غزة أحمد أبو الوفا وإيمان جمعة مع اقتراب تنفيذ صفقة تبادل الأسرى في مرحلتها الأولى الثلاثاء المقبل، حسبما أعلنت حركة حماس ولجان المقاومة (الفصائل الآسرة للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط)، زادت حدة القلق لدى أهالي الأسرى.. فرغم الفرحة الكبيرة التي عمت مختلف أرجاء فلسطين على خلفية إعلان هذه الصفقة، إلا أن شعور الأهالي في الضفة الغربية لايزال يمتزج ما بين الفرح والخوف، فيما يتضاعف القلق في قطاع غزة لنشر قوائم متضاربة وغير رسمية حول الأسماء المفرج عنها. وقد لاقت الصفقة ترحيبا من قبل الفصائل والشخصيات الوطنية الفلسطينية والمؤسسات التي اعتبرتها خطوة كبرى على طريق تحرير جميع الأسرى، وأنها إنجاز وطني يعزز من صمود الأسرى في معركتهم الحالية ضد إجراءات سلطات الاحتلال. وأصابت الصفقة عددا من الفلسطينيات بالإحباط لأنها لم تشمل أسماء أزواجهن ومنهم عبلة سعدات زوجة زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، وفدوى البرغوثي زوجة المناضل الفلسطيني مروان البرغوثي، ووفاء أبوغلمة زوجة الأسير عاهد أبوغلمة المتهم بقيادة خلية تابعة للجبهة الشعبية قامت باغتيال وزير السياحة الإسرائيلي المتطرف رحبعام زئيفي وحكم عليه بالسجن المؤبد سبع مرات. على صعيد الأهالي المعتصمين في مقر الصليب الأحمر بمحافظة رام والبيرة تضامنا مع أبنائهم بسجون الاحتلال،قالت الحاجة أم موسى والدة الأسير عيسى محمد جبارين المحكوم عليه ب 28 عاما في عملية استشهادية لموفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى رام الله " إن أبني قضى 10 سنوات خلف قضبان سجون الاحتلال ونأمل أن تشمله الصفقة خاصة وأنه مريض بالكلى. وأضافت "نحن نعتبر الصفقة فاتحة خير ونحن سعداء بأنه سيتم إطلاق سراح كل النساء ونتمنى أن يتم تبييض سجون الاحتلال من كل الأسرى" .. مشيرة إلى أنه لا توجد اتصالات مع المضربين عن الطعام الذين دخلوا يومهم الثامن عشر على التوالى بسبب أعياد اليهود. أما الحاجة إفهام والدة الأسير حمدي قرعان ،المحكوم عليه بالمؤبد، بالإضافة إلى مائة عام فقالت "رغم أن الصفقة لن تشمل ابنى حمدي فهو متهم بقتل وزير السياحة الإسرائيلي زئيفي في عام 2001 .. إلا أنني سعيدة لذوي الذين ستشمل الصفقة أبناءهم. وفي نفس الإطار، قالت والدة الأسير محمد أبو طه المحكوم عليه بالمؤبد بالإضافة إلى 15 عاما على خلفية قتل إسرائيليين "إننا نتفاءل خيرا ونتمنى أن يخرج الجميع" .. مضيفة "نأمل أن يكون من بين المؤبدات الذين ستشملهم الصفقة". أما والدة الأسير المريض ناهض فرج الأقرع (41 عاما) المحكوم عليه بثلاثة أحكام مؤبدة والمقيم في مستشفى سجن الرملة، فقالت "إنني متفائلة جدا بأن تشمل الصفقة ابني لأنه مقعد على خلفية بتر أحد رجليه قبل الاعتقال". وأضافت والدة الأسير الأقرع ? لموفدة الوكالة ? مازحة "إن لى فى كل عرس كرسيا إكراما لإبنى البطل" وذلك فى إشارة لتواجدها بالخيمة الاعتصامية ومشاركتها في كل الفاعاليات الداعمة للأسرى والمطالبة بإطلاق سراحهم .. مضيفة "قلبي يؤكد لي أن ابني سيكون من بين الذين ستشملهم الصفقة.. إننى لا أنام حتى أرى ابني أمامي". والأقرع هو من قطاع غزة ومتزوج وله (4 أبناء) وكان يعمل ضمن جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة الوطنية الفلسطينية وأصيب بأعيرة نارية في ساقيه في أحداث غزة 2007، ومن ثم توجه إلى الأردن للعلاج فبتر ساقه الأيمن من أعلاه في إحدى المستشفيات الأردنية فيما يعاني من تهتك بالعظام في ساقه الأيسر المهدد بالبتر أيضا ويرقد على كرسى متحرك. واعتقلت سلطات الاحتلال الأقرع أثناء عودته عبر معبر الكرامة في 20 يوليو 2007 وزجت به في سجونها وأخضعته لتعذيب قاس، وحكمت عليه إحدى المحاكم الإسرائيلية في بئر السبع بالسجن الفعلي لمدة ثلاثة أحكام مؤبدة. أما الدكتور سمير شحادة التميمى - الذي تواجد أيضا في الخيمة الاعتصامية بمقر الصليب الأحمر