تواصل شبكة الاعلام العربية " محيط" نشر سلسلة فصول كتاب "حياة ومصرع سوزان تميم" للكاتب الصحفى الكبير محمود صلاح وهو الكتاب الذى يتناول الكثير من حياة المطربة التى ذاع صيتها بعد مقتلها منذ ما يقرب من خمسة اعوام ، ونتناول فى حلقة اليوم الفصل الثانى "مأساة الجميلة.. صاحبة عيون القطط !" . سوزان تميم تدفع مليون دولار .. من أجل ورقة طلاقها من الزوج الأول ! قالت لطوني خليفة : أتمنى أن يسامحنى .. أبى وأمي ! ما أن ذاع خبر مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم . في شقتها بمدينة دبي . وفى الوقت الذي كان رجال مباحث دبي يعملون بسرعة وفى صمت من أجل كشف غموض القضية .والقبض على القاتل المجهول .في نفس الوقت بدأت وسائل الإعلام حملة محمومة في الحديث عن شخصية القتيلة الحسناء . وعن سيرة حياتها . التى تكشف ماساتها . والحياة القلقة غير المستقرة التي عاشتها . هذه الدمية الجميلة . التي كانت تحلم بالفن والنجومية . لكنها عاشت بإرادتها أو رغماً عنها . تتقاذفها المشاكل والقضايا . ووقفت فى أروقة المحاكم أكثر مما وقفت على خشبة المسرح !كانت سوزان تميم فى الواقع تتمتع بصوت جميل . وجمال أخاذ . لكنها لم تنعم باستقرار ودفء حياة الأسرة. وعندما انهت تعليمها الثانوى التحقت بجامعة بيروت العربية للتخصص فى التجارة . وفى الجامعة التقت سوزان تميم بالرجل الأول فى حياتها . " على مزنر " . الذي جاء إلى القاهرة ليلقى محاضرة فيها عن تجربته فى مؤسسة جاد لمكافحة الادمان .جاء الحب بسرعة بين سوزان وعلى مزنر . وبسرعة أيضاً تم الزواج بينهما . لكن القدر كان يرسم لها طريقاً غير طريق حياة الزوجة العادية وربة البيت . كانت سوزان تعشق الغناء وتحلم بالنجومية . كانت ترى فى نفسها نجمة تقف على قدم المساواة مع نانسى عجرم وهيفاء وهبي إن لم يكن أكثر . وكانت تبحث عن فرصة واحدة للانطلاق الى عالم النجومية . والحق أنها كانت تتمتع كما ذكر جو رعد مصفف شعرها . بارادة قوية . وتعلم جيداً أهدافها فى الحياة وكيف تصل إليها من أقرب الطرق . وفى عام 1996 بعد زواجها من " على مزنر " تقدمت الى ستديو الفن الذى كان يخرجه سيمون أسمر .كان صوتها جميلاً وأصيلا وكانت تغنى ببراعة أغاني ليلى مراد ووردة . وبعد أن اعتذرت المطربة " مادونا " عن الاستمرار فى مسرحية " غادة الكاميليا " رشحها سيمون أسمر لهذا الدور . وارتفع اسم سوزان تميم الى سماء النجوم بسرعة خاطفة . لكنها لم تنعم بالفرحة والسعادة. فقد تصاعدت وتفاقمت الخلافات بينها وبين زوجها " على مزنر " . وحاول سيمون أسمر مساعدتها حتى لا تكون مشاكلها الشخصية عقبة تحطم مسيرتها الفنية . فأرسلها الى باريس . علها هناك تصادف نجاحاً جديداً . يفوق مشاكلها الشخصية ويطغى عليها .وكانت سوزان قد تركت منزل الزوجية وطلبت الطلاق من " على مزنر " . لكنها لم تحصل على هذا الطلاق إلا بعد أن دفعت له مبلغاً يقارب المليون جنيه .كان سيمون أسمر قد طلب من عادل معتوق رجل الأعمال والمنتج اللبناني الذى يعيش فى باريس أن يهتم بتلميذته سوزان تميم وأن يدعمها فنياً .وما أن شاهد معتوق سوزان حتى أعجب بها . ووقع معها عقداً مدته 15 سنة . يقضى بعدم تعاملها مع أي شركة أخرى غير شركته . التى أصبح لها حق الإنتاج الحصرى لأغاني سوزان . لكن المسألة لم تكن فقط مجرد تعاملات تجارية بين مطربة ومنتج . ذلك أن عادل معتوق وقع فى حبها بالفعل . وسرعان ما تم الزواج بينهما فى باريس .