الحق ..أتوبيس نقل عام !رئيس هيئة النقل العام :مشكلات الهيئة تحتاج ...لعصا موسى لحلها ! ناظر محطة عبد المنعم رياض : الأتوبيسات تعانى من عشوائية المرور بسبب وقوف وتزاحم سيارات الميكروباص الأجرة فى المواقف غير الرئيسية ناظر محطة جراج العتبة : فى ظل هذه الأجواء المرتبكة لا توجد شرطة ولا أمن ولا توجد رقابة شديدة على الأتوبيسات سائق أتوبيس يكشف الظلم الأجتماعى ..فى مرتبات هيئة النقل النقل العام مواطن : تعرض الركاب للسرقة والأختناق وتعرض الفتيات والسيدات للتحرش والأعتداء من أحد اسباب الأختفاء أين اختفى أتوبيس هئية النقل العام سؤال يتردد على السنة المواطنين الغلابة الذين يقفون لفترات طويلة في المواقف العمومية والمحطات ،التكدس ونقص عدد الأتوبيسات وعشوائية المرور والسيارات الأجرة تبدو أسبابا ظاهرية لمشكلة تأخر أتوبيسات النقل العام عن مواعيدها المقررة ،لكن البحث في أسباب المشكلة يقودنا للكشف عن الحقيقة الكاملة ،في هذه السطور قمنا بجولةٍ شاملة للتعرف على مشكلات النقل العام من خلال الحديث مع نظار المحطات والمحصلين والسائقين . هل يعود بنا الزمن إلى فترة الخمسينيات فترة (عبد اللطيف أبو رجيلة) لنرتقى بمستوى أتوبيس النقل العام, أتوبيس (عبداللطيف أبو رجيلة) الذى أحدث طفرة كبيرة فى قطاع المواصلات بالقاهرة فى هذا التوقيت، حيث كانت لديه خطوط النقل بالقاهرة من خلال أكثر من 400 سيارة أتوبيس تقدم خدمات راقية وبكفاءة، وفق مواعيد منضبطة، ولم يكن الزمن الفاصل بين كل سيارتين في الخطوط المزدحمة يتجاوز ثلاث دقائق كما يحدث الآن. وكان هناك تفتيشٌ صارم يحول دون الاستهانة بالراكب والإساءة إليه وإهدار وقته، وجراجات حديثة لإيواء السيارات وصيانتها في ورشات متطورة حيث بنى أبو رجيلة أكبر جراجين في مدينة القاهرة، أولهما عند مدخل القبة على مساحة 13 فداناً، وثانيهما بالقرب من نفق الجيزة، فضلاً عن جراج ثالثٍ كان مِلكاً لشركة أمنيبوس العمومية بشارع إسطبلات الطرق في حي بولاق، وقد اشتراه أبو رجيلة لينضم إلى شركته العملاقة وكان أبو رجيلة يتخفى ويركب الأتوبيس مرة كل شهر، ليرى كيف يتعامل موظفو شركته مع الركاب، واحتد ذات مرةٍ على سائق تجاوز محطة من المحطات المقرر له أن يقف فيها بعد هذه المقدمة الطويلة تعالى نصحبك معنا عبر هذه الجولة لنرى معا كيف أصبح الفارق بين أتوبيس أبو رجيلة فى الزمن الجميل وبين حال أتوبيس النقل العام الآن، وكيف تحول الأتوبيس من وسيلة مواصلات تنقل المواطن الفقير إلى وسيلة لتعذيبه .. أين أبو رجلية ليرى معاناة المواطن المصرى بعد أن تناثرت تركته فى أعقاب قرارت التأميم وسيطرت عليها البيروقراطية الروتين لتنضم هيئة النقل العام لقطاعات أخرى فاشلة لم تنجح الدولة فى إدارتها .. عموما تعالوا معى فى سياق التحقيق التالى لنرى كيف أصبح حال أتوبيس الغلابة.. في البداية ذهبت إلى أحد محطات أتوبيس هيئة النقل العام بالقاهرة لأستكشف الأزمة على أرض الواقع التي يعانى منها هذا القطاع الكبير حيث يرتبط الخدمات التي يقدمها هذا القطاع ارتباطا وثيقا بالتنمية الشاملة للدولة بمفهومها الواسع ويعد هذا المرفق في مقدمة المرافق التي لها تأثيرا مباشرا علي مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية لاتصالها الوثيق بالمصالح اليومية الحيوية للمواطنين. وتمتد خدمات الهيئة علي شبكة من الخطوط تبلغ أطوالها 8022 كم وتشمل مناطق طوخ وقليوب والقناطر الخيرية شمالا وحلوان