- قاسم عليوة لم يمهله القدر ليتم مذكراته - يوسف يدعو لإعادة طباعة رسائل الراحل لأدباء العرب نجل عليوة : نزيف المخ جاء لأبي بعد مجهوده في الحشد للدستور أعلن الشاعر والناقد شعبان يوسف عن إقامة حفل تأبين للأديب الكبير الراحل قاسم مسعد عليوة بالمقهى الثقافي في معرض القاهرة الدولي للكتاب يوم الجمعة 31 يناير المقبل، تحت عنوان "مساحة مفعمة برائحة الوطن". وقال يوسف في تصريحات خاصة ل"محيط" أن الراحل كان أحد كبار الأدباء الذين صنعوا لأنفسهم مكانة شبه أسطورية خارج القاهرة، فقد استطاع أن يكسر مركزية القاهرة بدأبه الشديد وكتاباته الحية، منذ مؤتمر أقيم في أحد أقاليم القاهرة عام 1969 وهو يشغل مكانة مهمة، شارك في حربي 1967، 1973 وظل على يسار السلطة طوال الوقت. في ديسمبر 74 ويناير 75 قبض عليه هو ومجموعة من الأدباء مثل الشاعر محمد يوسف، وأبو العلا السلاموني وغيرهم لأنهم كانوا بصدد معالجة مسرحية "هوجة عرابي" للسلاموني، وتم القبض على قاسم مسعد عليوة وهو لا يزال "عريساً" في أسبوع زواجه الأول، وهذا لأن عليوة يعتبر رأس حربة في بور سعيد وكتاباته عن الحرب 67 و 73 تعد أهم كتابة عن الحرب بشكل مطلق، لا أحد يضاهيه، لأنه شارك في الحربين فكتب عنهما بشكل واقعي وحقيقي. ويؤكد شعبان أن المؤتمرات كثيراً ما جمعته بصديق عمره الراحل، يقول: كان الراحل يحرص على إقامة أمسيات ثقافية لاكتشاف المواهب الشابة الجديدة على هامش المؤتمرات، وكثير من الشعراء يدينون له بالفضل، فقد كان يسهر دائماً لسماع نصوصهم ويوجههم للأفضل. وكان لا يتوانى عن حضور المؤتمرات التي يدعى إليها، وفي المؤتمر الأخير "ثقافة مصر في المواجهة" الذي عقد في أكتوبر الماضي، كانت ورقته حول تفعيل دور الثقافة الجماهيرية، فقد كان مشغولاً بالأداء الثقافي وكيفية استثمار جهاز الثقافة الجماهيرية لتقديم ثقافة أفضل. ولفت شعبان إلى أن الراحل كان أحد ملوك القصة القصيرة، كما كان مهموماً بوطنية بو سعيد ضمن الوطنية المصرية بشكل عام، ويعد أحد علامات بورسعيد المقاتلة، لذلك فأهل المدينة يدينون للراحل بكثير من الأفضال الثقافية التي يقدمها، فلم يكن يتأخرعن ندوات صغيرة أو كبيرة يدعى إليها، كذلك لم يكن يطلب شروط معينة للمكان الذي يتواجد فيه، رغم الأمراض التي تلاحقه إلا لأنه كان يقول دائماً "صحتي بمب". ومن أبرز أعماله المميزة كما يقول الناقد شعبان يوسف مجموعة قصصية بعنوان "إنها الحرب"، كذلك رواية "الغزالة"، وكتابه الذي صدر مؤخراً عن هيئة الكتاب بعنوان" تأريخ ما يستوجب التاريخ" الذي يروي أحداث الثورة في مدينة بورسعيد. وطالب شعبان بنشر كافة أعمال الراحل لأنها جميعها مهمة، وهناك أعمال لم يلق عليها الضوء، فهناك كتابين صدروا في السبعينيات من القرن الماضي في سلسلة "أدب الجماهير" لم يعاد طبعهم بعد، كذلك مراسلاته مع الأدباء أناشد الجميع بتجميعها لتطبع ضمن أعماله الكاملة قريباً، كذلك كان يكتب سيرته الذاتية التي لم يتمها بعد، وكان يحكي لي كثيراً عنها وأنه سعيد بإعادة اكتشاف ذاته من خلالها، لافتاً إلى أنه سيستأذن أسرته في نشر الجزء الذي انتهى الراحل من كتابته. يذكر أن الأديب الكبير قاسم مسعد عليوة رحل اليوم عن عالمنا، وتشيع الجنازة اليوم من مسجد "مريم" في بورسعيد بعد صلاة الظهر. وقد كان ابنه "سميح قاسم عليوة" قد أكد أن والده لنزيف حاد في المخ نتيجة الإجهاد الكبير الذي تعرض له الفترة الماضية نتيجة مشاركته بمؤتمرات واجتماعات وفعاليات يوميا لحشد المواطنين للنزول لاستفتاء الدستور وبذله لكافة المجهودات رغم مرضه الشديد.