تمنى الكاتب الإسرائيلي "موردخاي كيدار" لو امتلك رئيس حكومة بلاده بنيامين نتينياهو إصرار الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري على تحقيق ما يريده، مشيرا إلى أن ذلك الإصرار هو ما جعله ينجح أمام سعي الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري لفرض تنظيم الإخوان المسلمين بمصر. وقال موردخاي، في مقال له بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن الجميع يعي مدى إصرار الولاياتالمتحدة على فرض تنظيم الإخوان المسلمين في مصر وغيرها من الدول التي قد تسمح بذلك، إذ ظهرت معالم خطتها – على حد وصفه – منذ عام ونصف، إلا أن ظهور السيسي الذي صاحبه إجراءات شديدة ضد التنظيم المفضل لدى واشنطن – على حد تعبيره – منع استكمال ذلك المخطط، وحول الإخوان المسلمين من تنظيم سياسي إلى "جماعة إرهابية". وأضاف موردخاي، هناك العديد من الزوايا يمكن أن ينظر من خلالها المرء للإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية ضد تنظيم الإخوان، الذي كان على رأسها الإعلان بأنها "جماعة إرهابية"، إذ من الممكن أن يختلف البعض مع هذا الإعلان، أو قد ينتهج البعض نهجا آخر ليصف الأحداث بمصر على أنها " لا تعبر عن الديمقراطية"، إلا أنه لا أحد يستطيع أن ينكر إصرار الفريق السيسي على إخراج الإخوان المسلمين من المشهد السياسي، مع الاعتراف بأنه يتمتع بعدد غير قليل من ملايين الشعب المصري، حسب قوله. وأوضح الكاتب الإسرائيلي أن السيسي يعلم جيدا رأي الإدارة الأمريكية السلبي تجاه الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية ضد الإخوان، لكنه لا يغير هدفه، مضيفًا قلبي يؤكد لي أن السيسي لا يمانع في استقبال مكالمات من أوباما وكيري، لتخفيف الضغط على الإخوان، لكنه يمضي نحو هدفه دون الاكتراث بما يطالبان به، الأمر الذي لم يأتِ بصعوبة تذكر أمام وضع الرئيس المعزول محمد مرسي في قفص الاتهام والمثول أمام المحكمة. وأردف كيدار بقوله، إنه إذا فرضت المحكمة عقوبات قاسية على مرسي وتنظيم الإخوان المسلمين - وربما حتى عقوبة الإعدام - فإن الحكومة الأمريكية ستصدر إدانة، موضحًا أنه ليس متأكد إذا استجاب السيسي لها حتى وإن كانت مصحوبة بالإجراءات العقابية. ويرى الكاتب الإسرائيلي أن الأحداث في مصر تثبت أن أوباما ومساعديه عاجزين أمام إرادة دول الشرق الأوسط، مؤكدًا أنها نفس طريقة التعامل مع إيران، ومع العراق وسوريا. وأشار كيدار إلى أنه لا يمكن أن تدخل واشنطن في مواجهة مع الحكومات الثابتة لتغيير مواقفها، مؤكدا أن أوباما في نهاية المطاف سيقبل قرارات الأنظمة في الشرق الأوسط، حتى لو كان لا يتفق معها. واختتم الكاتب بقوله أن فلسطين تمثل تهديدا وجوديا لإسرائيل، موضحًا أنه إذا كان نتنياهو عازما على حربه ضد كيري وأوباما كما فعل السيسي، سينجح حتما.