انتهى اللقاء الذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في القدسالمحتلة الجمعة دون أن يحقق أي تقدم على صعيد إيجاد نقاط تفاهم مشتركة تمهيدا لاجتماع الخريف المنوي عقده في مدينة أنابوليس بالولاياتالمتحدة وانطلقت المباحثات بين الجانبين في مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي في القدسالمحتلة بحضور رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض أحمد قريع ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني. و تناولت الجلسة العديد من القضايا الراهنة ومنها مسألة الأسرى الفلسطينيين في سجن النقب وموافقة الحكومة الإسرائيلية على تقليص إمدادات الكهرباء إلى قطاع غزة وتشديد الإجراءات الأمنية على المعابر والحواجز.وطرح الجانب الإسرائيلي في اللقاء مسألة العملية الأخيرة التي وقعت بالقرب من مستوطنة أرئيل في الضفة الغربية وما تردد عن محاولة لاغتيال أولمرت في يونيو/حزيران الماضي في أريحا كانت تخطط لتنفيذها مجموعة تابعة لحركة فتح المقربة من محمود عباس حسب المزاعم الإسرائيلية. وبحثت الجلسة المغلقة مضمون الوثيقة المشتركة التي سيقدمها الجانبان بخصوص عملية السلام في اجتماع أنابوليس، موضحا أن اللقاء، بحسب ما تسرب منه للإعلام، لم يتضمن ما يؤشر على تحقيق تقدم ما على هذا الصعيد.و كانت نقطة الخلاف الرئيسية تمثلت في الرفض الإسرائيلي لأي تفاهم مع الفلسطينيين ما لم يتم تطبيق الالتزامات المنصوص عليها في خارطة الطريق وتحديدا ما يتعلق منها بمطالبة السلطة الوطنية الفلسطينية بتفكيك "البنى التحتية للإرهاب"والمقصود بها منظمات المقاومة الفلسطينية المسلحة.فيما يرى الجانب الفلسطيني أنه نفذ كل ما ورد في خارطة الطريق دون استثناء وأنه حان الوقت لكي تنفذ إسرائيل تعهداتها بشأن عملية السلام. وكان عباس واولمرت كلفا فريقي التفاوض اعداد وثيقة مشتركة بشأن اطر تسوية النزاع الفلسطيني الاسرائيلي لعرضها على الاجتماع الدولي المقرر قبل نهاية 2007 في انابوليس قرب واشنطن.ويتوقع ان تشكل هذه الوثيقة اساسا لمفاوضات حول اتفاق سلام تلي الاجتماع الدولي حول الشرق الاوسط الذي ترعاه الولاياتالمتحدة. وستتناول الوثيقة قضايا النزاع الرئيسية اي حدود الدولة الفلسطينية المقبلة ومصير اللاجئين الفلسطينيين والاستيطان اليهودي والقدس.واعرب مسؤول اسرائيلى عن اسفه لعدم احراز "تقدم فعلي" خلال المحادثات متهما المفاوضين الفلسطينيين ب"تجاوز المهمة التي كلفوا بها من جانب عباس". واتهم الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة اسرائيل بانها مسؤولة عن "العثرات والصعوبات" التي تعترض اي تقدم.وقال ابو ردينة ان "العثرات والصعوبات التي تعترض طريق المفاوضات سببها رفض الجانب الاسرائيلي الوصول الى وثيقة تحدد اسس الحل النهائي وملفاته المختلفة ومرجعياته والجدول الزمني لتنفيذه".واضاف ان اسرائيل "تصر على بيان او وثيقة غامضة لا تنفذ الى جوهر القضايا المطروحة للتفاوض ومن دون التزام اي جدول زمني".واعتبر ان "الموقف الاسرائيلي لا يساهم في انجاح الاجتماع الدولي المزمع عقده في الخريف المقبل".