استدعت وزارة الخارجية الجزائرية الأحد، السفير المغربي عبدالله بلقزيز، إلى مقر الوزارة مباشرة بعد عودته إلى الجزائر. وقال بيان رسمي لوزارة الخارجية الجزائرية: "إن سفير المغرب بالجزائر استدعي الأحد، إلى مقر وزارة الشئون الخارجية، حيث تم تذكيره بالطلب الملحّ الذي قدم يوم الجمعة الماضي للقائم بالأعمال لدى سفارته للحصول بأسرع وقت ممكن على توضيحات مفصلة حول الاعتداء على مقر القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء". وذكر البيان أنه تم تذكير السفير المغربي بأن الجزائر ترفض أطروحة الفعل المعزول، وذلك على أساس تحليل صارم للأدلة حول الفعلتين اللتين ارتكبها شخص ضمن مجموعة من المتظاهرين المناوئين للجزائر. وأكد بيان الخارجية أن السلطات الجزائرية طالبت بهذا الخصوص أن يتم إشراكها ضمن صيغة ملائمة وطبقاً للممارسة الدولية في التحقيق لتحديد طبيعة الوقائع والتأكد من أن الإجراءات المواتية قد تمت مباشرتها جراء هذا الفعل الخطير. ولفت بيان الخارجية إلى أنه تم تذكير السفير بلقزيز بأن السلطات المغربية ملزمة بموجب المادة 31 من اتفاقية فيينا حول العلاقات القنصلية باتخاذ التدابير اللازمة لحماية المقرات القنصلية والحيلولة دون اقتحامها وضمان سكينة المقر القنصلي واحترام مكانته. وحملت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية الحكومة المغربية المسؤولية التامة في خلق جو التوتر والتصعيد السائد حالياً. وعبر السفير بلقزيز عن "أسف الحكومة المغربية إثر الاعتداء على القنصلية الجزائرية العامة بالدار البيضاء وتدنيس العلم الوطني واصفاً الفعلتين بالعمل غير المقبول". ورفضت الجزائر الرواية الرسمية التي قدمتها السلطات المغربية لحادثة الاعتداء على القنصلية الجزائرية في المغرب، وطلبت توضيحات من الرباط حول الحادث. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الشئون الخارجية الجزائرية عمار بلاني: "إن الأدلة المرئية التي فحصها خبراء جزائريون لا تؤكد أطروحة العمل المعزول التي قدمتها السلطات المغربية إثر انتهاك حرمة مقر قنصلية بالدار البيضاء". وظهر في تسجيل مصور شاب مغربي يصعد الى مبنى القنصلية ويقوم بنزع العلم الجزائري من فوق المبنى وتدنيسه، وظهر في التسجيل وجود عدد من عناصر الشرطة المغربية دون أن يتدخلوا لوقف الاعتداء على مبنى القنصلية. وحذر بلاني من تكرار الحادثة نفسها ضد السفارة في الرباط والقنصلية في وجدة، وقال: "نحن نأسف لاستمرار تعبئة الحشود حول سفارتنا بالرباط وقنصليتنا بوجدة؛ لأن ذلك سيؤدي الى تكرار مثل هذه الانزلاقات الخطيرة". وكانت الرباط قد استدعت سفيرها في الجزائر للتشاور على خلفية احتجاج المغرب على رسالة وجهها الرئيس بوتفليقة الى ندوة عقدت في العاصمة النيجيرية أبوجا، طالب فيها الأممالمتحدة بتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو الى الصحراء الغربية، لتشكل مراقبة وضع حقوق الانسان في الإقليم المتنازع عليه بين المغرب وجبهة البوليساريو.