقبلية. نفي فلسطيني وأشار الى أن ما يشاع عن دعم عربي وإسلامي ليس له أي سند حقيقي على الأرض, نافياً أن يكون بيت الشرق قد جدد نشاطه، وذلك في أعقاب تجديد إغلاقه قبل أسبوع لمدة عام آخر , وأوضح أن إسرائيل تمنع أية نشاطات حتى في المؤسسات التي نصت عليها اتفاقات أوسلو بمنطقة القدس، مثل بيت الشرق والغرفة التجارية ونادي الأسير والمنظمات الشعبية. وأكد المحلل السياسي يونس العموري عدم صحة ما تدعيه السلطات الإسرائيلية، والتي وردت بتقرير "يديعوت أحرونوت"، حول أموال الدعم العربية والإسلامية، والتي زعمت أنها تتدفق على القدس,وقال:" برأيي إن هذا الزعم إنما يهدف إلى إشعار الرأي العام الإسرائيلي أولا أن ثمة خطوة على القدس وذلك لحثهم على استنهاض همتهم، وثانيا يصور للرأي العام العربي والفلسطيني وكأن هناك فعلا أموالا عربية وإسلامية تأتي إلى القدس ولا تصرف بهذا الاتجاه، وهو أمر غير صحيح". مبالغات إسرائيلية ومن جهته قال مدير دائرة الخرائط ببيت الشرق خليل التفكجي إن ما تدعيه صحيفة "يديعوت أحرونوت" بشأن رؤوس أموال عربية وإسلامية هو مبالغ فيه، و"نتمنى أن يكون صحيحا", مضيفاً أنه مقابل المليارات التي تصرف من قبل إسرائيل على الاستيطان، فإن العالمين العربي والإسلامي لا يتبرعان سوى ببضعة ملايين, كما أشار إلى أن هناك فعلا مستثمرين فلسطينيين، ولكن ذلك لم يصل بعد إلى المستوى المرجو. وأعتبر التفكجي ما نشرته الصحيفة بأنه سيصار إلى استغلاله لتوفير المزيد من الميزانيات لتوسيع رقعة الاستيطان والتهويد في المدينة، بحجة أن هناك مستثمرين عربا بدأوا يدخلون المدينة, لافتاً الى محطتين, الأولى في عام 2010، والثانية 2020, وقال إنه في المحطة الأولى يوجد انتخابات إسرائيلية، ونظرا لكون القدس والاستيطان محط إجماع إسرائيلي، فإن أولمرت يريد أن يذهب إلى الانتخابات القادمة بورقة نجاحه في القدس والاستيطان. قضية القدس وأضاف التفكجي:" 2020 هو العام الذي يفترض أن ينجز فيه مشروع إنهاء قضية القدس, وهذا المشروع وضعه أولمرت في العام 1994، عندما كان يشغل منصب رئيس بلدية القدس، ونشر عنه للمرة الأولى في العام 2000. ويتحدث بوضوح عن أن القدس أحادية القومية، بمعنى أغلبية يهودية وأقلية عربية، وهي عاصمة إسرائيل الأبدية، بالإضافة إلى مواصلة عملية التهويد والتطهير العرقي للبلدة القديمة، وتعميق الاستيطان من خلال تخصيص المليارات من الدولارات". كما لفت إلى أن ما يحصل على الأرض لا يبشر بالخير، مشيرا على سبيل المثال إلى ارتفاع عدد المستوطنين في داخل القدسالشرقية وحدها من صفر في العام 1967، إلى 191 ألف مستوطن، وكذلك تواصل عملية السيطرة على البيوت بمختلف القوانين, كما يؤكد أنه في سلون وحتى العام 1992 لم يكن هناك أي مستوطن، أما الآن فيصل عدد البؤر الاستيطانية فيها إلى 25 بؤرة.