أعلن الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " إيسيسكو " أن " الإعلان الإسلامي حول الحقوق الثقافية " الذي اعتمده المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة، هو وثيقة ٌ ثقافية تنظيمية تأسيسية في غاية الأهمية؛ لأنه يرسم معالم الطريق أمام الدول الأعضاء لتعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي، ويحدد لها الآليات لتطويرها، ويشكل إطارًا واسعًا وملائمًا للنهوض بالفعل الثقافي على جميع المستويات، الذي يساهم بنصيب وافر في دعم التنمية الشاملة المستدامة. وأضاف قائلا ً في الجلسة الختامية للمؤتمر التي عقدت زوال اليوم في المدينةالمنورة، إن هذا الإعلان جاء في الوقت المناسب، ليعطي الانطلاقة لتطوير التعاون الإسلامي في مجال تعزيز الحقوق الثقافية التي هي من حقوق الإنسان التي تعود في أصولها إلى ما جاء به الإسلام الحنيف من أحكام شرعية، ومبادئ أخلاقية، وتعاليم سامية تحضّ على احترام كرامة الإنسان وصيانة حقوقه كافة. كما ذكر أن النجاح الذي تحقق للمؤتمر سيظل محدودًا ما لم يقم كل عضو من أعضاء المؤتمر، بواجب تقديم القرارات الصادرة عنه إلى الجهة المختصة في حكومة بلده، وبالعمل على ترويج النتائج المحصل عليها، وحث المسؤولين في الحكومة القائمين على الشؤون الثقافية، على تعزيز هذه الحقوق في القطاعات الوزارية والسياسات العمومية والتشريعات الوطنية، ونشر الوعي الثقافي الذي يؤكد على دور الحقوق الثقافية في تعزيز الحوار الوطني ودعم السلم الأهلي. وأكد أن اعتماد الخطة التنفيذية لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات : المنجزات والآفاق المستقبلية في المؤتمر، من شأنه أن يعزز العمل الإسلامي المشترك في مجال الحوار الإنساني على جميع المستويات، من أجل تقديم رؤية الحضارة الإسلامية إلى العالم كله، في مسعى حميد من أجل نشر الأمن والسلام في العالم. وقال الدكتور عبد العزيز التويجري: « لقد كان للدعم الذي قدمته المملكة العربية السعودية للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة باستضافة هذا المؤتمر، وللرعاية السامية التي حظي بها من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، كان لذلك كله التأثيرُ الفاعل في إنجاح المؤتمر والخروج منه بهذه الحصيلة الطيبة من القرارات التي تعدّ في حقيقة الأمر، من إنجازات الإيسيسكو التي نفخر بها جميعًًا، والتي تضاف إلى سجل الإنجازات التي حققتها المنظمة من عقد مؤتمراتها هنا في المملكة العربية السعودية؛ من دورتين للمؤتمر العام، وإلى دورتين للمؤتمر الإسلامي لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي، ودورتين للمؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة». واستطرد قائلا ً: « ليس هذا بغريب على المملكة العربية السعودية التي تحتضن المنظمة الأم منظمة التعاون الإسلامي، والتي ترعى العملَ الإسلاميَّ المشترك في مجالاته كافة وعبر قنواته المتعددة، وتسعى دومًا، وفي جميع المواقف وفي مختلف المناسبات، لتقوية التضامن الإسلامي، وتعمل بدون انقطاع، من أجل الدفاع عن المصالح العليا للعالم الإسلامي، ولحماية حقوق الأمة الإسلامية في الحياة الحرة الكريمة، في ظل السيادة الكاملة والاستقلال الوطني والقوة والمنعة للدول الأعضاء». كما أشار المدير العام للإيسيسكو إلى أن الجهود التي بذلها أعضاء المؤتمر، كان لها الأثرُ القويُّ في الوصول إلى النتائج الإيجابية التي انتهى إليها، والتي تتمثل في القرارات التي اعتمدها. وقال أيضًا : « لقد كان لرئاسة المؤتمر، بما تمتعت به من حصافة وكياسة وحسن التسيير، الأثرُ الذي ساهم في تمهيد السبيل أمام المؤتمر لإنجاز المهام المدرجة في جدول الأعمال، ولإغناء رصيد المؤتمر بإنجازات متميزة لا تزال تَتَرَاكَمُ دورة ً في إثر دورة، على النحو الذي يجعل من العمل الإسلامي الثقافي المشترك، رافعة ً للتقدم في هذا المضمار، ودافعة ً لمواصلة العمل في هذا المجال الذي لابد أن نعترف أنه أحد أكثر مجالات العمل الإسلامي المشترك حيوية ً وأهمية». وكان الدكتور عبد العزيز التويجري قد استهل كلمته بقوله إن المؤتمر نجح بفضل من الله تعالى وبتوفيقه، ثم بتضافر جهود أعضائه، في تحقيق الأهداف التي رسمناها له، فكان من المؤتمرات ذات النتائج المهمّة التي تعزّز العمل الإسلامي المشترك، الذي ننهض به في نطاق الاختصاصات التي تعمل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في إطارها.