عواصم : اندلعت تظاهرات السبت في ايطاليا وبريطانيا وأستراليا وكندا ونيوزلندا واليابان والصين وبلدان أخرى دعما للاحتجاجات ضد "الإرهاب المالي" الذي تمارسه نيويورك والمدن الأمريكية العملاقة الأخرى . وذكرت وكالة "رويترز" للأنباء أن المشاركين في حركة "استولوا على وول ستريت" قد أعلنوا عن تنظيم فعالية احتجاج واسعة أمس السبت سرعان ما حضت بتأييد أنصارهم ليس في الولاياتالمتحدة فحسب بل وفي مختلف بلدان العالم.
ففي روما خرج عشرات آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في ايطاليا للمشاركة في فعالية الاحتجاج العالمية أمس السبت.
ومن جانبها قامت الشرطة الايطالية بإطلاق الغاز المسيل للدموع واستخدمت مدافع المياه في تفريق المتظاهرين بعد أن أشعل بعضهم النار في سيارات وحطموا واجهات المتاجر والبنوك واشتبکوا مع عناصر الشرطة خلال احتجاجاً على السياسات الاقتصادية العالمية.
وفي بريطانيا منعت أفراد الشرطة ناشطي فعالية الاحتجاج في بريطانيا من الوصول إلى بورصة لندن.
وأفادت إذاعة "بي بي سي" ان مئات من ناشطي حركة "احتلوا بورصة لندن" الذين حملوا شعارات "جولدمن ساتش هو مؤامرة الشيطان" و"لا للتسريحات" و" V يعني انتقام" اعتزموا احتلال ساحة "باتيرنو ستير" التي يقع فيها مبنى البورصة. ولكن أفراد الشرطة قاموا بمحاصرة المنطقة ومنع المتظاهرين من احتلالها. وهو ما جعل المتظاهرون ينظمون مسيرة في أحياء مجاورة لمنطقة البورصة.
ومن جانبه شارك جوليان أسانج مؤسس موقع "ويكيليكس" الالكتروني المشهور في مظاهرة الاحتجاج على النظام الاقتصادي العالمي التي جرت في حي "سيتي" بلندن تحت شعار"احتلوا بورصة لندن". ونشرت شبكات التواصل الالكترونية أنباء أفادت باعتقال اسانج. لكن شرطة لندن نفت تلك المعلومات فيما بعد.
وفى نيوزيلندا قام سكان مدينة اوكلند النيوزلندية الكبرى بالخروج إلى الشوارع وتجمع في ساحة المدينة الرئيسية نحو ثلاثة ألاف شخص وهتفوا بشعارات تحت إيقاع الطبول تعبيرا عن احتجاجهم.
هذا وقد تجمع في سيدني الاسترالية نحو ألفي شخص، بينهم ممثلو مختلف النقابات والسكان الأصليين. وجرت فعالية الاحتجاج عند مبنى بنك الاحتياط الاسترالي. وقال نيك مارسون احد منظمي المظاهرة في مدينة ملبورن الاسترالية حيث شارك في الفعالية ألف شخص:" اعتقد أن الناس يودون ديمقراطية حقيقية". وكانت الاحتجاجات، حسب وسائل الإعلام، سلمية.
ولم تتوقف التظاهرات عند هذا الحد بل انتقلت ضد التباين الاجتماعي التي بدأت في الولاياتالمتحدة في 17 سبتمبر/أيلول إلى كندا. حيث بدأت احتجاجات معادية للشركات في اوتاوا وتورنتو ومونريال وفانكوفير، وغيرها من مدن البلد الكبرى. ولاقت هذه التظاهرات التأييد من قبل نقابة عمال صناعة السيارات ونقابة العاملين في قطاعات الاتصالات والطاقة وصناعة الورق.
كما التقى المتظاهرون في تورنتو عند البورصة المحلية في منطقة بي ستريت. ومنحوا فعاليتهم شعار "احتل بورصة تورنتو!"، على غرار الشعار الأمريكي "احتلوا وول ستريت!".
وفى آسيا تجمع عشرات المتظاهرين في اجتماع خطابي عند مبنى السفارة الأمريكية في عاصمة الفلبين مانيلا. ورفع المشاركون في الفعالية شعارات "الفلبين لا تباع!" و"تسقط الامبريالية الأمريكية!". وتجمع أكثر من 100 شخص في تايبه في تايوان عند ناطحة السحاب حيث مقر البورصة. كما خرج مئات من الأشخاص في مظاهرات الاحتجاج في الصين وكوريا الجنوبية واندونيسيا.
ويشار إلى أن الاحتجاجات في نيويورك بدأت 17 سبتمبر/أيلول الماضي، وأقام المشاركون في الفعالية تحت شعار "احتلوا وول ستريت" مخيما بجوار بورصة نيويورك، والمظاهرات مستمرة حتى الوقت الحاضر.
ويندد المشاركون في هذه المظاهرة بسياسة السلطات والمؤسسات المالية واصفيها "بالإرهاب المالي". وتحمل مظاهرات "المستاءين" طابعا سلميا، وعدد المؤيدين في تزايد.
وقد أعلن المشاركون في فعالية نيويورك أن حركة "استولوا على وول ستريت" ستعرض في 15 أكتوبر/تشرين الأول وحدة الصفوف في أكثر من 950 مدينة في 82 بلدا، وتعلن هذا الاحتجاج يوما عالميا للتضامن ضد جشع وفساد المؤسسات المالية.