وتصورت سوزان أنها سوف تعيش السعادة والاستقرار لأول مرة فى حياتها مع الزوج الثانى عادل معتوق . لكن هذا الاستقرار وتلك السعادة . لم يستمرا أكثر من ثمانية شهور . بدأت بينهما الخلافات والمشاكل الطاحنة .وقررت سوزان أن تهرب من حياتها الزوجية مع عادل معتوق . التى بدأت تشعر أنها ليست أكثر من مصيدة وقعت فيها . وبالفعل وفجأة سافرت سوزان الى مصر . دون علم عادل معتوق . وكان قد حصل على قرار بمنعها من السفر . وقيل أنه تم تهريبها من لبنان الى مصر بطريقة أثارت الشكوك حولها .وجاءت سوزان تميم الى مصر ..وانقطعت اتصالاتها تماماً مع زوجها عادل معتوق . وكانت أحياناً تؤكد للناس أنها مازالت زوجته . وأحياناً أخرى تقول أنها لم تصبح زوجة له . وكان معتوق يسمع ذلك فيشعر بالاهانة ويجن جنونه .وقرر عادل معتوق أن يحارب الزوجة الهاربة بسلاح القانون . فرفع قضايا اتهمها فيها بالاخلال بعقدها مع شركته . التى تملك حق نقل وتسويق كل اغانيها وحفلاتها . كما أقام دعوى حصل على حكم فيها بتأكيد زواجها منه .وبدأ تراشق القضايا بين الاثنين . فقدمت سوزان طعناً فى حكم زواجها من عادل معتوق . وطالبت ببطلان الزواج لمخالفة قانون حقوق العائلة فى لبنان . الذى يمنع على المرأة التى مازالت على ذمة الغير أن تعقد زواجاً ثانياً . وقالت سوزان أنها مازالت على ذمة زوجها الأول " على مزنر " .وظهر عادل معتوق ليقدم للمحكمة وثيقة حكم طلاقها من زوجها الأول. وفى النهاية أكدت المحكمة صحة طلاقها من الزوج الأول. وصحة زواجها من عادل معتوق .ولم يكتف عادل معتوق بذلك . بل تقدم بدعوى قضائية ضد سوزان . اتهمها فيها بأنها قبل أن تسافر الى مصر . سرقت من حزينة فى منزل الزوجية مبلغ 230 ألف دولار . ونجح فى الحصول من المحكمة على قرار بايقافها عن الغناء فى كل المحطات الفضائية والإذاعية . كما حصل على حكم بالطاعة استأنفته سوزان .وأكثر من ذلك فقد تقدم عادل معتوق بدعوى قضائية ضد سوزان تميم اتهمها فيها بمحاولة قتله . باطلاق النار عليه أثناء مروره بسيارته على أوتوستراد إنطلياس فى لبنان . وقال انه أثناء قيادته سيارته تجاوزته سيارة . وأمطرته بوابل من الرصاص . الذي اخترق زجاج السيارة . ولمست إحدى الرصاصات قميصه . لكنه نجا من الموت ! حين جاءت سوزان تميم إلى القاهرة كانت مشاكلها القانونية مع زوجها عادل معتوق قد سبقتها الى العاصمة المصرية . ورغم تلك المشاكل وتوقف نشاطها الفني . إلا أنها كانت لاتزال تتمتع بهذا الجمال الصارخ . وكانت قد أجرت عدة جراحات تجميل لتحصل على عيون القطط .كانت سوزان تميم قد سجلت ألبومها الأول " ساكن قلبي " . وصورت منه ثلاث أغنيات على طريقة الفيديو كليب. هى ساكن قلبي و " لا أنا " و " وينه حبيبي " . ثم أغنية " أنا اللي عشقاك " .ثم فى العام 2006 قدمت أغنية وطنية هى " بيروت عشقاق " . فى الذكرى الأولى لوفاة رفيق الحريري . لكن ها هو زوجها عادل معتوق يحصل على حكم بمنعها من الغناء بعيداً عنه وعن شركته . *** كانت سوزان تميم تعلم جيداً أنها جميلة ومرغوبة ..