والتبين جنوبا. محطة أتوبيس عبدالمنعم رياض على عبدالله على، ناظر محطة أتوبيس النقل العام بميدان عبد المنعم رياض بدأ الحديث معى عن راتبه حيث يقول: أعمل فى هذه الهيئة منذ 39عاما و مرتبى الشامل 787جنيها والأساسى 387 جنيه ميعملوش حاجة لواحد عنده أربع أولاد.. ثم تطرق ناظر محطة عبد المنعم رياض للحديث عن أتوبيسات النقل العام قائلا : الهيئة تعمل بكامل قدرتها وليس هناك أى نقص فى العمالة لدى هئية النقل العام ولكن سر اختفاء خدمة الأتوبيسات هى أزمة المرور فهى السبب الوحيد فى تأخر أتوبيسات النقل العام فى المحطات فمثلا أتوبيس رقم 998 ميعاد وصوله 9:19 فى الجراج لكنه يصل متأخرا عن هذا الميعاد نحو ساعتين أو فى تمام الساعة 11 صباحا فى أحسن الأحوال، وبالتالى تأخر الأتوبيس ساعة أو أكثر عن ميعاد وصوله بمعنى " بدل الأتوبيس ما بيعمل أربع أدوار ممكن يعمل دورين أو ثلاثة" أيضا وقوف الأتوبيس فى إشارة المرور فترة طويلة يعد أحد أسباب تأخره عن المواطنين كما تعانى الأتوبيسات من عشوائية المرور بسبب وقوف وتزاحم سيارات الميكروباص الأجرة فى المواقف غير الرئيسية فى جميع الطرق، حيث أن سائقى الميكروباص الأجرة دائما ما يقطعون الطريق على الأتوبيسات. ويطالب ناظر محطة عبد المنعم رياض الحكومة الحالية بتدوير أتوبيسات هئية النقل العام والقضاء على أزمة المرور وتفعيل قانون الغرامات على الكبير والصغير سواء على الملاكى أو سائقى الأجرة فى الشارع المصرى وحل مشكلة المرور خاصة وهى من أكبر المشكلات التى يعانى منها أتوبيس النقل العام والمواطن المصرى خاصة فى قليوب والدائرى لأن هناك تكدس كبير فى المرور عندما تذهب إلى شبرا الخيمة أو تأتى من المظلات لدرجة أن الأتوبيس يتوقف ساعتين أو أكتر أيضا القطاع العام تعبان وخصوصا هيئة النقل العام والمرتبات فى الانحدار ولا تكفى الموظفين وهذا ليس فقط فى هيئة النقل العام فى جميع القطاع العام. محطة أتوبيس جراج العتبة بعد الانتهاء من الحديث مع ناظر محطة عبد المنعم رياض ذهبت إلى جراج محطة أتوبيس النقل العام بالعتبة, تقابلت مع (ناصر سمير عريان) وهو ناظر محطة جراج العتبة وتحدثت معه عن سر اختفاء أُتوبيس النقل العام من الشارع المصرى قائلاً: الأتوبيسات موجودة وكل حاجة موجود لكن الحظر يؤثر بشكل كبير على الخدمة ويتسبب فى تأخير أتوبيسات النقل العام هذا بالإضافة إلى عشوائية سائقى الميكروباص الأجرة والباعة الجائلين وفى هذه الأجواء المرتبكة لا توجد شرطة ولا أمن ولا توجد رقابة شديدة على الأتوبيسات إلى جانب غياب الصيانة وقطع الغيار البديلة لبعض سيارات هيئة النقل العام المعطلة. ويضيف ناظر محطة العتبة أن موظفى الهيئة يعانون ظروفا مادية صعبة وأن هؤلاء الموظفين والعمال لايزالون يخضعون للقانون 47 كما نجد أن العاملين فى الهئية علاوتهم جنيه ونص وجنيهان فى هذا الغلاء الفاحش فكيف نطلب من هذا الموظف أو العامل الغلبان أن يراعى ضميره فى عمله وهو يشعر من داخله بالظلم الاجتماعى والانكسار. هذا ولم تنته جولتى بعد حيث انتقلت إلى عدد من سائقى ومحصلى اتوبيس هيئة النقل العام .. مسلم عبد الباسط سائق يعمل منذ 25عام فى هئية النقل العام ويرى: أن مشكلة اختفاء أتوبيس النقل العام فى الشارع المصرى ترجع لنقص عدد كبير فى أتوبيسات الهيئة فى حين أن هناك وجود عدد كبير من العمالة فى هئية النقل العام بالأضافة إلى مشكلة التكدس المرورى فى الشارع نتيجة الاعتصامات والمظاهرات فى جميع