مناورات إسرائيلية بالقرب من الضفة تحسبا لفشل أنابوليس محيط - جبريل محمد
عواصم: تحسبا لاحتمال فشل مؤتمر السلام الدولي المزمع عقده في الولاياتالمتحدة نهاية الشهر الجاري، يعتزم جيش الاحتلال الإسرائيلي إجراء مناورات لمواجهة اندلاع اية موجة محتملة من اعمال العنف في الضفة الغربية والقطاع.
وقال ناطق عسكرى اسرائيلى ان الجيش سيبدأ التدريبات فى 18 تشرين الثاني/ نوفمبر للاستعداد بشكل افضل لمواجهة اية احتمالات، وتجرى المناورات قبل وقت قصير من انعقاد مؤتمر السلام الدولى فى انابوليس بولاية ميريلاند.
وجاء أن قيادة المركز العسكرية لم تجر مناورات واسعة النطاق بهذا الشكل منذ سنوات، وذلك بعد أن كان قد تم التخطيط لها في تموز/ يوليو من العام الماضي 2006، وتأجل في أعقاب الحرب على لبنان، وقد تم في شهر تموز/يوليو من العام الحالي تحديد الموعد لإجراء المناورات، قبل أن يتقرر موعد عقد مؤتمر أنابولس.
وستجرى خلال المناورات محاكاة وهمية لموجة هجمات يشنها فلسطينيون فى انحاء الضفة الغربية وسط تظاهرات واسعة وتوترات كبيرة فى قطاع غزة وعلى الحدود السورية، ونبهت المصادر الى ان مثل هذه المناورات عادة ما يكون مبالغ فيها ولا تعكس ما يتوقع القادة العسكريون حدوثه على ارض الواقع.
ويامل الزعماء السياسيون فى ان يتمكنوا خلال المؤتمر من احياء عملية السلام المتوقفة منذ عام 2000 عندما انهارت محادثات مماثلة واندلعت انتفاضة جديدة فى الاراضى المحتلة.
توقعات فلسطينية باندلاع حرب
وفي وقت سابق حذر كبير مفاوضى السلطة الوطنية الفلسطينية احمد قريع من ان يؤدي فشل مؤتمر"انابوليس" للسلام الى اندلاع الحرب وتفجر الاوضاع بالمنطقة، واضاف قريع :" اننا نريد الدعم من اسرائيل ليس عبر القبلات وانما بقيامها باخلاء المستوطنات"، موضحا انه فى حالة فشل مؤتمر انابوليس فان الاحباط سيسود وستكون له مما سيؤدي الى انعكاسات سلبية على المنطقة.
وجاءت كلمات قريع خلال لقاءه بنشطاء حزب "ميريتس" اليسارى الاسرائيلى حيث اعتبر قريع ان مفتاح النجاح لمؤتمر القادم يكمن فى التوصل لاتفاقات وتفاهمات تتضمن الجدول الزمنى للمحادثات ومن شأنها ان تكون الاساس لاى اتفاقيات نهائية.
فشل المؤتمر
وفي سياق متصل أكدت مصادر استخباراتية إسرائيلية أن مؤتمر السلام المزمع عقده بالولاياتالمتحدة سيفشل, وحملت السلطة الفلسطينية مسبقا هذا الفشل، "بسبب موقفها الرافض للتنازل عن مطالبها في المؤتمر", زاعمةً أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيضطر إلى الاستقالة بعد المؤتمر مباشرةً.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن المصادر قولها:" إن قادة الجهاز ترى أن العائق الأساسي هو قدرة الفلسطينيين على تطبيق المطلوب منهم في إطار المرحلة الأولى من خارطة الطريق, وبخاصة ما يتعلق بتفكيك البنية التحتية لما تسميه وواشنطن (الإرهاب)". واتهمت الاستخبارات السلطة بأنها تدعي الالتزام بخارطة الطريق وتتنصل من مسئولية إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
وترى أجهزة الاستخبارات أن عباس ينظر إلى مؤتمر "السلام" على أنه الفرصة الأخيرة لإحياء العملية السياسية, لهذا إذا فشل المؤتمر قد يستقيل، وستؤدي استقالته إلى فراغ في القيادة الفلسطينية وتزيد من تأثير حماس، في غياب شخصية مقبولة على حركة فتح لوراثته".
وحسب هآرتس, فإن القيادات المحيطة بعباس منقطعة عن القيادات الميدانية لفتح، ولا تتمكن من فرض سيطرتها على الأجهزة الأمنية، وعلى الأجنحة العسكرية التابعة للحركة وعلى النشطاء السياسيين، وستكون نتيجة ذلك صعوبة تطبيق التزامات السلطة المترتبة على العملية السياسية إذا تقدمت.
ووصف ضباط الاستخبارات حكومة السلطة بأنها:" حكومة دفع مرتبات لموظفي السلطة ولأفراد الأجهزة الأمنية"، وتشير التقديرات الاستخباراتية الاسرائيلية الى أن الفجوات بين إسرائيل والفلسطينيين واسعة جدا في القضايا الأساسية للنزاع "الإسرائيلي- الفلسطيني"، مثل حق العودة والقدس ومطالبة عباس بتعويض كامل ل 6 % من أراضي الضفة، بمعنى حتى المتر الأخير في الكتل الاستيطانية وفي الأحياء اليهودية في القدس. وتوجد فجوات أيضا في مواضيع اقل مصيرية مثل طبيعة عمل قوات الأمن الفلسطينية بعد المؤتمر، حيث يطالب الفلسطينيون بنقل المسؤولية الأمنية الكاملة إليهم على المدن في الضفة.
وتناول مسؤولو "اليمين الاسرائيلي" لقاء أنابولس بشكل ساخر تفاوت بين وصفه ب"الوباء والبعوضة", وقال عضو الكنيست إسرائيل حسون إن المؤتمر المزمع عقده يثير لديه الأعراض ذاتها التي تثيرها بعوضة انوفوليس ناقلة وباء الملاريا، وهي "الهلوسة والرعشة والحمى", كما قال زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو أن أولمرت يريد عقد سلام مع شريك وهمي في عالم وهمي للسلام, وشكك آخرون بامكانية نجاح عباس في الالتزام بأي نتائج ما دام لا يسيطر على قطاع غزة، مع امكان فقدان سلطته في الضفة.
يوم واحد
ومن جانبها قالتا اذاعة الجيش الاسرائيلي:" أن مؤتمر السلام في انابوليس قد لا يستمر أكثر من يوم واحد"، وقال مسئول اسرائيلي:" ان الاجتماع سيعقد في 27 نوفمبر /تشرين الثاني وينتهي بعد يوم واحد من النقاشات فقط.
وكان مسؤول فلسطيني أعلن الاثنين:" أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الخاصة بالتحضير لاجتماع انابوليس وصلت إلى حافة المأزق وهو ما ينذر بتحول الصعوبات القائمة إلى أزمة بين الطرفين، ومن الصعب التوصل إلى وثيقة مشتركة في مثل هذه الأجواء".
ومن جانبه قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات: "ان المفاوضات تشهد صعوبات جدية ولم نبدأ حتى الآن صياغة الوثيقة"، يذكر ان فريق التفاوض الاسرائيلي الفلسطيني يعكف على صياغة وثيقة ترسم حدود تسوية قبل الاجتماع الدولي ومن المفترض ان تتطرق الوثيقة للقضايا الرئيسية للنزاع وهي الحدود والدولة الفلسطينية ومصير اللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات اليهودية والقدس.