وكان الرجال يحاصرونها ويطاردونها . وكل منهم يريد قطعة منها . ولم يسبب لها ذلك أي قدر من السعادة . على العكس زاد من مشاكلها النفسية . والتي بدأت منذ طفولتها ." صغيرة على الحزن " كان ذلك هو العنوان المثير الذي كتبه الصحفى المصري أسامه صفار . الذي زار بيت عائلة سوزان تميم فى حي " الزيدانية " فى بيروت والذى ترعرعت فيه . قال : ولدت سوزان عام 1975 لتعيش طفولة قاسية الى حد كبير . بعد طلاق والديها وهى فى سن الخمس سنوات . وأصر والدها عبد الستار تميم على الاحتفاظ بحضانتها بعد طلاقه لأمها .وعانت الطفلة سوزان وشقيقها الوحيد الأصغر سناً من الوقوف فى ساحات المحاكم . لاختيار البقاء مع الأب أو الأم . واختار الطفلان والدهما . وعاشا فى منزل الأب فى رعاية جدتهما " أم عبد ".لم تكن حياة سعيدة على الإطلاق ..عانت سوزان تميم فى طفولتها من الحرمان من الأم . وتشدد الأب . وكبرت تبحث عن الأمان والاستقرار اللذين حرمت منهما . وتابعت سوزان دروسها الابتدائية فى مدرسة " مار يوسف الظهور ". ثم فى ثانوية فخر الدين . لكن الكل أدركوا أن الطفلة سرعان ما اصبحت صبية صارخة الجمال . حلوة الصوت .وعندما بلغت الثامنة عشرة من عمرها . قررت سوزان أن تنتقل للعيش مع والدتها . التى بالغت فى تدليلها. بعد فراق استمر سنوات طويلة . وتفننت الأم فى إرضاء ابنتها لتعويضها عن سنوات الفراق . واصبحت الأم بعد ذلك الصديقة المقربة لابنتها . وحضنها الملاذ الآمن لها .لكن ها هى الآن تهرب من مشاكلها مع زوجها الثانى عادل معتوق الى القاهرة .فماذا ستفعل ؟ *** يكمل الصحفى أسامه صفار الحكاية على لسان المحامى كمال يونس . وهو أول محامى مصري تعاملت معه سوزان تميم فور حضورها الى القاهرة .يقول المحامى كمال يونس : اتصل بى صديق لبناني طالباً منى أن أتولى الدفاع عن سوزان تميم بعد حضورها الى القاهرة . والتقيت بها فى فندق كبير . وطلبت منى تولى شئونها القانونية . وحررت لى توكيلاً عاماً فى الأمور القانونية . ويضيف : كانت سوزان فى تلك الفترة تقيم فى فندق كبير . كانت خالتها تعمل به . وكانت تحدثنى عن أنها تريد مغادرة مصر . لأنها تضيق من نظرة الآخرين لها على أنها مجرد شىء جميل . وقالت لي : أنا مش لاقية نفسى ! *** لم تكن وسائل الاعلام العربية فقط هي التى تكالبت على نشر كل ما يدور حول حياة وشخصية سوزان تميم . فور الاعلان عن خبر مصرعها الغامض . بل اهتمت بالجريمة صحف غربية مثل صحيفة لوس انجيلوس تايمز والهيرالدتربيون . وأكدت بعض وسائل الإعلام انه تم قتل سوزان تميم وقطع رأسها . بعد طعنها عشرات المرات بالسكين وأكدت وسائل إعلام أخرى أن سوزان كانت تعرف قاتلها . وأشارت صحف أخرى بأصابع الاتهام إلى بعض الذين تربطهم علاقة بسوزان تميم .وفجرت الاعلامية نضال الأحمدية قنبلة اعلامية فى مقابلة تليفزيونية مع كلارا الرميلى محامية سوزان تميم . التى تحدثت بالتفصيل عن المشاكل التى كانت تحيط بسوزان . وقالت أن والدتها حاولت أن تزورها فى لندن لكن شخصاً منعها من ذلك.وفى نفس الوقت امتنع زوجها عادل معتوق عن الإدلاء بأي تصريحات حول جريمة مصرعها.وأعاد تليفزيون " ال . بى . سى " إذاعة مقابلة تليفزيونية كانت قد أجريت مع سوزان تميم قبل 4 سنوات . غنت فيها أشهر أغانيها " ساكنى " كما غنت لوردة " شعوري ناحيتك ". وعندما سألها المذيع اللامع طونى خليفة : إلى من تهدين هذه الأغنية . ردت سوزان تميم بعفوية : على أبى وامى .. وأتمنى أن يسامحانى ! انتظرونا فى الحلقة القادمة "حسناء في القاهرة .. لعبة المال والرجال!"