أرسل الناقد الأكاديمي البارز الدكتور حسام عقل بيانا يرد من خلاله على هجوم "تيار الثقافة الوطنية" والذي يتقدمه الناقد الأكاديمي د. يسري عبدالله؛ حيث اتهموا هيئة الكتاب بالرجعية والأخونة حين دعت الناقد حسام عقل للمشاركة بإحياء ذكرى طه حسين عميد الأدب العربي. وجاء نص البيان الذي وصلتنا نسخته حصريا : "فوجئت ببيان متهجم قام بتوزيعه على الصحف كيان يسمي نفسه "تيار الثقافة الوطنية"، و فهمت من لغة البيان الركيك، بعباراته المتلعثمة، أن اختيار هيئة الكتاب لي للمشاركة في ندوة "طه حسين روائياً" بمشاركة الروائي الكبير بهاء طاهر، هو في حقيقته اختراق إخواني خطير للمنظومة الثقافية يستوجب تجريدة حربية شاملة لمنع كارثة! و لي على البيان الصبياني المثير للرثاء عدة ملاحظات: أولاً: افتقر البيان إلى فروسية المواجهة أو ملمح الشجاعة الأدبية و الأخلاقية حيث جبن المدبجون للبيان عن التوقيع بأسمائهم و احتمال التبعة الأخلاقية و القانونية و للمرة الأولى يخرج للناس بيان لقيط - سفاحاً- بلا موقعين! ثانياً: خرج البيان ضحلاً، ضيق الأفق، سليط اللغة، عنصري التوجه يكرس بنسق نموذجي كل الأمراض المتوطنة لشريحة من النخبة. و هذه عينة من الألفاظ التي استخدمت في معجم الرفاق: "شماشرجية - الفسدة - الخرفان - التافهون - الكذبة - تلقيح العاهرات - ثقافة السمسرة و البيع و القبض". و لاحظت أن البيان عقر بكلمات لاذعة رموزاً ثقافية تنتمي إلى المربع اليساري و أخرى إلى المربع الليبرالي و ثالثة تنتمي إلى الفكرة الوسطية الإسلامية، و هو ما يعني أن الفيلق (الثقافي الوطني) - كما يسمي نفسه قرر في الخيار الشمشوني اختصام الجميع و رجمهم بلعناته لتبقى ذاته العليا المقدسة - وحدها - تحوز الثقافة و تحتكر الفكر. ثالثاً: خرج البيان محفوزاً بالهوس الإيديولوجي الأسود الذي يصر على صبغ المشهد بلونه. و كان واضحاً أن هناك مرارة من مدبجي البيان المجهولين لأن رموز فيلقهم الكبير لم يتم اختيارها في مواقع بارزة في تشكيلات اللجان الجديدة، و لم يتم استضافتها في ندوات هيئة الكتاب، و لم تتنسم عبق الذيوع الإعلامي على النحو الذي رسمته النرجسية المتورمة! و أقول للسادة الذين دبجوا البيان، بخفة و سذاجة، لقد وصلت رسالتكم بالفعل للرأي العام-فعلياً- بلا أصباغ و لا مساحيق على النحو التالي: "إما أن نشارك في فعاليات الندوات و عضويات اللجان و إلا ففوهة البنادق في الانتظار و فيلقنا جاهز للانقضاض"! فبأي حياء يتحدثون بعد ذلك عن (الارهاب و الترويع) و قد استخدموا أردأ أنواع (العنف الرمزي) كما يسميه "بيير بورديو". رابعاً: تحدث البيان الصبياني عن (تحالف الفساد و الرجعية) دون أن يسوق وقائع، و تحدث عن عدائنا لتراث طه حسين التنويري دون أن يسوق وقائع و ما لا يعلمه الفيلق الهمام أنني شاركت الفنانة التشكيلية الكبيرة زينب منهى مديرة متحف طه حسين السابقة في الإعداد الشامل لثلاثة مواسم ثقافية شهدها المتحف بمشاركة كل رموز الفن و الثقافة و أنني كنت أختار الموضوعات و الضيوف و قد شهد الجميع بنجاح الندوات و الفعاليات التي أدرت- شخصياً - كثيراً منها يوم كان الفيلق (الحنجوري) سابحاً في الغطيط و النوم و لم يقدم هؤلاء شاهداً أو دليلاً على دفاعهم عن تراث طه حسين فضلاً عن معرفته!! ففيم المزائدة الفجة؟! خامساً: لم أزر مقار الإخوان يوماً، و لم يتم اختياري في لجانهم و حقائبهم الوزارية طرفة عين، و لم أنعم بأية مزية قيادية في عهدهم. بل أنهم سارعوا حين طرح اسمي في بعض المواقع الثقافية إلى الرفض الحاسم بعد أن عاتبني بعضهم على عبارتي (آنذاك): "د.هشام قنديل ليس رجل المرحلة" و عاتبني آخرون على مواجهتي لد/ صابر عرب بأكثر من مائة مستند فساد أظهرتها للإعلام. فهل هذه هي (الأخونة) في أعرافكم الكليلة؟! سادساً: يشرع التيار المذكور لديكتاتورية سوداء تصبح المكارثية إلى جوارها حملاً وديعاً إذ تخلو صفحتهم على (الفيس بوك) من أي رأي معارض أو ناصح أو متحفظ فأفكارهم لابد أن تقبل دون مساءلة و تجثم قسراً دون نقاش بل إن (أدمن) الصفحة الهمام فضحهم - بخفة- حين اعترف بأن الصفحة تتعرض لهجوم اللجان الالكترونية بينما الصفحة أمامنا فارغة من أي رأي معارض بما يؤكد أن الرفاق (الليبراليين للغاية) و المحبين للحريات حتى الوله قد حذفوا كل التعليقات المعارضة! فيا له من ولاء ل(طه حسين)؟! سابعاً: اختلفت مع الراحل د.نصر أبو زيد و اختلف معي باحترام دون أن يكفر أحدنا الآخر أو يتهجم عليه و قد وجدت د.نصر الذي عارضته (حال حياته) أكثر تسامحاً من بعض المتمسحين به؟! فهم مطلوب مني (كمثقف) أن أطوف سبعاً حول كتابيه: (مفهوم النص) و (الإمام الشافعي) كما يلمح البيان الهزلي؟! بدا واضحاً في البيان المباحثي و الاستعداد بنهج أمني لا صلة له بالفكر الرصين بما في ذلك جمع مقاطع اليوتيوب للمعارضين و إعداد الملفات الجنائية و صك التهم و تكييفها ببراعة أمنية تستأهل الإعجاب! و تشي بنوع الخبرات التي يتمتع بها التيار؟! و أقول أخيراً لما يسمى بتيار الثقافة و الوطنية الذي يمسك المقرعة للجميع بصلف ماذا قدمتم أنتم للمشهد سوى السخائم و الإقذاع و السم العنصري الزعاف؟! و ليس لدي ظل من شك في أن الموجة الثورية القادمة ستكنس من طريقها حتماً كل الكيانات الكرتونية المتطرفة، حتى و إن توارت خلف واجهة تنويرية مدعاة!!" "الثقافة الوطنية" تدعو لتطهير الوزارة من "جيوب" الإخوان