ركاب أتوبيسات هيئة النقل العم يقفون لساعات طويلة علي المحطات في انتظار الأتوبيسات التي اختفي معظمها وتأخر الباقي وعندما يضيق بهم الحال يضطرون لركوب سيارات الميكروباص مما يضعهم تحت سطوة السائقين الذين يستغلون الأزمة ويقومون بتقسيم المسافة ورفع تعريفة الركوب. كاترين موسي تقول: كنت في زيارة لأحد أقاربي بالجيزة وأقف منذ أكثر من ساعة ونصف الساعة علي المحطة في انتظار الخط رقم 810 حتي أعود لمسكني بحدائق القبة. كنت أظن أنه بعد رفع أجرة الأتوبيس من 50 قرشاً إلي جنيه أن الخدمة تتحسن وتتوفر الخطوط ولكن هذا لم يحدث ومازلنا نعاني من عذاب الانتظار. وتضيف زينب محمد بالمعاش: أنا سيدة مسنة وأعاني من أمراض الشيخوخة ولكنني اضطررت للذهاب لزيارة ابني المريض بمسكنه بالمنيب وانتظر منذ أكثر من ساعة وصول أي أتوبيس حتي أتمكن من الرجوع لمنزلي بالسيدة عائشة حيث ان خط الأتوبيس 916 غير متوافر دائماً وهناك خطوط أخري اختفت تماماً كخطوط 65 و80 من مدينة نصر إلي جامع عمرو. وتشكو آمال شاكر ربة منزل من نقص خطوط الأتوبيسات رقم 777. 11. 82 وهي تعاني من الانتظار يومياً من الساعة 2 ظهراً حتي الساعة 4 عصراً علي محطة المنيب لوصول أي خط منهم للرجوع لمسكنها بمجري العيون بحي مصر القديمة. مؤكدة أن سبب تأخر الأتوبيسات في هذا التوقيت أن السائقين يبدلون الورديات وتكون معظم الأتوبيسات داخل الجراج في انتظار سائقي الفترة المسائية. وفي لهجة غاضبة قالت ماري توفيق موظفة بمستشفي أم المصريين: أخرج من عملي في الساعة 3 عصراً وانتظر لأكثر من ساعة خط الأتوبيس رقم 1 حتي أرجع لمنزلي بإمبابة وبعد تعبي من الانتظار اضطر لركوب الميكروباص مع السائقين الذين يستغلون الأزمة ويقومون بتقسيم المسافة علي أربع مراحل وبالتالي زيادة الأجرة من جنيه إلي أربع جنيهات مما يرهقني مادياً فراتبي محدود لا يتحمل كل هذه الأعباء. وتصرخ سعدية رجائي أنا من سكان مدينة العبور وأعاني من عدم وجود الخطوط 943. 944 خاصة بعد الثامنة مساء وهي الوسيلة الوحيدة التي تربطني بوسط القاهرة وهناك خطوط أخري اختفت تماماً خاصة بمدينة السلام وهي 973. 43. 41. 941. وأناشد المسئولين بإعادة توفير الخطوط المتوقفة للعمل. وتعاني إقبال حسين موظفة أنا في معاناة يومية لا أطيق تحملها انتظر يومياً لأكثر من ساعة ونصف الساعة وصول الأتوبيس رقم 996 حتي أذهب لعملي بالدراسة ودائماً ما أذهب متأخرة عن ميعاد عملي وفي بعض الأيام اضطر لركوب المترو وأنزل بمحطة العتبة وأركب الميكروباص حتي أتمكن من الوصول في موعدي. وتئن زينب عبدالفتاح بالمعاش من عذاب الانتظار قائلة: أنا سيدة في الستين من عمري أقف منذ ساعة في انتظار وصول الأتوبيس رقم 986 أو أي خط بديل حتي أعود لمنزلي بالسيدة زينب حيث انه دائما ما يتأخر وهو الوسيلة الوحيدة التي توصلني أمام باب مسكني. وبمواجهة اللواء هشام عطية نائب رئيس هيئة النقل العام اعترف بأن هناك نقصاً في عدد الأتوبيسات الموجودة فعلياً في الخدمة بمختلف الجراجات والبالغ عددها 2700 سيارة من أصل 4000 سيارة المسجلين في أسطول هيئة النقل العام وأفاد بأن هناك خطة مسبقة من قبل ثورة يناير بشراء 600 سيارة ولكن لم تستطع الهيئة تنفيذها وذلك بسبب كثرة الاعتصامات التي أثرت سلباً علي إيرادات الهيئة. نائب رئيس النقابة المستقلة للعاملين بالهيئة طارق البحيري يقول: هناك مشاكل بالهيئة منذ أن تولي عاطف عبيد وزارة قطاع الأعمال كانت لديه الرغبة في خصخصة الهيئة لصالح رجال الأعمال وقد صدر قرار منذ عام 1995 بأن كل سيارة تعمل لمدة 20 سنة تخرج من الخدمة وخاصة أن قطع الغيار غير متوفرة وكل سيارة تعطل يتم تخزينها بالجراج مما أدي لنقص في عدد سيارات الأسطول الفعلية المسجلة بالمستندات والبالغ عددها 4000 سيارة وأن عدد السيارة الموجودة في الخدمة 2500 سيارة ومنذ أن تم ضم أتوبيسات القاهرة الكبري للهيئة منذ عام 2009 والخسائر فادحة لأنهم أضافوا عمالة للهيئة بدون سيارات يعملون عليها مما أدي لزيادة عدد العمال ونقص في السيارات وبالفعل تم عمل دراسة لبحث هذه المشكلات وتم إرسالها إلي د.محمد صادق سراج رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشوري وتم إرسال نسخة من الدراسة إلي رئاسة الجمهورية وقد وافق د.هشام قنديل علي إنشاء جهاز تخطيط النقل الحضاري لحل مشاكل النقل الداخلي بالقاهرة الكبري وسيضم الجهاز هيئة النقل العام وسيارات السرفيس والمترو وسوف تخضع الشئون المالية والإدارية لوزير النقل.