تواصلت ردود الأفعال الغاضبة تجاه ما حدث بمدينة بنغازي أمس من اشتباكات بين القوات الخاصة و"أنصار الشريعة الإسلامية" ما أدى إلي سقوط عدد من الجرحى وإصابة العشرات. في السياق ذاته، قال رئيس الحكومة الليبية المؤقتة علي زيدان، إن وجود المجموعات المسلحة داخل أية مدينة أمر مرفوض وأصبح من الماضي ، لافتا أن الجيش والشرطة هما دعامة للدولة الشرعية والقانونية. تحذير و أكد زيدان خلال زيارته لبنغازي على الدعم اللا محدود للمؤسسة العسكرية خاصة قوات الصاعقة، مشيدا بجميع فروع الجيش ببنغازي. وحذر من الاعتداء على قوات الجيش من أي كيان مسلح بالبلاد، داعيا الجيش إلي التعامل مع الخارجين بكل قوة مؤكدا تنفيذ الحكومة قرار 53 القاضي بإخلاء كافة التشكيلات المسلحة من البلاد. الإسلام برئ منه ومن جانبها، أكدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالحكومة المؤقتة، على أن ما يجري في ليبيا من سفك للدماء البريئة وتفجير للمساكن والمركبات والمرافق العامة والخاصة وغير ذلك هو عمل إجرامي والإسلام برئ منه. وأوضحت الوزارة في بيان لها، أنها تابعت الأحداث التي وقعت في مدينة بنغازي وما صاحبها من اشتباكات بين أفراد من قوات الصاعقة وكتيبة أنصار الشريعة وما نشأ عنها من سفك للدماء ونظرا لخطورة هذا الأمر وما يترتب عليه من إزهاق أرواح بريئة وإتلاف أموال معصومة وإخافة للناس وزعزعة لأمنهم واستقرارهم فإنها تؤكد على أن الإسلام حفظ للمسلمين دماءهم وأموالهم وأعراضهم وحرًم انتهاكها. وأضاف البيان، أن هذا البلد المسلم (ليبيا) الذي استطاع أن يقضى على أكبر طاغية وأن يقضى على الظلم والظالمين، قادر على أن يبني دولته وأن يحقق السعادة التي ينشدها وأن تعم المصالحة والإخاء بين أبنائه، أصحاب البلد الواحد والدين الواحد. الحداد وبدوره، أعلن المجلس المحلي في بنغازي الحداد ثلاثة أيام يبدأ من اليوم الثلاثاء، على أرواح ضحايا أحداث بنغازي والدعوة إلى عصيان مدني. وقال نائب رئيس المجلس أحمد بو سنينة في تصريح له، إن المجلس المحلي أعلن عن الحداد والعصيان المدني إلى أن تأتي الحكومة والمؤتمر الوطني العام (البرلمان) وتجد الحلول الجذرية لمشكلة التوتر الأمني في المدينة . وأضاف بو سنينة، أننا طالبنا أعضاء المؤتمر الوطني العام عن مدينة بنغازي بالحضور إلى المدينة والوقوف على الأحداث بشكل مباشر . يشار إلي أن المجلس المحلي بنغازي حمل المؤتمر الوطني والحكومة المؤقتة المسؤولية في سرعة ضبط الأمور بالمدينة. إدانة وأدان المرصد الليبي لحقوق الإنسان، ما حدث في مدينة بنغازي من اشتباكات مسلحة بين القوات الخاصة "الصاعقة" وجماعة أنصار الشريعة. وقال، المرصد في بيان له، إنه" يدين أحداث الاشتباكات بين طرفين احتكما للسلاح وقد غطت عقولهم وأنظارهم غشاوة، فلم يكترثوا للسكان والعائلات والأطفال ، فكانت ساحات الوغى هي الإحياء السكنية وبالتالي تعريض المواطنون للخطر الأكيد غير المحتمل" . وأضاف أن ما حدث أمس، يدين الطرفين مهما كانت الأسباب ومهما كانت درجة الشرعية التي يتكلمون عنها، فهم مدانون، وعلى من يدعي الشرعية أن يمثل أمام جهات التحقيق، مبينا أن قامت الحكومة بدورها الرئيسي وهو استقرار الأمن ومعاقبة كل من يعرض أمن المواطن والدولة للخطر. وحذر البيان من الانجراف وراء تيارات تدعو لعدم التهدئة وتصعيد الموقف باتجاه لا يخدم الصالح العام. استنكار وفي العاصمة الليبية طرابلس، خرج المئات من أهالي وسكان المدينة في تظاهرة تعبيراً عن رفضهم لما شاهدته مدينة بنغازي من اشتباكات مسلحة بين القوات الخاصة المكلفة بحماية المدينة وعناصر جماعة أنصار الشريعة. وطالب المتظاهرون بالإسراع بتطبيق القرار" 53 " الصادر عن المؤتمر الوطني العام والذي يقضي بإخراج كافة التشكيلات المسلحة من المدن وإسناد الأمن بكامله للجيش والشرطة دون غيرهما.. وعبر أهالي وسكان مدينة طرابلس عن وقوفهم ومساندتهم لإخوتهم في مدينة بنغازي. وحمل عضو المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان) محمد التومي أحداث أمس ببنغازي إلي "أنصار الشريعة الإسلامية" لأنها ليست كتيبة رسمية تتبع الجيش، لافتا أنه يجب تنفيذ القرار رقم 53 من قبل كافة الكتائب المسلحة في ليبيا . وأضاف أن ماحدث بطرابلس في منطقة "غرغور"وأحداث أمس ببنغازي يجعل الحكومة تسرع في إجلاء جميع التشكيلات من كافة المدن حتى لا تتأزم الأمور وتتصاعد خلال الفترة المقبلة. واستنكر المجلس المحلي ومجلس الحكماء والشورى ومؤسسات المجتمع المدني لمدينة "الابيار" وضواحيها، الأحداث المؤسفة التي شاهدتها مدينة بنغازي وتسببت في إزهاق أرواح عدد من منتسبي قوات الصاعقة المكلفين بحماية المدينة .