أنحاء القاهرة. أما (حمدى محمود) سائق بالهيئة ويعمل منذ 16سنة ولديه طفلان، يقول أن سائقى النقل العام يعانون من أزمات نفسية وعصبية نتيجة زحام الشوارع لدرجة أنهم يشتكون من أمراض الضغط والسكر فى سن مبكر من حياتهم بسبب التعرض للضغوط العنيفة للمهنة ومع ذلك لا يجدون تعويضا مناسبا حيث أن المرتبات ضعيفة، ويواصل حمدى حديثه الحزين بقوله " فيه ناس شغالة أقل مننا وإحنا بنشتغل عشر ساعات وأكتر وبياخدوا أكتر مننا فى بعض القطاعات زى الكهرباء والبترول أنا باخد ألف جنيه .. تعمل إيه فى الظروف اللى إحنا فيها دى مع ارتفاع الأسعار .. أنا أطلب من الحكومة أن تراعى الموظفين فى المرتبات والحوافز وتزويد عدد أتوبيسات النقل العام وشراء قطع غيار للأتوبيسات المعطلة فى الجراجات" . من جانبه يؤكد السيد عبد الشكور محصل فى هيئة النقل العام أن الرحلة التى من المفترض أن يقطعها الأتوبيس فى ساعة تستغرق أحيانا 3 ساعات وهذا يؤثر على إيرادات الهيئة. مشكلات المواطنين مع أتوبيس النقل العام محمد شريف مدير الشركة العامة للنشاط الدولية يقول أن المشكلة الكبيرة والأهم فى الشارع المصرى تتلخص فى انتهاء التكدس المرورى وأعتقد أن سيحل مشكلات كبيرة والسبب الرئيسى فى هذا التكدس هو زيادة عدد السيارات الملاكى والميكروباص ويؤدى ذلك لازدحام الأتوبيسات وتكدس الركاب بها وتأخرها عن المواعيد المقررة. ويرى على عبدالخالق، موظف بالمعاش أن أتوبيس الغلابة يجب أن يبقى ليؤدى دوره لأنه يخدم الملايين من أبناء القاهرة .. ولكن هؤلاء الغلابة يشتكون يوميا من صعب هذه الخدمة لدرجة أنهم يذهبون متأخرين عن مواعيد العمل الرسمية ناهيك عن حدوث تحرشات وقلة أدب بالأتوبيس نتيجة الزحام وهناك خطوط سيئة السمعة حيث تتكرر بها حوادث التحرش والسبب فى كل ذلك هو أن الأتوبيس يستوعب أعدادا أضعاف قدرته على الاستيعاب وتكون النتيجة اختناق الركاب وتعرضهم للسرقة وتعرض الفتيات أو السيدات للتحرش والأعتداء. ورغم هذه المشكلات المستعصية إلا أن المهندسة (منى مصطفى عبد الحميد )رئيس هيئة لنقل العام ترى أن الخدمة بالفعل تحتاج لعصا موسى لحلها .. حيث قال فى تصريحات صحفية سابقة: تتمثل المشكلات والمعوقات التي تواجه الهيئة في تقادم أعمار أسطول النقل العام من السيارات الأمر الذي يحتاج إلي ضرورة قيام الهيئة بشراء 1200 سيارة جديدة خلال السنوات الخمس القادمة وما يتطلبه ذلك من تدبير موارد مالية لشراء هذه السيارات والتي يصل سعر الأتوبيس الواحد منها إلي ما يقرب من 800 ألف جنيه إذا كان يعمل بالسولار ومليون جنيه إذا كان يعمل بالغاز الطبيعي. هناك أيضا المشاكل المتعلقة بتمويل وشراء سيارات جديدة للهيئة حيث يقوم بنك الاستثمار القومي بإقراض الهيئة بفائدة 13% مما يزيد العبء علي ميزانية الهيئة فضلا عن أن التمويل الواجب للهيئة لشراء السيارات الجديدة لا يعمل في الموعد المناسب مما يؤثر بالسلب علي خطة الإحلال والتجديد لذلك نري أن يقوم بنك الاستثمار بإقراض الهيئة بفائدة لا تزيد عن 6% أو بدون فائدة وأن يرد التمويل في الوقت المناسب. أيضا المشاكل التي تواجه الهيئة كثرة المطالب الفئوية العمال الأمر الذي يؤدي الي الإضراب عن العمل والتأثير علي خدمات النقل العام وعلي الإيرادات أيضا وارتفاع تكلفة تلبية هذه المطالب ولا طاقة للهيئة بتلبية هذه الاحتياجات دون تدبير موارد مالية من الدولة في ظل الظروف المالية الصعبة للدولة في الوقت الحالي وخاصة بعد الثورة.