يبدو أن اللبنانيين أصبحوا سواسية أمام الانفجارات التي لم تميز بين طائفة ولاطبقة ، فبعد الانفجارات التي استهدف مناطق الشيعة والسفارة الإيرانية في بيروت مؤخرا، هاهي سيارة مفخخة تستهدف صباح اليوم موكب الوزير اللبناني محمد شطح مستشار رئيس تيار المستقبل سعد الحريري مما أدى إلى مقتل نحو 6 أشخاص وإصابة أكثر من 70 شخصا وفقا للتقديرات الأولية . ووفقا للتقرير الذي أعدته وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الجمعة، بعد أن كانت الانفجارات تستهدف ضاحية بيروت الجنوبية أو طرابلس في الشمال أو مناطق البقاع النائية ، وصلت الانفجارات هذه المرة إلى قلب بيروت التجاري وواحد من أكثر أحيائها رقيا (وسط المدينة التي أعاد رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري أعمارها). ومحمد شطح الذي كان ضحية انفجار اليوم يوصف بأنه رجل الاعتدال داخل قوى 14 آذار وتيار المستقبل ، وأحد أبرز الداعين للحوار مع الآخر. كما يعرف المراقبون أن الرجل يحتل مكانة داخل تيار المستقبل أكبر من تلك التي تظهر في وسائل الإعلام ، فالرجل المقرب جدا من تيار الحريري أحد العقول المهمة داخل تيار المستقبل ولكن لم شغوفا بالإدلاء بالتصريحات النارية ، بقدر ماكان دينامو خلف الكواليس على حد تعبير سامي الجميل منسق حزب الكتائب اللبنانية. وشطح وزير سابق وأكاديمي واقتصادي ناجح ابن لمدينة طرابلس معقل الطائفة السنية في لبنان . نجح في كل المواقع والمهام التي تولاها، وعرف أنه أحد حمائم تيار المستقبل.. ووصفه البعض بأنه باحث عن الحلول. ورغم أنه كان يعرف أنه على قائمة الاغتيالات وفقا لما نقله عنه ابن عمه إلا أنه لم يكن يخضع لحراسة مشددة أو يتجنب التنقل في الأماكن العامة. وهو من من مواليد العام 1951 و شغل منصب مستشار لرئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة ، كما كان سفيراً للبنان لدى الولاياتالمتحدة وحاصل على بكالوريوس في الاقتصاد من الجامعة الامريكية في بيروت عام 1974، ودكتوراه في الاقتصاد من جامعة تكساس في الولاياتالمتحدة. عمل في صندوق النقد الدولي في الولاياتالمتحدة من عام 1983 حتى عام 2005، حيث تبوأ مناصب مختلفة منها مستشار لمجلس ادارة الصندوق عن منطقة الشرق الأوسط ونائب المدير التنفيذي.. واستقال من الصندوق في يونيو من العام 2005 عقب إغتيال الرئيس الحريري. وبعد 3 سنوات عُّن وزيراً للمالية في حكومة رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة في يوليو 2008. كما شغل منصب من عام 1993 حتى عام 1997، منصب نائب حاكم مصرف لبنان. وصباح اليوم كتب شطح تغريدة عبر حسابه على "تويتر": "حزب الله يهول ويضغط ليصل الى ما كان النظام السوري قد فرضه لمدة 15 عام، وهو أن تتخلي الدولة له عن دورها وقرارها السيادي في الأمن والسياسة الخارجية". ثم غادر شطح منزله متوجهاً إلى بيت الوسط في قلب بيروت التجاري الذي أعاد رئيس ووزراء لبنان الراحل رفيق الحريري تعميره للمشاركة في اجتماع لقوى 14 آذار، وبينما كان المجتمعون في بيت الوسط ينتظرون حضوره سمعوا دوّي الانفجار.. ليسود صمتٌ طويل، قطعه نبأ عاجل اغتيال محمد شطح .