ذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية أن الصراع السوري يدخل مرحلة التحالفات الجديدة وتشكيل المجموعات المسلحة الضخمة ، مع أنباء عن لقاءات على الحدود التركية لإنشاء أكبر تجمع للمسلحين يكون بديلا عن الائتلاف الوطني السوري والجيش السوري الحر. وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأربعاء: "إن المعلومات الواردة من الشمال السوري تشير إلى أن تشكيلات مسلحة جديدة تبدو في طور الإعداد والتحضير للاندماج، وذلك عبر اجتماعات متتالية تعقد بين قادة كبرى الفصائل الإسلامية وشخصيات سعودية وقطرية تتولى مسالة الدعم والتمويل". ووفقا للصحيفة فقد شهدت مدينة الريحانية على الحدود التركية بالأمس اجتماعاً لهذه الغاية بين "هيئة أركان الجيش الحر" و"قادة الكتائب والألوية". وقال مصدر لدى المسلحين: "إن هذا الاجتماع ليس الأول من نوعه ، حيث سبقته سلسلة لقاءات شملت شخصيات سلفية «جهادية» أو ممولين ، بهدف «تشكيل جيش جديد» يضم أكبر المجموعات ، مثل «لواء التوحيد» و«صقور الشام» و«جيش الإسلام» و«الفرقة الثانية» ليتبعه على الفور إنشاء «مكتب سياسي» يكون بمثابة بديل ل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الذي سبق وأن أعلنت عشرات المجموعات سحب اعترافها به وب «الحكومة الموقتة» التي ينوي تشكيلها". وأوضح المصدر، الذي شارك في بعض هذه الاجتماعات، أن الخلاف الأساسي يدور حول «قيادة الكيان العسكري الجديد» ؛ ما أدى إلى إطالة فترة الاجتماعات. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التطوّر يأتي مع تسارع التحضيرات لمؤتمر «جنيف 2»، وهو ما قد ينظر إليه على أنه محاولة لفرض تغييرات كبيرة قبل موعد الاجتماع ، خاصة أن الفترة الحالية تشهد تقدماً للقوات السورية على جبهات عدة ، أولها حلب التي يستغل النظام اقتتال «داعش» مع فصائل مسلحة أخرى فيها ، ليتابع إستراتيجية القضم البطيء ، والمشهد نفسه ينسحب على جنوب العاصمة. وقالت الصحيفة: "إن هناك رهانا خليجيا على «جيش محمد» السلفي بديلاً للجيش السوري الحر". على حد قولها وأضافت أنه "لا يبدو أن إعادة تجهيز الائتلاف السوري سياسيا وتوحيدهم هو هدف السعودية ، فالأغلب أن الرهان الراجح، هو العمل على توحيد الفصائل السلفية الأكثر تجانسا أيديولوجياً ، وفقا للسفير. وأشارت الصحيفة إلى "أن الريحانية في الاسكندرون تشهد ، اجتماعات يديرها وزير الخارجية القطري خالد العطية ، لتهيئة بدائل أكثر فعالية عن قيادة سليم إدريس لأركان الجيش السوري الحر، وتأليف "جيش محمد" من الكتل "الجهادية" التي تضم "أحرار الشام وصقورها"، و"جيش الإسلام" الذي يقوده زهران علوش ، وفصائل سلفية أخرى ، لا تهدف بالضرورة إلى تحسين شروط التفاوض في جنيف ، الذي رفضته هذه الفصائل". وفيما يتعلق بالعمل السياسي، ذكرت الصحيفة أن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي ، قالت بحسب مصدر دبلوماسي روسي ، "إن عقد مؤتمر جنيف في 23 و24 أكتوبر الحالي ، كما كان مقترحا ، يعد تسرعا ، ويشكل مكسبا مجانيا للنظام السوري ، الذي سيحاور معارضة منقسمة ومشرذمة وغير جاهزة ، وأنه ينبغي منحهم المزيد من الوقت لتحضير أنفسهم". من جانبه، علق المصدر الدبلوماسي الروسي بالقول: "إن المعارضة الخارجية ، التي فشلت خلال عام في توحيد صفوفها ، لن تكون قادرة خلال أيام على حل مشكلاتها".