في محافظة رام الله والبيرة - فهو والد للأسير نزار التميمي وعم للأسيرة أحلام التميمي زوجة الأخير، قال إن ابني محكوم عليه بالسجن مدى الحياة، بالإضافة إلى 30 عاما على خلفية قتل مستوطنين، وهو معتقل منذ 1993، أما زوجته فهي محكومة 16 حكما مؤبدا و6 أشهر إثر عملية استشهادية بالقدس. وقال الدكتور التميمى ? لموفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط - إن نزار سيبعد إلى الأردن أو أية جهة أخرى، أما أحلام فستبعد للأردن لأنها تحمل جواز السفر الأردني ولا تحمل هوية فلسطينية. وعن صفقة التبادل، رأى والد الأسير نزار التميمي أنها "صفقة الضرورة"، وأنها على المستوى العام "ممتازة" وتفتح الباب لتحرير جميع الأسرى. والوالد الدكتور التميمي هو زوج للشهيدة باسمة التميمي التي استشهدت أثناء حضورها محاكمة ابنها في عام 1994 على خلفية الضرب المبرح من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي. أما الأسير المحرر لورانس مسحل من أهالي رام الله والذي جاء إلى الخيمة الاعتصامية تضامنا مع أهالي الأسرى، فقال: إن هذه الصفقة تعد إنجازا لأي أسير وللشعب الفلسطيني لأنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .. مضيفا "إننا ضد سياسة الإبعاد". وأشار مسحل، وهو عضو إقليم حركة فتح في محافظة البيرة ورام الله إلى أن توقيت الصفقة يستهدف إلهاء الرأي العام العالمي عن المعركة التي يخوضها الأسرى المضربون عن الطعام وفي قطاع غزة، يعيش أهالي الأسرى حالة كبيرة من القلق تخوفا من ألا تشمل الصفقة أبناءهم. وأضاف : ضاعف حدة القلق تلك التضارب في قوائم الأسماء المفرج عنهم في المرحلة الأولى والتي نشرت على نطاق واسع في القطاع، فمن الأهالي من يفرح لورود اسم ابنه في قائمة ثم تتبدد حالة الفرح تلك لأنه لا يجد اسمه في قائمة أخرى. كانت وسائل الإعلام الفلسطينية قد امتلأت بالعديد من القوائم التي قيل إنها أسماء الأسرى المفرج عنهم وهو وما أحدث التباسا لدى الأهالي لتضاربها. وأمام خيمة الاعتصام الدائمة قبالة مقر الصليب الأحمر بمدينة غزة، تشارك يوميا أسر الأسرى سواء ما تردد عن الإفراج عن أبنائهم أو المضربين عن الطعام في مظاهرات الاعتصام.. والسؤال المتكرر من أهالي أسرى المحكوميات البسيطة هو هل سيفرج عن أبنائهم ضمن الصفقة أم لا؟ وقالت حركة حماس "إنها تم العمل على الإفراج عن معظم الذين قضوا فترات طويلة في سجون الاحتلال (أكثر من 25 سنة)، حيث شملت الصفقة الإفراج عن عمداء الأسرى في السجون الإسرائيلية". من جانبها، نبهت وزارة الأسرى والمحررين في غزة إلى أن قوائم أسماء الأسرى المتوقع الإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل (الوفاء للأحرار)، والتي نشرت على نطاق واسع غير رسمية وغير مؤكدة. وأوضحت أن هناك قوائم يتم تداولها بين المواطنين وعلى مواقع الإنترنت تحوي المئات من أسماء الأسرى داخل السجون بدعوى أن هؤلاء سيتم إطلاق سراحهم ضمن الصفقة .. مؤكدة أن هذه القوائم غير رسمية. وقال وزير الأسرى في غزة عطاالله أبوالسبح إن نشر هذه الأسماء غير الموثقة سيؤثر بشكل سلبي على نفسيات الأهالي، بحيث إنه لو وجد أهالي الأسرى أسماء أبنائهم في تلك القوائم ثم لم يطلق سراحهم ضمن الصفقة فإن هذا الأمر سيصيبهم بخيبة أمل. على صعيد متصل، أعربت والدة الأسير حسن سلامة من كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن سعادتها الغامرة بإتمام صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال، آملة في خروج ابنها الأسير من السجون وجميع الأسرى الفلسطينيين. أما زوجة الأسير إبراهيم حامد فتمنت خروج زوجها على رأس قائمة المفرج عنهم ضمن الصفقة، وقالت قلبي يخفق من شدة فرحتي ولا تسعني الدنيا. من جهتها، أعلنت إسرائيل أنها ستنشر الأسماء النهائية للمفرج عنهم في المرحلة الأولى لصفقة التبادل على الموقع الرسمي لمصلحة السجون الإسرائيلية على شبكة الإنترنت بعد غد الأحد.